تعد العلاقات المصرية الصينية استراتيجية، وذلك بعد توقيع اتفاقيات الشراكة بين البلدين خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لبكين في ديسمبر 2014 والتي كانت الأولى له بعد توليه الحكم، ومنذ ذلك الحين يحرص قادة ومسئولين البلدين على التشاور واللقاءات المستمرة لتعزيز أوجه التعاون في كل المجالات.
ويجري الرئيس السيسي زيارة حاليا إلى الصين للمشاركة في دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية، والتي ستعقد بالعاصمة الصينية بكين، 4 فبراير الجاري، تلبيةً لدعوة الرئيس الصيني "شي جين بينج"، في ضوء العلاقات الوثيقة والاستراتيجية التي تربط مصر والصين.
ويتضمن برنامج زيارة الرئيس إلى الصين أيضًا عقد مباحثات قمة مع الرئيس الصيني "شي جين بينج"، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية التي تشهد طفرة نوعية خلال الأعوام الأخيرة على كل المستويات، بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين والشعبين الصديقين، فضلًا عن مواصلة المشاورات والتنسيق المتبادل حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
التعاون الصحي بين مصر والصينومن بين أوجه التعاون بين البلدين، التعاون في مجال الصحة، وهو ما أكدته جائحة كورونا حيث تبادل مسئولو البلدين الاتصالات واللقاءات والتنسيق بهدف مواجهة الجائحة، كما قدمت مصر المساعدات الطبية للصين، فيما أرسلت الصين عدة شحنات من المساعدات الطبية لمصر بما يؤكد التعاون والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
مع بداية جائحة كورونا وتهديدها للعالم في نهاية 2019 وبداية 2020، تعاونت مصر والصين لمواجهة تلك الجائحة، ففي مطلع مارس 2020 توجهت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد في زيارة إلى الصين بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي لنقل رسالة تضامن إلى الرئيس الصيني، مشيرة إلى أنها محملة بهدية للشعب الصيني عبارة عن مستلزمات وقائية، لأن مساندة الصين في أزمتها واجب إنساني على الجميع، فيما وجه السفير الصيني الشكر إلى للرئيس السيسي على إرسال وزيرة الصحة برسالة تضامنية إلى الصين مشيرا إلى أن الزيارة تعتبر فرصة لتبادل الخبرات بشأن إجراءات مكافحة كورونا.
كما شهدت الزيارة تسلم وزيرة الصحة وثائق فنية مهمة حول قدرات الصين فى التعلب على الفيروس القاتل - كورونا- فى إطار التعاون الاستراتيجي بين البلدين وهو ما سيكون له انعكاسات إيجابية على مصر فى خططتها فى مواجهة أي وباء محتمل.
وعقب جائحة كورونا، وجهت الدولة المصرية بتكليف من الرئيس السيسي، طائرة على متنها نحو 10 أطنان من المُستلزمات الوقائية كهدية تضامن من الشعب المصرى إلى الشعب الصينى الصديق.
كما استقبلت مصر ثلاث شحنات مساعدات طبية من الصين، الشحنة الأولى في أبريل 2020 وبلغت 4 أطنان من المستلزمات الطبية الوقائية عبارة عن 20 ألف كمامة "N95"، و10 آلاف من الملابس الوقائية، بالإضافة إلى 10 آلاف كاشف خاص بفيروس كورونا المستجد، وكانت الشحنة الثانية فى 10/5/2020 شحنة مساعدات من المستلزمات الطبية الوقائية لفيروس كورونا المستجد، تزن 4 أطنان وتتضمن 70 ألف كاشف تحليل حامض نووي خاص بفيروس كورونا، و10 آلاف كمامة طبية "N95"، و10 آلاف مجموعة من الملابس الوقائية.
وتعاونت كل من مصر والصين في إنتاج اللقاح المضاد لفيروس كورونا عن طريق مصانع فاكسيرا وبالفعل تحقق ذلك بإنتاج اللقاح المصري سينوفاك -فاكسيرا، بجانب مصنع إنتاج الكمامات الطبية المشترك المتواجد على أرض مصر، والذي تصل قدرته الإنتاجية اليومية إلى نصف مليون كمامة يوميًا، مما يساعد علي تلبية احتياجات الدولة المصرية للكمامات.
