توصل باحثون إلى أن العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية يحتاجون للراحة حتى ولو كان ذلك من خلال استخدام الواقع الافتراضي، من خلال اقناعهم أنهم يستمتعون بالأجواء داخل غابة يتم محاكاتها بالكمبيوتر، وهو ما يمكن أن يقلل من مستويات التوتر لديهم.

وبحسب موقع «ديلي ميل» البريطاني، أظهر المسعفون أنه عند مشاهدة عروض غابات خلابة على من خلال سماعة رأس الواقع الافتراضي -كجزء من دراسة أمريكية- أفادوا بانخفاض الضغط بنسبة 40 في المائة بعد ذلك مباشرة، حيث كانوا قادرين على مشاهدة الشمس من خلال الأشجار والاستمتاع بأوراق الشجر، والاستماع إلى أصوات الطيور وهي تزقزق وحفيف الأوراق، وقد استمرت التجربة ثلاث دقائق فقط.

وقال باحثو جامعة أوهايو، إنه قد يكون أسلوبًا جديدًا ورخيصًا لمساعدة العاملين الصحيين المنهكين بعد عامين من محاربة كوفيد، حيث قال الفريق إن هناك حاجة إلى طرق مبتكرة لتقديم دعم سريع، ويمكن الوصول إليه للمسعفين الآن أكثر من أي وقت مضى.

  أظهرت دراسات سابقة أن التعرض للطبيعة يمكن أن يقلل من معدل ضربات القلب، وضغط الدم، وهرمون التوتر الكورتيزون، ووجدت الدراسات أن الواقع الافتراضي يمكن أن يساعد في علاج اضطرابات الصحة العقلية، بما في ذلك القلق واضطراب ما بعد الصدمة والإدمان - ولكنه عادة ما يتطلب ساعات من الغمر.

 اختبر الفريق ما إذا كانت التجارب الأقصر مع الواقع الافتراضي ستنجح، لتحديد ما إذا كان الواقع الافتراضي يمكن أن يوفر دعمًا نفسيًا مشابهًا لموظفي الصحة، فقاموا بتجنيد 102 من العاملين في الخطوط الأمامية من ثلاث وحدات Covid في الولايات المتحدة كجزء من الدراسة المنشورة في PLOS One، وشاهد المسعفون مقطع فيديو مدته ثلاث دقائق بزاوية 360 درجة لـ «محمية طبيعية خضراء مورقة» من خلال سماعة رأس VR لتعزيز الاسترخاء والسلام.

تضمن ذلك وضع شاشة مثبتة على الرأس تُظهر الموقع الخارجي ثلاثي الأبعاد ، بحيث يتمكن المشاركون من إدارة رؤوسهم وجسمهم ورؤية المساحة كما لو كانوا هناك بالفعل وأبلغ المسعفون بأنفسهم عن مستوى إجهادهم على مقياس من 1 إلى 10 قبل النشاط وبعده ، مع واحد يمثل غير مجهد على الإطلاق و 10 يساوي الإجهاد الشديد.

قال المشاركون إن مستوى إجهادهم كان 5.5 ، في المتوسط ​، قبل مشاهدة الفيديو. لكن هذا انخفض إلى 3.3 بعد التجربة وانخفضت نسبة الأطباء الذين عانوا من مستويات ضغط عالية - فوق 6.8 - من 32.4 في المائة قبل مشاهدة الفيديو إلى 3.9 في المائة بعد نشاط الواقع الافتراضي.

تم تطبيق النتيجة على جميع المشاركين، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الخبرة السابقة مع الواقع الافتراضي وقال الباحثون إن مشاهدة الطبيعة من خلال الواقع الافتراضي هي "وسيلة واعدة" لتخفيف التوتر بين الأطباء الذين لديهم فترات راحة محدودة والوصول إلى المساحات الخضراء في الهواء الطلق.

لكنهم أشاروا إلى أن المزيد من البحث يجب أن يشمل مجموعة تحكم وأن يراقب كيف يؤثر نشاط الواقع الافتراضي على مستويات التوتر بمرور الوقت.