هذا العملاق الذي حمل لنا معه السعادة والرقي على مدار الأعوام السابقة والحالية، هذا الذي احتضن بداخله أعظم الشخصيات، وأكثرها رقيًا، وعطاءً للإنسانية.
إنه باقٍ يذكرنا بزمن المعجزات، إذ أن الذي يتمسك بفضائل نفسه حتى الآن، ويقاوم كل تيارات الفوضى العارمة من حوله إنما هو يشبه ذلك العابد الذي قرر أن يبني محرابه وسط فوضى الأسواق دون رهبة منه، أو خوف !
ألهمتمونا، وأمتعتمونا، وأعطيتم لنا من أوقاتكم مالم يعطه أحد لنا، اغترفتم من بحار ثقافاتكم شربة اعتدنا عليها فأصبحنا ننتظرها، ونجلس في هدوء وسلام، لنستمع، ونشاهد ثم نشهد على مر سنوات عمرنا بأنكم من شكلتمونا وبأنكم من تمكنتم من وضع بذوركم بداخلنا، وها هي قد أثمرت فتميزنا بفضل أصدقكم في قولكم، وعملكم .
تعلمنا على يدي مريديكم كل أنواع العلوم، والفنون، والآداب .
هى كلمة حق أردت أن أعبر بها عن مدى احترامي، وامتناني لكل جيلي الذي تابعكم، ومازال يتابعكم .
شكرًا لكل إذاعي، وإذاعية نقشا في وجداننا ملامح شخصياتنا شكرًا لكل فنان محترم أطل علينا، أو عبرت كلماته مسامعنا من خلال هذا الصرح العظيم.
شكرًا لمن قدموا لنا أعمالًا تحترم عقولنا وتحافظ على نقاء قلوبنا شكرًا لكل من جسد، وبعث فينا من جديد كل معاني الإنسانية التي تتعرض للاندثار من مجتمعنا يومًا بعد يوم !
نحن أبدًا لم ولن ننسى فضلكم علينا .
إن كنت أكتب الآن تلك الكلمات فاعلموا أنني قد استقيتها من فيض نبعكم، وإن كنت عاجزة عن وصفي لكم، فالتمسوا العذر لي، واغفروا لي جرأتي إذ غامرت بالحديث عنكم! فأي كلمات تكفي لوصف عظيم صنعكم، وأي مفردات يمكنها أن توفيكم قدركم !