توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم إلى جمهورية الصين الشعبية لحضور حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الرابعة والعشرين، وذلك بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينج، وفي ظل العلاقات المتميزة والوثيقة التي تربط بين البلدين، حيث شهدت العلاقات المصرية الصينية تتطورا كبيرا خلال عهد الرئيس السيسي.

ومنذ توليه الحكم في مصر في 2014، حرص الرئيس السيسي على تعزيز وتقوية علاقات مصر الخارجية بكل الأطراف، ومن بينها الصين، حيث تعمقت أوجه التعاون بين البلدين وحرص رئيسا الدولتين على دفع العلاقات إلى المستوى الاستراتيجي والتعاون الثنائي في كافة المجالات ومن بينها الصحة وهو ما تجلى بوضوح خلال جائحة كورونا.

وأعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن برنامج زيارة الرئيس إلى الصين يتضمن أيضاً عقد مباحثات قمة مع الرئيس الصيني "شي جين بينج"، وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية التي تشهد طفرة نوعية خلال الأعوام الأخيرة على كافة المستويات، بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين والشعبين الصديقين، فضلاً عن مواصلة المشاورات والتنسيق المتبادل حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

تاريخ زيارات الرئيس السيسي للصين

وتعد الزيارة الحالية للرئيس هي الزيارة السابعة، فخلال السبع سنوات الماضية أجرى الرئيس السيسي الصين ست زيارات إلى جمهورية الصين الشعبية، بدءا من عام 2014 وحتى آخر زيارة له في 2019، حيث جاءت الزيارة الأولى له في ديسمبر 2014 حيث قام الرئيس السيسي بأول زيارة له للصين عقب انتخابه رئيسًا للجمهورية يونيو من ذات العام، ورحب الرئيس السيسي بمقترح الصين بتطوير العلاقات بين البلدين ووقع البلدان وثيقة إقامة علاقات شراكة إستراتيجية شاملة تضمنت إتفاقيات في التعاون الفني والاقتصادي وفي مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والتعاون في مجال الفضاء.

وكانت الزيارة الثانية في سبتمبر 2015 حيث زار السيسي بكين للمشاركة في احتفال الصين بعيد النصر الوطني وبالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية والتقى بالرئيس الصيني "شي جين بينغ" للتهنئة بهذه المناسبة في قاعة الشعب الكبرى، وقد رحب الرئيس الصيني بحضور الرئيس السيسي للاحتفال، مشيرًا بمشاركة القوات المسلحة المصرية فى العرض العسكري الذى أقيم بهذه المناسبة، وذلك فى ضوء علاقات الشراكة الإستراتيجية المتميزة، كما أثنى الرئيس الصينى على الخطوات العملية التى يتم اتخاذها على صعيد تعزيز التعاون الثنائى، ولا سيما فيما يتعلق بمشروعات الطاقة الإنتاجية، فضلا عن التنسيق الجاري بين البلدين فى الشئون الدولية، بما يعكس حرصهما على تعميق وتعزيز العلاقات الإستراتيجية بينهما.

وكانت الزيارة الثالثة سبتمبر 2016 حيث زار الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة للصين كضيف خاص في قمة مجموعة العشرين، وذلك تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شى جين بينغ الذي تتولي بلاده الرئاسة الحالية للمجموعة، حيث شارك السيسي في مختلف جلسات عمل القمة، حيث يعتزم سيادته التركيز على الموضوعات التي تهم الدول النامية بوجه عام، ولاسيما فيما يتعلق بأهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماج الدول النامية في الاقتصاد العالمي، وإتاحة المجال لاستفادتها مما يوفره من فرص ومزايا بما يساهم في تحقيق نمو اقتصادي دولي مستدام، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة تقديم المساندة الفعّالة لهذه الدول في سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.

وعقد السيسى عدة لقاءات ثنائية مع عدد من القادة والزعماء منهم الرئيس الروسي بوتين، والرئيس الفرنسي هولاند، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، والرئيسة الكورية بارك، والرئيس الأرجنتيني ماكري، وغيرهم من المسئولين الدوليين.

وجاءت الزيارة الرابعة للرئيس السيسي للصين في سبتمبر 2017 للمشاركة فى قمة بريكس 2017، وشارك الرئيس في حوار إستراتيجى حول تنمية الأسواق الناشئة والدول النامية المقام على المستوى الرئاسي على هامش قمة البريكس، كما التقى السيسى بـ"شى جين بينج" رئيس الصين، وتناولت المباحثات الملف الاقتصادي وسبل دعم العلاقات الثنائية بجانب بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، شهدا الرئيسان في ختام مباحثاتهما مراسم التوقيع على 3 اتفاقيات للتعاون بين البلدين.

وفي سبتمبر 2018، زار الرئيس السيسي الصين للمرة الخامسة للمشاركة فى قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي، استقبله شى جين بينغ رئيس الصين، وبحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى كافة المجالات، وعدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وخلال الزيارة أجرى الرئيس السيسى زيارة إلى الأكاديمية المركزية للحزب الشيوعي الصيني والتي تعد إحدى أهم المؤسسات التعليمية في الصين، والمسؤولة عن تدريب المسؤولين والقيادات الصينيين.

وكانت الزيارة السادسة في أبريل 2019، للمشاركة فى قمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى، استقبله شى جين بينج رئيس الصين، حيث بحث الرئيسان سبل دعم وتفعيل مبادرة الحزام والطريق، كما شهد اللقاء استعراض عدد من الملفات ذات الصلة بالتعاون الثنائي فى مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والأمنية، وبحثا عدد من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وخلال الزيارة أجرى الرئيس السيسى محادثات هامة مع رئيس وزراء الصين لى كه تشيانج تناولت سبل تعزيز العلاقات فى كافة المجالات، كما عقد الرئيس لقاءات مع عدد من المسئولين ونخبة من مجتمع رجال الأعمال الصيني، لبحث سبل دفع التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين.

وفي يناير 2016 قام شى جين بينج رئيس جمهورية الصين الشعبية بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتناولت المباحثات بشكل مفصل سُبل الارتقاء بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات، حيث أكد السيسى على دعم مصر لمبادرة رئيس الصين لإحياء طريق الحرير بالنظر إلى ما تساهم به تلك المبادرة في تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين الصين والدول العربية والافريقية، كما تطرقت المباحثات لعدد من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت الرؤى حول ضرورة تعزيز التعاون المشترك إزاء تلك القضايا في مختلف المجالات الثنائية والمحافل متعددة الأطراف، ولاسيما في مواجه خطر الإرهاب والتطرف، مع بذل كل ما يلزم من جهود للتوصل إلى تسوية لأزمات منطقة الشرق الأوسط وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والتطورات الجارية في كل من ليبيا وسوريا واليمن، وتناولت المناقشات أيضاً سُبل تكثيف التنسيق المشترك في المحافل والمنظمات الدولية، لاسيما في ضوء عضوية مصر بمجلس الأمن الدولي الذي تتمتع الصين بعضويته الدائمة.