ففي أبريل 2021، وقعت الشركة المصرية القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا) وشركة (سينوفاك) الصينية للمستحضرات الدوائية الحيوية اتفاقيتين لتصنيع لقاح سينوفاك في مصر، وتم إنتاج أول مليون جرعة من اللقاح في يوليو الماضي، لتصبح مصر أول دولة عربية وأفريقية تنتج لقاحات مرض فيروس كورونا.
وفي يناير الماضي شهد الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان، بحضور السفير الصيني لدى مصر "لياو ليتشيانج"، توقيع اتفاقية تعاون بين الشركة القابضة للقاحات والمسحضرات الحيوية "فاكسيرا" وشركة "سينوفاك بيوتيك"، لإنشاء مجمع تبريد لوجيستي مميكن بالكامل داخل مجمع مصانع فاكسيرا بمدينة 6 أكتوبر لحفظ اللقاحات، وذلك بطاقة استيعابية 150 مليون جرعة.
التعاون العسكري بين مصر والصين
خلال السنوات السبع الماضية، عقدت عدة لقاءات بين المسئولين العسكريين في مصر والصين بهدف تعزيز التعاون، كان آخرها فى 21 اكتوبر 2019 حيث قام الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى بزيارة للصين على رأس وفد عسكرى رفيع المستوى للمشاركة فى منتدى (زيانغشان الدولى) بحضور عدد من وزراء الدفاع من مختلف الدول.
وخلال الزيارة أجرى القائد العام للقوات المسلحة العديد من المباحثات الهامة تناولت نقل وتبادل الخبرات العسكرية وزيادة أوجه التعاون العسكرى المشترك بين كلا البلدين فى مجالات التسليح والتدريبات المشتركة والتأهيل والتدريب للكوادر العسكرية على كافة المستويات، كما التقي بوزير الأمن العام الصينى وممثلى شركات الصناعات الدفاعية الصينية، وزار وزير الدفاع أيضا القاعدة البحرية بشانغهاى وتفقد عدد من الوحدات التابعة للقوات البحرية الصينية
فيما أشاد وزير الدفاع الصينى بمستوى التعاون والعلاقات الاستراتيجية التى تجمع البلدين وشعبيهما الصديقين فى مختلف الجوانب مؤكدين الحرص المشترك على إستمرار تطويرها وتنميتها بما يخدم مصالحهما المتبادلة كما أكد على أهمية الدور الهام والحيوى لمصر والداعم لأمن واستقرار المنطقة.
وخلال الاحتفال الصيني بالذكرى السبعين للانتصار في الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 2015، شاركت القوات المسلحة المصرية فى العرض العسكرى بـ 81 جنديا من سلاح المشاة، حيث كانت مصر هى الدولة العربية والشرق أوسطية والإفريقية الوحيدة المشاركة بقواتها فى هذا العرض التاريخي وقد حظى التشكيل المصرى بتصفيق حار من الجمهور الصينى المشاهد للعرض.
أما في أغسطس 2014، قام وفد رفيع المستوى برئاسة مساعد وزير الدفاع لشؤون التسليح اللواء فؤاد عبد الحليم بزيارة إلى بكين بهدف الاطلاع على أحدث الأسلحة الصينية ومن أجل الاتفاق على الحصول على أنواع منها في مجالات عدة، خصوصاً في أنظمة الدفاع الجوي والأنظمة الصاروخية، إضافة إلى دفع التعاون في مجالي التصنيع المشترك والتدريب.
وقد اجتمع مع وزير الدفاع الصيني تشانغ وان تشيوان وقد تركز الاجتماع على تعزيز التعاون الدفاعي بين الدولتين. وفي اشادة بقوة الدفع القوية للعلاقات العسكرية الثنائية، حيث قال وزير الدفاع الصيني إن الصين ترغب فى بذل جهود مشتركة مع مصر لتدعيم التعاون البرجماتي بين قواتهما المسلحة وتعزيز العلاقات العسكرية ونقلها إلى مستوى جديد.