الأربعاء 15 مايو 2024

هبة وياسمين والناس الطيبين!


محمد مبروك

مقالات29-1-2022 | 18:08

محمد مبروك

تتعرض البلاد في الأيام الأخيرة لموجات من الطقس السيئ والبرد القارس المصحوب ببعض الأمطار والرياح التي تصل في بعض المناطق لحد العاصفة، وقد أطلقت هيئات الأرصاد الجوية في بعض البلدان المتأثرة بالعواصف بعض الأسماء النسائية عليها، عملًا بالتقليد العالمي الذي تم اتباعه بعد الحرب العالمية الثانية حينما كان يتم إطلاق أسماء زوجات خبراء الأرصاد الجوية في أثناء تلك الحرب على العواصف التي تحدث، لكن هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية كانت قد تداركت ذلك وأصدرت قرارات بإعادة تسمية العواصف بأسماء رجال ونساء بالتناوب

وقد تم اتباع بعض القواعد في اختيار اسم كل عاصفة كي يسهل تتبعها من قبل خبراء الطقس، لكن ذلك لا يعني - كما أشيع - أن اختيار الأسماء النسائية لتلك العواصف يرتبط بتشابه تقلب مزاج النساء مثلما يحدث مع العواصف 

وأيًا ما يكون فإن التغيرات الجوية الحادة المصحوبة بالظواهر القوية، لا شك في أن تأثيرها يكون كبيرًا على أولئك الذين تعودوا على الطقس المعتدل كما هو الحال في مصرنا الحبيبة، لذا تجد الناس على وسائل التواصل الاجتماعي يبدعون في الشكوى من تلك الظواهر ومن آثار البرودة في الشتاء، كما يتندرون من حرارة الجو في فصل الصيف.. وينقسم رواد هذه الوسائل إلى قسمين أحدهما يعلن حبه لفصل الشتاء الذي يشع بالرومانسية التي تتألق بالملابس الشتوية القيمة وتبعث على الدفء الداخلي تحت زخات المطر المنهمر في صورة قطرات تعزف سيمفونية حالمة على زجاج النوافذ والأرصفة وأوراق الشجر لتغسل الدنيا من آثامها وخطاياها وتعيد الجمال إلى الحياة في ثوبها الندي الذي ترتديه بعد توقف سقوط المطر.

بينما تجد حزب الصيف لا يرى كل هذا ولا ينظر لفصل الشتاء، إلا من نافذة البرد القارس والعواصف التي تعطل دولاب العمل مع صعوبة الاستحمام في تلك الأجواء التي يصاحبها نزلات البرد، وضرورة ارتداء "الكلسون" تحت البنطلون الذي يتندر البعض به ويخفي ارتدائه له باعتباره من الأسرار الحربية التي لا يجب الحديث عنها.

وعلى الجانب الآخر يتربص حزب الشتاء بمحبي ليالي الصيف الصافية التي تمتلئ سماؤها بالنجوم المتلألئة ويحلو فيها السمر على ضوء القمر على شواطئ البحار التي لصوت أمواجها مع حركة النسيم العليل صدى ينعش القلوب ويشعرها بالبرودة في عز الحر، لكن محبي الشتاء لا يرون من ذلك إلا ارتفاع درجات الحرارة المصحوب بالرطوبة التي تُشعر الناس بالاختناق وضربات الشمس التي تحدث من التعرض المباشر لضوء الشمس في الأيام الحارة وصعوبة إمكانية التحرك بعيدًا عن الأماكن المكيفة.

لكن التنوع في الطقس الذي حبا الله به مصر جعلها تتمتع بخصوصية الفصول الأربعة، مما أضفى عليها روحًا ممتعة تتميز في الشتاء بالأجواء التي تتشابه في بعض الأيام مع الأجواء الأوروبية الجميلة، كما أن بها الصيف الذي تملأ شمسه الصافية كل جنبات البلاد في حين أن فصلي الربيع والخريف لكل منهما طبيعته الساحرة التي تجعل من تلك البقعة على الأرض مقرًا للتنوع المصحوب بمتعة الطقس ذي الفصول الأربعة.
  
وفي خضم ذلك السجال الإلكتروني بين هؤلاء وأولئك، يجب أن نذكر رجالًا يقفون كالأبطال في هذه الأجواء من أجل حمايتنا وآخرين يعملون بدأب في كثير من القطاعات من أجل خدمتنا فنبعث لهم بتحية خالصة من القلب على ما يقومون به وما يقدمونه لنا، كما يجب أن نمد أيدينا بالخير والدفء لكل من يعاني موجات البرد القارس، مع عدم ملاءمة المأوى أو نقص الغطاء الذي يحمي من البرد كي يدخل الدفء لأجسادهم ولقلوبنا فننعم جميعًا بشتاء جميل.