نظم مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، اليوم السبت، ندوة بعنوان "الثقافة والهوية في ظل العولمة والثورة المعرفية"، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53، وأدارها الإعلامي الكويتي محمد الملا.
ودعا أسامة الجوهري مساعد رئيس مجلس الوزراء والقائم بأعمال رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار - في كلمته خلال الندوة - المثقفين العرب إلى العمل من أجل الحفاظ على الهوية العربية والوطنية في ظل تحديات العولمة والثورة المعرفية، وما يواجه الثقافة العربية والاستراتيجيات للحفاظ على الهوية العربية في مواجهة بعض الاستخدامات الخاطئة للتطور التكنولوجي.
وقال "إن الهوية الثقافية تمثل في خصائصها وسماتها وثوابتها المشتركة ما يميزها عن غيرها من الأمم لتشكيل الشخصية الوطنية عبر التاريخ وثقافة الأمة لدى الأمم الأخرى.. وإن كان لا مفر من العولمة، فلماذا لا تكون عولمة عربية عربية تركز على عوامل الريادة والسبق العربي".. لافتا إ لى أن العولمة شملت مختلف أشكال الحياة، ومنها الجائحة التي أصابت العالم، والتي نبهت للحاجة إلى التعاون العربي ليكون عنصرًا فاعلًا في المعادلة العالمية.
ووصف معرض القاهرة الدولي للكتاب بأنه "عرس الثقافة المصرية"، حيث يتيح الفرصة لتشارك العلماء والمثقفين في مصر والعالم ما يتم إنتاجه فكريًا.. موضحا أن مشاركة مركز المعلومات في المعرض يستهدف طرح إصدارات المركز ونتاج التعاون المثمر مع مختلف المراكز البحثية؛ لاسيما مع مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات بدولة الإمارات.
ومن جهته، قال الدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لمركز "تريندز" "إن تسارع التكنولوجيا يزيد مسئولية المراكز البحثية وأهمية دورها بوصفها سندا نوعيا لصناع القرار لتزويدهم بالمعلومات حول المجتمعات التي يسعون إلى النهوض بها وتحديد البدائل المتاحة وعواقبها المحتملة".
وثمن التعاون مع مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء المصري في المجالات البحثية؛ والذي يستهدف العمل من أجل مستقبل زاهر وآمن للبشرية انطلاقا من قناعة مشتركة بدور مراكز الفكر والدراسات في خلق بيئة صحيحة نحو استدامة التنمية بين مختلف الثقافات، بما يحقق السلام في العالم.
وأوضح أن محاور الندوة تناقش عددا من الموضوعات التي ستسهم في إضافة نوعية نحو الحراك المعرفي والثقافي، حسب المتوقع من الفعاليات الثقافية الممتدة لدورات معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وحول محور دور اللغة العربية في تعزيز الهوية الوطنية، حذر الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية من سقوط بعض الهويات بفعل الهوى، مشيرا إلى أن الغرب عندما صدر مصطلحه عن الهوية من منظور ذاتي، حرص العرب على المفهوم الجمعي للهوية بما يجمع البشر والمجتمعات.
وتطرق لمناقشة تعريف الهوية في الكتب والمؤلفات العربية، وكذلك تطبيقاتها في الدول والمجتمعات، ومنها تاريخ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات في قوله الشهير "أريد نقل الحضارة إلى البدو، لا نقل البدو إلى الحضارة"؛ بما يرسخ لجذور الهوية والإرث العربي والإسلامي.
وشدد عل أن وضوح مفهوم الهوية لدى القيادة ييسر الآليات النافعة لتأسيس الحضارة وتنفيذ آليات التنمية المستدامة، مؤكدًا أهمية خصائص المجتمعات وموروثاتها من أجل فهم الحاضر والخطى من أجل المستقبل.