يحتفل العالم اليوم، باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، والذي يستهدف تعزيز قيم الإخوة والإنسانية، حيث جاء هذا اليوم استجابة لمبادرة قادتها كل من مصر والإمارات، بعد توقيع وثيقـة الأخــوة الإنســانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، خلال لقاء جمع كل من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب، وقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان في أبو ظبي.
وفي 4 فبراير 2019، وقع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان وثيقة الأخــوة الإنســانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك في الإمارات، والتي دعوةً للمُصالَحة والتَّآخِي بين جميعِ المُؤمِنين بالأديانِ، بل بين المُؤمِنين وغيرِ المُؤمِنين، وكلِّ الأشخاصِ ذَوِي الإرادةِ الصالحةِ، وتضمنت عددا من الحقوق بهدف التآخي بين الجميع دون التفرقة.
ويستهدف هذا اليوم تسليط الضوء على مبادئ وقيم وثيقة الأخوة الإنسانية مع مواصلة تعزيز البحث عن أفضل الممارسات التي من شأنها أن تمهد الطريق لعالم أكثر سلمًا
اليوم العالمي للأخوة الإنسانية
وفي ٢١ ديسمبر ٢٠٢٠م، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يُعلن يوم الرابع من فبراير كل عام "يوماً دولياً للأخوة الإنسانية" ضمن مبادرة قادتها كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية، حيث دعت فيه جميع الدول الأعضاء والمنظمات الدولية إلى الاحتفال سنويًا بهذا اليوم.
وكان سبق ذلك دعوات وقرارات أممية لتعزيز السلام، فقد اعتمدت الجمعية العامة بموجب قرارها 53/243 في 6 أكتوبر 1999 بأهمية الإعلان وبرنامج العمل بشأن ثقافة السلام اللذان يمثلان تكليفًا من العالم للمجتمع الدولي، وخاصة نظام الأمم المتحدة من أجل تعزيز ثقافة السلام واللاعنف التي تفيد البشرية وخاصة الأجيال القادمة.
كما أعقبه إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان في قرارها رقم 65/5 الذي اتخذ في 20 أكتوبر 2010، حيث أشارت الجمعية العامة في قرارها إلى أن التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان يشكلان بعدين هامين من الثقافة العالمية للسلام والوئام بين الأديان، مما يجعل الأسبوع العالمي وسيلة لتعزيز الوئام بين جميع الناس بغض النظر عن ديانتهم.
وفي ظل حالة التعصب والكراهية التي يحاول البعض بثها بين الناس في مختلف أنحاء العالم، أكدت الأمم المتحدة ضرورة مضاعفة الجهود لنشر رسالة حسن الجوار القائمة على الإنسانية المشتركة، وكذلك تشجيع الأنشطة الرامية إلى تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات من أجل تعزيز السلام والاستقرار الاجتماعي واحترام التنوع وتوخي الاحترام المتبادل، وتهيئة بيئة مواتية لتحقيق السلام والتفاهم المتبادل على الصعيد العالمي وأيضا على الصعد الإقليمي والوطني والمحلي.
كلمة شيخ الأزهر
واحتفالا بهذه المناسبة، أكد فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في كلمة له اليوم، أن اليومُ الدولي للأخوَّة الإنسانية يأتي هذا العام، ولمَّا يَبرأِ العالم بأسرِه من جائحة كورونا ومُتحوِّراتِها، ولعلَّ ما يمرُّ به العالمُ اليومَ من نُذُرِ الخوف والهلع يدفع إلى إيقاظ الضمائر الغافلة، والنفوس المتعالية، ويدعو أصحابَ الأجندات الخاصة أن يُفيقوا من سَكْرتهم، ويَتضامنوا مع المخلِصين من قادة الشعوب وحُكمائها وعُقلائها من أجل إنقاذ البشرية من هذه الأزمات المتتالية التي يَتراكمُ بعضها فوقَ بعض في كل رُبوع المعمورة.
وأكد أن العالم، بمختلِف طوائفه وأعراقه، خاصة أربابُ المسؤوليَّة فيهم من صُنَّاعِ القرارات الدولية، وعلماءِ الأديان وقادةِ الفكر والعلم والمعرفة.. إذا اضطلع بمسؤوليَّته، فإنه قادرٌ -بإذن الله- أن يتجاوز هذه الأزمات الصعبة، وأن يُخفِّفَ من وَيْلاتها وشرورها.
وأوضح أن وثيقةُ الأخوة الإنسانية قد كتبت تحتَ قِباب الأزهر الشريف، وبين جَنَبات حاضرة الفاتيكان؛ إيمانا من الجميع بضرورة التفاهم بين المؤمنين بالأديان، بل وغير المؤمنين بها؛ من أجل التخلُّص من الأحكام الخاطئة، والصِّراعات التي غالبًا ما تُفضي إلى إراقةِ الدِّماء، وإشعال الحروبِ بين الناس، حتى بين أبناء الدِّين الواحد، والمؤمنين بعقيدةٍ واحدة.