قال الكاتب والسيناريست عبدالرحيم كمال، اليوم الجمعة، إن التسارع الذي يشهده الواقع الجديد للإنتاج الفني في السينما والدراما، بسبب تطور التكنولوجيا خلف حالة من الظلم للمواهب الشابة.
وأضاف كمال، خلال ندوة "دراما الواقع وواقع الدراما" التي أقيمت ضمن برنامج حلقة فكر في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ53، أنه في الماضي كان متاح للكاتب الشاب أن يتميز ويستشعر نجوميته، لافتًا إلى أن الجمهور لم يعد يؤمن بالأعمال السينمائية والدرامية "المستوردة من الخارج" التي تنقل ما لا يليق بالقيم والواقع المصري.
وأوضح أن مصر طوال تاريخيها هي رائدة في مجال الإنتاج الفني والاقتباس والتمصير، وليس استنساخ قيم الغرب ونقلها كما هي.
وفي السياق نفسه، قال إن الأدب عنده أكثر قيمة من السيناريو، مرجعًا ذلك لما يقدمه من حرية خاصة في مقابل الكتابة للسينما أو الدراما التي تتحكم بها قواعد التجارة وتتدخل في إنتاجه معايير المخرج والمنتج.
وأكد عبدالرحيم أنه لا يوجد ما يسمى بمفاهيم السينما النظيفة، موضحًا أن دور الفن ليس التربية الأخلاقية، ولكن هناك ما يعرف بأخلاقيات الفن الجيد الذي يراعي قيم الجمال والحرية والانتماء لبيئته التي يتحدث عنها.
من جانبه، قال الكاتب والسيناريست ناصر عبدالرحمن إن الدراما تختلف الآن عنها قبل 10 سنوات بسبب التقدم التكنولوجي، موضحًا أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وضعت تحديًا أمام الدراما في تصوير الواقع.
وبين أن التكنولوجيا الرقمية في قدرتها بسهولة نقل ما يتعذر على السينما والدراما مجاراته، وضعت هذه الفنون وصانعيها في سباق نحو نقل صورة صادقة عن الواقع من ناحية الموضوعات التي تعالجها.
وأشار إلى أن خيال المؤلف يجب أن يكون أسرع من الخيال المقدم على السوشيال ميديا، معربًا عن إشفاقه على الكتاب لملاحقتهم سرعة الحياة المعاصرة.
ولفت إلى أن عملية استشراف المستقبل التي يقوم بها المؤلف أصبحت تمثل معضلة أمامه، لكونه غير قادر على ملاحقة الحاضر وفهم مشكلاته وتحليل التطور الذي يطرأ على الشخصية المعاصرة.
وتحل دولة اليونان ضيف شرف الدورة الـ53، من معرض القاهرة الدولى للكتاب التي انطلقت يوم 26 يناير الماضي وتستمر حتى 7 فبراير الجاري، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس.
وتحتفي الدورة الحالية بيحيى حقي وعبد التواب يوسف كشخصيتي المعرض، وتأتي تحت شعار "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل".