القمة «المصرية ــ الجيبوتية» بالقاهرة جسدت نجاحات الدبلوماسية الرئاسية المصرية في تعزيز التعاون والشراكة وتقديم يد العون والدعم والمساعدة للأشقاء والأصدقاء.
وأظهرت أيضًا الشواغل والتحديات والملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.. وعكست سياسة مصر في إحلال الأمن والاستقرار والسلام.. فقد تناولت المباحثات بين الرئيسين السيسي وجيله قضيتين غاية في الأهمية مثل أمن البحر الأحمر.. ومنطقة القرن الإفريقى.. ووجود إرادة مشتركة قوية ومتبادلة لمواجهة التحديات وإحلال الأمن والسلام في ظل الانعكاسات الاقتصادية والتنموية والأمنية للقضيتين.
يومًا بعد يوم.. تتقدم السياسة المصرية الساعية بإرادة وصدق في الحلول السلمية وإحلال السلام والأمن والاستقرار وتعزيز التعاون والشراكة في البناء والتنمية وتبادل المصالح والخبرات والمنافع.. ونبذ سياسات التوتر والصراعات والتدخلات غير المشروعة.
«أمن البحر الأحمر.. وسلام القرن الإفريقي»
الجهود المصرية على الصعيدين الإقليمي والدولي لا تتوقف من أجل إحلال الأمن والسلام والحفاظ على استقرار المنطقة ومنع سياسات التوتر والتصعيد وترسيخ الحلول السياسية.. والتركيز على الشراكة وتعزيز التعاون من أجل التنمية والبناء والاستفادة المتبادلة بين الدول من الثروات والموارد وتبادل الخبرات من أجل تحقيق آمال وتطلعات الشعوب.
مصر نموذج فريد للسياسات الدولية والإقليمية الشريفة تتحرك بثقة وعبقرية في كافة المحاور والدوائر والمسارات من أجل الأمن والسلام والبناء والتنمية وتعلى من شأن الاحترام المتبادل بين الدول وترسيخ أواصر التقارب بين الشعوب.. فالقوة والقدرة المصرية لم تعن يومًا سوى التعاون والشراكة وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول والدفاع عن المصالح والحقوق المصرية وحماية أمننا القومي والتصدي للتهديدات والمخاطر التي تواجه الدولة المصرية.
من هنا تحلق الدبلوماسية الرئاسية المصرية في أفق متعددة ومتنوعة من أجل تحقيق أهداف السياسة المصرية في التعاون والشراكة التسويقية للفرص المصرية وتقديم يد العون والدعم والمساعدة للأصدقاء والأشقاء والاستفادة من خبرات وإمكانيات وقدرات الدول المتقدمة خاصة في ظل أكبر عملية بناء وتنمية تشهدها مصر وأيضًا في إطار المشروع الوطني لإحداث التقدم المنشود وأيضًا في كل الفرص الغزيرة التي يتمتع بها الاقتصاد المصري.. وأيضًا في كل النوايا والمساعي المصرية الصادقة لإنهاء ملفات الأزمات في الدول المحيطة والمجاورة والشقيقة والعريقة منها ليبيا واليمن وسوريا وفلسطين وترسيخ سبل التعاون والشراكة والمصلحة المشتركة بين دول حوض النيل والحفاظ على أمن واستقرار منطقة الساحل والصحراء وكذلك مكافحة الإرهاب والتطرف والتشدد ووقف الانتهاكات من بعض القوى الإقليمية لسيادة بعض الدول والتدخل في شئونها الداخلية وضرورة إخراج المقاتلين الأجانب والمرتزقة ورفض سياسات الأطماع والأوهام والتوترات والصراعات من أجل إحلال الأمن والسلام والاستقرار.
الحقيقة أن الدولة المصرية تتحرك بوتيرة سريعة وتبذل جهودًا خلاقة من أجل إرساء سياسات ومبادئ الأمن والسلام والاستقرار والتنمية فالرئيس عبدالفتاح السيسي عاد منذ ثلاثة أيام من الصين في زيارة جاءت بدعوة من الرئيس شيء جين يينج للمشاركة في افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية الـ 24.. وخلال الزيارة عقد الرئيسان قمة مصرية ــ صينية تناولت كل القضايا والملفات أبرزها التعاون الثنائي وتطوير الشراكة بين البلدين وتبادل المنافع والمصالح في كل الفرص والقدرات والإمكانيات المصرية وأيضًا في ظل كون الصين أكبر ثاني اقتصاد في العالم وتتمتع بقدرات فائقة في مجال التصنيع والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وقدرة هائلة على ضخ استثمارات وزيادة حجم التبادل التجاري.. فالصين شريك مهم وأساسي لمصر في العديد من المجالات وبالإضافة إلى التشاور والتباحث في العديد من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك للبلدين وأيضًا دعم القارة الإفريقية وتطرق الحديث إلى قضية سد النهضة.
