أشاد خبراء الاقتصاد، بالمباحثات التي تمت ما بين الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس جمهورية جيبوتي، إسماعيل عمر جيلي، والتي أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، مشيرين إلى أن هذه المباحثات ستعمل على رفع حجم التبادل التجاري ما بين البلدين، وكذلك زيادة الصادرات المصرية إلى الدول الأفريقية من خلال دولة جيبوتي.

وشهد الرئيسان مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين الشقيقين في مجالات التشاور السياسي، والطاقة والموارد المتجددة، وإنشاء المنطقة اللوجستية المصرية في جيبوتي.

فقد أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنه تم التوافق على أهمية الإسراع بالإجراءات الخاصة بإنشاء المنطقة اللوجستية المصرية في جيبوتي خلال الفترة المقبلة، لتيسير تصدير مختلف البضائع المصرية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في القطاعات ذات الأولوية، خاصةً في مجال النقل وربط الموانئ، ومجال الصحة.

وأعرب الرئيس الجيبوتي  إسماعيل عمر جيلي، عن تطلع بلاده المتبادل لتطوير العلاقات الثنائية مع مصر على مختلف الأصعدة، خاصةً في الوقت الراهن الذي تشهد فيه منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر تحديات متلاحقة، الأمر الذي يفرض تكثيف التعاون والتنسيق مع مصر وقيادتها على خلفية الثقل المحوري الذي تمثله مصر في المنطقة بأسرها على صعيد صون السلم والأمن.

التبادل التجاري ما بين مصر وجيبوتي

فمن جانبه قال الدكتور محمد الكيلاني، الخبير الاقتصادي، إن هناك تعاون كبير بين مصر وجيبوتي في مجالات تتعلق باستثمارات خاصة في مجال البترول والكهرباء والطاقة الشمسية فضلا عن التعاون في مجال التنمية العمرانية.

وأضاف الكيلاني في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن الفجوة بين الصادر والوارد تكاد ترتفع نتيجة لزيادة التبادل التجاري بين الدولتين، وذلك نتيجة استحداث مجالات جديدة في مجال الطاقة الشمسية، مما ساعد بشكل كبير على ارتفاع نمط التبادل أفقيا ورأسيا فعلي سبيل المثال ارتفع حجم التبادل التجاري بين مصر وجيبوتي ليسجل 48.01 مليون دولار خلال 2018، مقابل 37.99 مليون دولار خلال 2017، وفق تقرير صادر عن إدارة الدول والمنظمات الأفريقية ووحدة الكوميسا جهاز التمثيل التجاري.

وأوضح أن  الصادرات المصرية إلى جيبوتي ارتفعت لتسجل 40.88 مليون دولار خلال 2018، مقابل 33.99 مليون دولار خلال 2017، و ارتفاع الواردات المصرية من جيبوتي لتسجل 7.13 مليون دولار خلال 2018، مقابل 3.99 مليون دولار خلال 2017 لكنها انخفضت قليلا نتيجة لفيروس كورونا.

 غزو دول القارة الأفريقية

فيما قال الخبير الاقتصادي، سيد خضر، إن الدولة المصرية تسعى إلى غزو دول القارة الأفريقية من خلال توطيد العلاقات بين جميع الدول خاصة أن القارة الأفريقية  تعتبر جاذبة للاستثمارات، مشيرا إلى أن جلسة المباحثات ما بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره الجيبوتي، سيرفع حجم الاستثمارات بين البلدين خلال الفترة المقبلة. 

وأضاف خضر في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن مصر حريصة على غزو الدول الأفريقية من أجل دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى أن ذلك سينعكس على استثمارات مصر والدول الأفريقية، خاصة أن هناك علاقات بين الجانب المصرى ودولة جيبوتي.

وأكد أن مصر لديها القدرة على ضخ مزيد من الاستثمارات  الضخمة في جيبوتي، مما سيرفع حجم الصادرات المصرية إلى السوق الأفريقي الذي يعد من أهم وأكبر الأسواق المستقبلة للصادرات المصرية، مشيرا إلى أن زيادة الصادرات سينعكس على  زيادة الاستثمارات فى  العديد من القطاعات الصناعية والزراعية، ورفع القدرة الإنتاجية.

وتابع أن أيضا العلاقات الاقتصادية ما بين مصر والدول الأفريقية وخاصة جيبوتي، سيدعم تواجد المنتج المصري في السوق الأفريقي، خاصة وأنه ذات جودة عالية ومواصفات متميزة من أجل المنافسة بين المنتجات فى العالم، مما سينعكس على زيادة معدلات الإنتاج، وخفض قيمة الواردات وزيادة الصادرات المصرية من المنتجات المحلية حتى يساهم ذلك في تدفق العملة الصعبة من النقد الأجنبي، وتحقيق التوازن فى ميزان المدفوعات.  

وأشار إلى أن توطيد العلاقات الدولية بين دول القارة الأفريقية حتى تستطيع مواجهة التحديات والأزمات العالمية، ومدى زيادة حجم الصادرات المصرية وغزوها إلى دول القارة أجمع مما يساهم فى رفع معدلات النمو الاقتصادى فى مصر.