الخميس 2 مايو 2024

يسري عبد الله: المجموعة القصصية «نصف كيلو عدس» تنتخب لحظات هامشية من الزمن

جانب من الندوة

ثقافة1-2-2022 | 17:55

عبدالله مسعد

قال الناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله إن المجموعة القصصية "نصف كيلو عدس أصفر" للكاتب محمد داود تنتخب لحظات هامشية من عمر الزمن، لتصحبنا إلى عوالم يتجادل فيها الصخب مع السكون.

وتابع خلال الندوة النقدية المنعقدة بقاعة "الصالون الثقافي" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب: تتنوع صيغها السردية عبر أشكال مختلفة للقصة، كما تتقاطع بنياتها الأساسية لتشكل جدارية عن أولئك العابرين الذين تلتقطهم عين السارد المتأمل بوعي، ومحبة، وشغف، ومساءلة واصلة بين الذات والعالم.

وأضاف عبدالله: ثماني عشرة قصة تشكل المتن السردي لمجموعة "نصف كيلو عدس أصفر"، المستمد عنوانها من عنوان إحدى قصصها المركزية التي يهديها الكاتب إلى الولد في قصة "الحاوي سرق الطبق" للروائي العالمي نجيب محفوظ.

ثمة إحالة إلى نص محفوظ الماثل في مجموعته الشهيرة "تحت المظلة" بأجوائها العبثية المغايرة، فالولد الذي يذهب إلى شراء الفول يضيع منه الطبق حين يتفرج على الحاوي بألاعيبه السحرية!

مثّلت قصة محفوظ استجابة جمالية لتحولات الوعي الإنساني عبر رحلة الولد القصيرة لشراء الفول، بناءً على طلب الأم التي تمثل فكرة الأرض - الرحم والوعي الفطري الذي يتخذ في وضعية الحاوي نمطاً غرائبياً أسطورياً، وخرافياً، وينحو في مشهد قتل الرجل للمرأة بعد ممارسة الجنس في الخرابة منحى فرويدياً، ثم تساؤلاً وجودياً عن معاني الفقد والضياع، لكن هذه الإحالة ليست كل شيء في نص محمد داود الذي يسلك طريقاً مختلفاً، ابناً لنمط الحكاية الصرف المحملة بمدلولات نفسية بالأساس، تشير إلى علاقة الابن بالسلطة الهيراركية التي تمثلها الجدة، والتي احتار في طريقه للبائع هل طلبت منه شراء نصف كيلو عدس أصفر؟ أم نصف كيلو عسل أسود؟ وبات خوفه منها أكثر من خوفه من إعادة ما اشتراه للبائع المزمجر في غضب حين يرى تيه الولد وارتباكه.

يحيا الولد هنا صراعا نفسيا يسمى بصراع الإقدام/ الإحجام، يبدو مترددا خائفا باستمرار منفذا الكلام الحرفي للجدة بعدم إخراج يده التي تقبض على النقود في جيبه أبداً.

يذكر أن الدورة الـ 53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، تقام تحت رعاية  الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وافتتحها الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وتقام بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وتستمر حتى 7 فبراير 2022، تحت شعار "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل"، وتعد إحدى أكبر التجمعات الفعلية للناشرين على مستوى العالم حيث يشارك فيها 1063 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا وتوكيلا من 51 دولة، وتحل عليها دولة اليونان ضيف شرف ، وتشهد إطلاق مشروع الكتاب الرقمي في الهيئة المصرية العامة للكتاب، الذي يبدأ بـ "موسوعة مصر القديمة" لعالم الآثار الشهير الراحل الدكتور سليم حسن، إلى جانب مجموعة من كتب الأطفال وسلسلتي "ما" و "رؤية" .

 

 ولأول مرة في تاريخ المعرض يتم استخدام أحدث أساليب التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، حيث تظهر شخصية الأديب يحيى حقي "شخصية الدورة الحالية" بتقنية الهولوجرام في عرض تفاعلي مع الجمهور، وذلك من خلال شاشة تعمل باللمس، كما يمكن للأطفال ورواد قاعة الأطفال مشاهدة إحدى قصص الأديب الراحل عبد التواب يوسف "شخصية الدورة الحالية" مجسمة افتراضيًا باستخدام نظّارات 3D، كما تشهد استحداث جائزة لأفضل ناشر عربي وزيادة قيمة جوائز المعرض في كل مجال ثقافي بالتعاون مع البنك الأهلي، المؤسسة المالية المصرية الرائدة في دعم ورعاية المواهب المصرية في المجالات كافة، ومنها الثقافة والفكر.

كما تشمل الفعاليات برنامجًا مهنيًا يهدف إلى دفع تنمية صناعة النشر وسرعة مواكبتها للعصر، وتوفير منصة مهنية ومتخصصة للناشرين والعاملين على صناعة الكتاب ترتقي بالمنتج الثقافي العربي، إلى جانب إتاحة البيع Online للكتب على المنصة الرقمية الخاصة بالمعرض، وتوفير خدمات التوصيل بالتعاون مع وزارة الاتصالات ممثلة في البريد المصري لأي مكان داخل مصر، كما أن هذه الدورة، ويبلغ عدد الأجنحة بالمعرض 879 جناحًا.

Dr.Randa
Dr.Radwa