الرئيس السيسي بالأمس استقبل الرئيس الجيبوتي عمر جيله الذى يزور القاهرة حاليًا وعقد بالأمس جلسة مباحثات ومؤتمرًا صحفيًا مشتركًا وتوقيع عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين في مجال التشاور السياسي والطاقة والصناعة في ظل إرادة سياسية قوية ومتبادلة من الجانبين للارتقاء وتعزيز العلاقات وأوجه التعاون الثنائي في كافة المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها.
الرئيس السيسي أكد في كلمته على العديد من النقاط والموضوعات المهمة خاصة التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري وكيفية تطوير هذه المجالات للارتقاء بعلاقات البلدين إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة.
هناك تقارب كبير في وجهات النظر والرؤى بين البلدين في العديد من الملفات والقضايا الإقليمية.. والاتفاق على توفير الدعم اللازم لزيادة الاستثمارات المتبادلة ومساهمة الشركات المصرية في جهود التنمية الاقتصادية في جيبوتى وجهود افتتاح فرع بنك مصر هناك خلال الفترة المقبلة وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وإنشاء منطقة لوجيستية مصرية في جيبوتي وتسيير خط طيران بين القاهرة وجيبوتى وبناء الكوادر والقدرات.
هناك أيضًا ملف مهم للغاية تناوله الرئيسان بالبحث والتشاور هو أمن البحر الأحمر وما يشهده من تحديات خطيرة تستلزم التكاتف وأن تتحمل الدول المتشاطئة مسئولياتها عن صياغة كافة السياسات الخاصة لهذا الممر الحيوي من منظور متكامل ومختلف الأبعاد والجوانب التنموية والاقتصادية والأمنية وبما لا يهدد مصالح الدول أو يشكل خطرًا على أمنها القومي في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة والبحر الأحمر.. فمصر وجيبوتي معنيتان تمامًا بتأمين البحر الأحمر والعمل على مجابهة التحديات التي يموج بها وبما يحفظ للدولتين أمنهما ومصلحتهما.. فالبحر الأحمر يشكل أهمية استراتيجية للدولة المصرية ترتبط بقناة السويس كأهم شريان ملاحي في العالم وأيضًا فيما يتعلق بالأمن خاصة أن التوترات والصراعات والتصعيد تهدد السلام والاستقرار.
الملف الثاني الذى تناوله الرئيسان بالتشاور والبحث ويمثل أهمية كبيرة لأمن واستقرار وسلام وتعاون دول منطقة القرن الإفريقي خاصة في ظل ما تحتويه من بؤر توتر من المهم احتواؤها.. خاصة أنه جرى خلال القمة الحديث على ما تتحلى به مصر من إرادة سياسية تهدف إلى التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل «سد النهضة» في إطار زمنى مناسب بما يعزز الأمن والاستقرار الإقليمي استنادًا إلى قواعد القانون الدولي ومقررات مجلس الأمن.
مصر وجيبوتى دولتان مهمتان لبعضهما البعض على كافة المحاور والمسارات تتشاركان في العديد من القضايا المهمة خاصة ملف أمن البحر الأحمر ومنطقة القرن الإفريقي وأيضًا اهتمام جيبوتي بالتجربة والقدرات والإمكانيات المصرية في كافة المجالات بما لديها من إمكانيات وقدرات لدعم الأشقاء هناك في التنمية والبناء وبناء القدرات في العديد من القطاعات من هنا جاءت أهمية القمة المصرية ــ الجيبوتية في القاهرة التي تأتى بعد أشهر من زيارة الرئيس السيسي لجيبوتي في مايو من العام الماضي.. وهو ما يبرز أهمية علاقات البلدين وأيضًا ضرورة التباحث والتشاور والتقارب بينهما لأن هناك قضايا وملفات إقليمية ذات اهتمام مشترك.
منتخب الرجال.. شرفتونا
أسعدتنى مشاعر المصريين وتقديرهم وتحيتهم لـ «الرجاله» من منتخبنا القومي لكرة القدم على أدائهم البطولي الذى فاق كل التوقعات.. وامتلاكهم لإرادة الإصرار والتحدي وتحقيق نتائج مبهرة للجميع وإجماع الخبراء على عودة الكرة المصرية لهيبتها وقوتها.
خسرنا اللقب بشرف.. لكننا كسبنا الاحترام وتحية الجميع.. وحققنا مكاسب بالجملة من جيل جديد واعد من اللاعبين الموهوبين الرجالة الذين يحبون ويعشقون علم مصر كافحنا بعزيمة وإصرار وتحد.. ونجحنا في هزيمة وإقصاء منتخبات كانت في صدارة المشهد من المرشحين للفوز بالبطولة.. هزمنا كوت ديفوار والمغرب والكاميرون صاحبة الأرض ومستضيف البطولة.
فزنا على فرق تتشكل من المحترفين في أكبر الدوريات الأوروبية.
