في واحدة من نماذج التعاون الثقافي بين مصر ومملكة البحرين، يطل علينا معرض القاهرة الدولي للكتاب الثالث والخمسين، بعمل ثقافي بحريني من إصدارات الجامعة الأهلية البحرينية، أول جامعة أهلية في البحرين، وإنتاج دار الأدهم المصرية للطباعة والنشر بـ "ستة دواوين" شعرية دفعة واحدة للشاعر الكبير أسامة مهران، أحد أهم شعراء السبعينيات في مصر، أحد المشاركين الأوائل في إصدارات جماعة إضاءة 77 الشهرية، والتي نالت من التواجد والتألق نصيبها المعتبر في الواقع الثقافي المصري والعربي، وما زال فرسانها الذين ترجلوا إلى مثواهم الأخير أو الذين ما زالوا على قيد الحياة يمارسون هواياتهم المفضلة في تقديم الألق الشعري، ويثيرون من الجدل وحمية التجريب ما يثير، وما ينير وما يبعث على التأمل والمناقشة وإعادة ترتيب الأوراق.
وصرح الرئيس المؤسس للجامعة الأهلية، رئيس مجلس الأمناء، عبد الله يوسف الحواج، بأن الشاعر الكبير أسامة مهران يحمل من الجذور والجينات المصرية والمواطنة البحرينية، ما يجعله يفي بحقوق العملية الإبداعية ويمنحها ذلك المذاق الخاص الجامع بين حضارتين، هما الأقدم ربما في التاريخ المحسوب وهما الحضارة الفرعونية العريقة وحضارة ديلمون الخالدة، ناهيك عن ذلك للبعد العربي المتغلغل في شرايين تجربته التي تستحق التأمل تمامًا مثلما تستحق الخروج بشخوصها وملامحها إلى الناس في محيطهم العربي الكبير .
ويقول البروفيسور الحواج إن الجامعة الأهلية، وهي المصنفة في المراتب الأولى عربيًابمضامير الجودة ومعايير التنمية المستدامة والوفاء بمتطلبات الأمم المتحدة، درجت على دعم التأليف والبحث العلمي سواء كان ذلك مرتبطًا بالعلوم والآداب والشعر والثقافة العامة والفنون، انطلاقًا من رسالتها الرامية إلى الارتقاء بالتعليم وجودته والبحث العلمي والتأليف وخدمة المجتمع، مشيرًا إلى أن هذه الرسالة لها تاريخ، مذكرًا بأن أمتنا العربية نهضت بازدهار العلوم والفنون والآداب وانزوت بانزوائها.