قال الدكتور محمد منيسي، أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد في قصر العيني، إن حادث تسمم أسرة بالشرابية هو تسمم ناتج عن تسرب غاز أول أكسيد الكربون وأشهر الحوادث التي حدثت بسببه هي وفاة الأشخاص في السابق أثناء تسخين السيارات داخل الجراجات المغلقة، حيث يتم العثور على الجثة سليمة بدون أي آثار واضحة عليها.

وأوضح المنيسي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الأعراض التي يشعر بها الشخص لا تتعدى دقائق معدودة حيث يشعر بصداع وزغللة في العين وضعف وميل للقيء والغياب عن الوعي تماما ثم اضطراب ضربات القلب يعقبها تشنجات ووفاة، موضحا أن كل تلك الأعراض تستغرق عدة دقائق في جراج مغلق غير جيد التهوية.

وأشار إلى أنه بالمثل يحدث بسبب تشغيل السخان أو البوتاجاز في غرفة أو مكان مغلق بدون أي منفذ للتهوية، مؤكدا أن الشخص عند وفاته يكون جثمانه مائل إلى اللون الأحمر ولا تظهر عليه آثار الاختناق بعكس ثاني أكسيد الكربون حيث يظهر الجثمان باللون الأزرق نتيجة الاختناق.

وأكد أستاذ الجهاز الهضمي، أن التسمم بغاز أول أكسيد الكربون مشكلته أنه بلا لون ولا رائحة ولا يجعل الشخص يشعر به، ويحدث نتيجة احتراق غير كامل للغاز في الدفايات والسيارات وأدوات الطهي والسخانات، مشيرا إلى أن ما يحدث نتيجة التسرب هو أن هذا الغاز يتحد بالهيموجلوبين بدلا من الأكسجين مما يؤدي إلى الإصابة بـ"كربوكسي هيموجلوبين" ولا يمكن تشخصيه إلا في المعمل بعد الوفاة.

وتابع أن التسمم بأول أكسيد الكربون يتسبب وفاة أعداد كبيرة من المواطنين في الولايات المتحدة الأمريكية ففي عام 2000 كان 22 ألف مواطن وكان عدد السكان حينها 310 مليون نسمة، سُجلوا داخل وحدات الاستقبال والطوارئ هناك.

ونصح المواطنين بضرورة التهوية الجيدة للمنزل أثناء تشغيل الغاز، موضحا أن هناك حالتين يجب تجنبهما تماما، هما ألا يتم تشغيل البوتاجاز أو الغاز في مكان مغلق أو بدون كهرباء، لأنه إذا حدث تسريب للغاز وتم فتح أي جهاز أو مفتاح للكهرباء قد يحدث انفجارا داخل المنزل، لذلك يجب عند تشغيل الغاز يجب مراعاة أن يكون هناك شباكا وشفاط يعمل لتجديد الهواء.

ولفت إلى أن جهاز الكشف أو الإنذار في حالة تسريب الغاز غير متاح لكل المواطنين، لذلك فالخطوات الآمنة والضرورية هي التهوية الجيدة عند تشغيل الغاز سواء في المطبخ أو الحمام وأن يكون هناك مصدر للإضاءة وتجنب غلقه تماما في حالة وجود أي تسرب للغاز.