يقدم جناح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدوليّ للكتاب لزواره كتاب "هيئة كبار العلماء في سير أعلامها القدامى"، في مجلدين، من إصدارات هيئة كبار العلماء بالأزهر، الذي يؤرخ لحقبة زمنية ابتداءً من 1911 إلى 1961، ويعرض جهود علماء الهيئة القدامى ليكون حلقة وصل بين هؤلاء العلماء وتاريخ الأزهر الحديث، وليعلم القارئ آثارهم وإسهاماتهم في مختلف مناحي الحياة.
ويوثق الكتاب تاريخ نهضة علميَّة في حقبة من الزمن، ويعرض جانبًا من سيرة حياة العلماء، وتضحياتهم في سبيل المحافظة على الدين وعلومه، فقد كانت ثوابت الإسلام شاغلهم الأكبر، فلم تكن هيئة كبار العلماء -كشأنها في كل عصر- تتوانى في الدفاع عن الشَّريعة، وكشف عوار الفكر المنحرف الَّداعي لهدم ثوابت الدِّين، كما كان لأعضاء الهيئة دورهم المشهود في النهوض بالأوطان ورقيها، ونصرة القضايا العربية والإسلامية المشروعة.
ويشتمل الكتاب على عدد من المباحث التمهيدية قبل سرد سير الأعلام، أبرزها: إسهامات أعلام الهيئة ومواقفهم تجاه قضايا الأمة، وأعلام الهيئة والدفاع عن الإسلام وتفنيد الشبه المثارة حوله، وأعلام الهيئة ومقاومة الاحتلال البريطاني لمصر، وأعلام الهيئة والدفاع عن القضية الفلسطينية وعروبة القدس، وأعلام الهيئة وإصلاح التعليم في الأزهر وتأسيس المعاهد وتطويرها، وأعلام الهيئة ومظاهر التجديد، وأعلام الهيئة وإصلاح القضاء الشرعي.
أما سير الأعلام الذي يحوي الكتاب ترجمتهم وذكر آثارهم، فمنهم: الشيخ سليم البشري، والشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي، والشيخ محمد حسنين مخلوف، والشيخ محمد الأحمدي الظواهري، والشيخ محمد مصطفى المراغي، والشيخ سيد علي المرصفي، والشيخ عبد الرحمن عليش، والشيخ عبد المجيد سليم، والشيخ عبد المجيد اللبان، والشيخ محمد عبد اللطيف الفحام، والشيخ محمد مأمون الشناوي، والشيخ إبراهيم حمروش، والشيخ محمد عبد الله دراز، والشيخ محمد الخضر حسين، والشيخ عبد الرحمن تاج، والشيخ محمد عبد اللطيف السبكي، والشيخ الطيب حسن النجار، وغيرهم الكثير من أعضاء هيئة كبار العلماء.
يذكر أن الأزهر الشريف يشارك -للعام السادس على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 53، وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام. ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة للندوات، وركن للفتوى، وركن للخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.