ما تحمله لاعبونا لا تستطيع أي منتخبات مواجهته.. ظروف غاية في القسوة والصعوبة ورغم ذلك حققوا نتائج مبهرة ووصلوا إلى المباراة النهائية.. لعبوا 4 مباريات متتالية مدة كل مباراة 120 دقيقة 480 دقيقة متتالية وحجم إصابات غير طبيعى سواء في أكرم توفيق ومحمد الشناوى وأحمد حجازى وأحمد أبوالفتوح وأبوجبل نفسه الذى لعب متحاملاً على نفسه بالإضافة إلى الإنذارات التي غيبت عمر عبدالواحد المدافع الأيمن الواعد رغم أنه جاء بديلاً لأكرم توفيق ولعب في غير مركزه، ثم جاء بعده إمام عاشور والمدافع الأيمن أيضًا ليس مركزه لكن ورغم ذلك تفوق الجميع على أنفسهم وأجادوا في مراكزهم.
المصريون قالوا بلسان واحد لأبطال منتخبنا «شرفتونا» والرئيس السيسي جاءت كلماته معبرة تمامًا عن الروح القتالية والبطولة والإصرار والعزيمة التي تحلى بها أبطال منتخبنا بقوله: «أديتم ما عليكم وشرفتم بلدكم».. خسارة البطولة وبركلات الترجيح وبعد ماراثون استمر 120 دقيقة تعنى أن منتخبنا أدى مباراة تاريخية أمام فريق كبير في حجم السنغال.
الحقيقة أن هؤلاء الأبطال فاجأونا بهذا الأداء البطولي الرائع رغم أن الكثيرين لم يتوقعوا ذلك وكانت نبرات التشاؤم والانتقادات العنيفة تطارد منتخبنا لكنهم نجحوا في تغيير كل الآراء والانطباعات وتبدلت الانتقادات إلى إشادات وفخر واعتزاز بأداء أبطالنا.
خسرنا البطولة.. لكن كسبنا جيلاً جديدًا من الأبطال والرجال ومنتخبًا قويًا وغنيًا باللاعبين من أصحاب المهارات والأداء القوى لدينا صلاح والشناوى وحجازى ومصطفي محمد والننى وكسبنا أبوجبل الحارس الأمين البطل والونش وأحمد أبوالفتوح وعمر كمال وحمدى فتحى وزيزو ومحمد عبدالمنعم المدافع الواثق والموهوب ومحمد صبحى ومرموش لدينا كتيبة من المواهب التي تستطيع أن تنافس وتفوز بالبطولات القادمة وعلينا أن نفتح المجال لاحتراف لاعبينا من الموهوبين وأرشح أحمد أبوالفتوح وأبوجبل ومحمد عبدالمنعم والونش وعمر كمال عبدالواحد وغيرهم من الأبطال.
لا يمكن أن نبخس جهد وعزيمة وإرادة ومهارة أبطال منتخبنا لمجرد أن لاعبًا أخفق في تسديد ركلة جزاء.. ولعل تحية وإشادة المصريين بمنتخبهم وأبطاله جسدت أننا أمام شعب عبقرى يقدر المعدن النفيس والرجولة.. ولديه نظرة خير بأن القادم أفضل وأكثر تفاؤلاً وثقة بسبب أداء وعزيمة الرجال.
الحقيقة أيضًا في مفاجأة كيروش الذى أثبت أن عينه في اختيار اللاعبين حلوة وعبقرية وقدم مواهب وأجيالاً جديدة لم نكن نسمع عنهم لذلك عين كيروش «عين خبير» فعلى سبيل المثال «محمد عبدالمنعم» الذى أعاره الأهلي لنادى فيوتشر.. اكتشف الأهلي فجأة أنه لاعب موهوب وأعاده من الإعارة بعد تألقه مع فيوتشر.
مكاسبنا كثيرة من التألق في بطولة الأمم الإفريقية بالكاميرون أبرزها استعادة روح البطولة والبطل والأداء الرجولى والقتالى والحماسى وجيل جديد من الموهوبين الذين ينتظرهم مستقبل كبير من حقنا أن نفرح ونفرح بما قدمه أبناء وأبطال منتخبنا القومي لكرة القدم من أداء وانتصارات على فرق كانت مرشحة للفوز باللقب.. فنحن أول فريق في إفريقيا يخوض 4 مباريات متتالية مع فرق كبيرة من نوعية مباراة الـ 120 دقيقة.. وصلاح أكثر لاعب في تاريخ إفريقيا يلعب هذا العدد من الساعات.. وأصبح لدينا نجوم يشار إليهم بالبنان في القارة السمراء.. وسوف يحترفون في أكبر وأعرق الأندية الأوروبية.
الحقيقة أن أبطال ورجال منتخبنا القومي يستحقون الاحترام والتحية والإجماع بأنهم بحق صنعوا الفارق وسطروا تاريخًا جديدًا.. وفاقت نتائجهم وأداؤهم كل التوقعات.
تحيا مصر