أكدت صحيفة "الأهرام" أن العلاقات المصرية - الصينية تكتسب أهمية خاصة في ضوء تحولات القوى العالمية.

وذكرت الصحيفة - في افتتاحيتها تحت عنوان "خصوصية العلاقات المصرية - الصينية" - أن العلاقات بين البلدين تكتسب أهمية خاصة في ضوء تحولات القوى العالمية والتحول الاستراتيجي العالمي الراهن نحو الشرق، فلا تخفي التطورات الاقتصادية الهائلة التي حققتها الصين في العقود الأخيرة، والتي انعكست على أوضاعها السياسية لتصبح القطب الدولي الجديد والمنافس الأول للولايات المتحدة، وفق ما تطرح الرؤى والاستراتيجيات الأمريكية.

وشددت الصحيفة على أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للصين أتت لتترجم طموحات كثيرة في العلاقات بين البلدين، على نحو ما أبرزته تصريحات المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، والتي كشفت عن خريطة أهداف ومشروعات تتضمن طائفة واسعة من المصالح والقضايا، وتظهر طموح البلدين بشراكة كبرى، وليس علاقات موسمية عابرة، وذلك بما يناسب تاريخ البلدين ويرتقي إلى مستوى مقامهما السياسي على الصعيدين الدولي والإقليمي.

وأضافت الصحيفة: "يتبدى التنافس الأمريكي الصيني ليس فقط على الصعيد السياسي والعسكري والاستراتيجي، وإنما على صعيد النموذج التنموي والفكري والثقافي، وهو نموذج يزحف ويصدر نفسه للعالم بقوة دفع ذاتية وبقواه الناعمة، وليس بمساع لتصديره قسريًا وبالقوة الخشنة، على نحو ما فعلت بعض القوى الغربية التي سعت لتصدير قيمها بعنف".

ونوهت "الأهرام" إلى أن الصين أدركت مبكرًا أهمية النأي بالذات عن الصراعات الدولية وتركيز الهدف الوطني في التنمية والبناء الداخلي، وهو نفس الهدف الذي يمثل الشاغل الأساسي لمصر الآن، وتابعت: "في ظل ذروة الخلاف الأمريكي السوفيتي، كانت الصين منشغلة بهمومها الخاصة، وما هي إلا عشر سنوات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي حتى تفاجأ العالم بقطب دولي جديد لا سبيل لإيقافه.. والآن بعد فترة من الكمون الاستراتيجي بدأ نجم الصين يبرز".

وأوضحت أن حركة التجارة والمال والأعمال -وحتى السياسة- في العالم تتجه شرقًا ما يدعو مصر لتكريس شراكتها مع الصين، ومن الطبيعي أن تسعى مختلف الدول إلى توثيق علاقتها مع هذا العالم الشرقي الجديد، الذي لا يضم فقط الصين، وإنما الهند وإندونيسيا وماليزيا.. وغيرها من الدول. 

وتابعت "الأهرام" أنه في ضوء الخطة الصينية الكبرى لمبادرة الحزام والطريق، فإن من المهم أن تكون مصر مفترق طرق أساسيًا فيها، وهي التي تمتلك قناة السويس، التي تصل الشرق بالغرب وتشكل مفصلًا أساسيًا في حركة التجارة الدولية.. فضلًا عن ذلك، فإن ما بين مصر والصين الآن الكثير من الملامح المشتركة في التوجه الاستراتيجي، الذي يركز على النمو وبناء الدولة والنموذج.