أعلنت وزارة التعليم العالي الفرنسية عن تأسيس معهد فرنسي للإسلام يهدف إلى “تعزيز تطوير الدراسات العلمية والبحوث رفيعة المستوى حول الإسلام في فرنسا” بشكل أكاديمي “غير طائفي” قادر على تنوير الطلاب والباحثين والمُهتمين في مجال العلوم والمعارف الإسلامية الحقيقية، بعيداً عن تجاوزات الإسلام السياسي ومخاوف الإسلاموفوبيا.
وجاء في وسائل إعلامية فرنسية عدّة أن جامعة ستراسبورج، وجامعة "إيكس مرسيليا"، والمدرسة العملية للدراسات المتقدمة، والمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية، وكلية الدراسات المتقدمة في العلوم الاجتماعية، أعلنوا عن تأسيس المعهد الفرنسي في علوم الإسلام، في قرار تمّ نشره بشكل رسمي من قبل وزارة التعليم العالي الفرنسية. وسوف يتم إجراء تعيينات في المعهد من حملة الدكتوراه والشهادات العُليا في البحوث والدراسات الإسلامية، وإطلاق منح دراسية وشهادات جامعية مُعتمدة في تاريخ الفكر الإسلامي وعلوم التفسير، بميزانية أولى للمعهد تبلغ حوالي 10 ملايين يورو تُقدّمها الدولة الفرنسية.
وسوف يشغل منصب المدير المُستقبلي للمعهد الجاري إنشاؤه، الدكتورة سعاد عيادة، وزيرة التربية السابقة، ورئيسة المجلس الفرنسي الأعلى للبرامج التعليمية والتربوية في الوقت الحالي، وفقاً لما أعلنته الوزارة التي شددت على أن المعهد الجديد “ليس مؤسسة جديدة للتعليم العالي” بالمعنى الدقيق للكلمة، مُشيرة إلى أن المؤسسات الجامعية الخمس تُقدّم بالفعل تدريبات ودراسات في علوم الإسلام، ولكن الجديد في المعهد هو تضافر جهودها مُجتمعة، والتنسيق فيما بينها، وتشكيل برنامج علمي مُشترك، ودعم مشاريع التدريب والبحث في هذه المؤسسات حول الإسلام بحيث تخدم كل من يرغب في التعمّق في علومه، فضلاً عن تقديم مُقترحات لصُنّاع القرار حول ما يُسمّى “الإسلام الفرنسي” باعتباره مُكوّناً رئيساً وفاعلاً في المُجتمع.
والمجلس الأعلى للبرامج، هو هيئة مكونة من خبراء وبرلمانيين من اليسار واليمين تُعنى بتقديم الرأي والمقترحات لتوجيه قطاع التعليم في فرنسا واعتماد مضامين البرامج الدراسية وآليات اختيار المعلمين، وترأسه الفيلسوفة الفرنسية من أصل مغربي، سعاد عيادة، الباحثة في مجال روحانيات الإسلام.
وأكدت وزارة التعليم العالي ترحيبها بالمسؤولين الدينيين الذي يرغبون بالمُساهمة في “التعريف بالإسلام العلمي”، للعمل كمديرين تنفيذيين داخل المعهد، وكذلك بالأئمة المُعتمدين، من خلال المُساهمة في تقديم محاضرات وورش عمل، بالإضافة إلى تعزيز التدريب حول ممارسات الدين بشكل صحيح من قبل مراكز العبادة المُعتمدة في إطار الإسلام الفرنسي الذي يُقدّر قانون الجمهورية.
ورغم الإعلان عن تأسيس المعهد في فبراير 2022، إلا أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان قد أعلن عن رغبته بتأسيس معهد علمي حول الإسلام والبحوث في الحضارة الإسلامية للمرّة الأولى في شهرأكتوبر 2020 خلال خطابه له ضدّ “الانفصالية” الذي وجهه بشكل رئيس لتيارات الإسلام السياسي في بلاده.
ومن المقرر أن تُرحّب ست جامعات ومدارس عليا، اعتبارًا من بداية العام الدراسي المقبل 2022-2023، بمعلمين جدد لتعزيز البحوث في علم الإسلام ومكافحة التطرف، وتنظيم دورات توعوية وفقًا لرغبات وزارة التربية والتعليم، التي ترغب في تعزيز جهود إدماج الجاليات المُسلمة في المُجتمع الفرنسي.