شهد الأسبوع الحالي نشاطا مكثفا للرئيس عبد الفتاح السيسي، بين لقاءات ومباحثات مع قادة عدد من الدول وكذلك متابعة الشأن الداخلي والمشروعات القومية الجاري تنفيذها في شتى ربوع الجمهورية.
لقاءات في الصين
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوع الجاري بالمشاركة في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الرابعة والعشرين في العاصمة الصينية بكين، وذلك إلى جانب الرئيس الصيني "شي جين بينج"، وتوماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، وعدد من رؤساء الدول والحكومات.
كما عقد الرئيس صباح السبت في قاعة الشعب الكبرى بمدينة بكين مباحثات قمة مع الرئيس الصيني "شي جين بينج"، حيث رحب الرئيس الصيني رحب بزيارة الرئيس إلى بكين، والتي من شأنها أن تساهم في تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، لاسيما فيما يتعلق بالتعاون التنموي المشترك، مثمناً في هذا الإطار ما تشهده الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين من تطور إيجابي على جميع الأصعدة، خاصةً فى المجالات الاقتصادية والتجارية، فضلاً عن تعزيز التواصل والتشاور السياسي بين الدولتين حول الموضوعات الإقليمية والدولية، ومؤكداً أن الصين تولي لعلاقاتها مع مصر أهمية خاصة بالنظر لمحورية دور مصر في محيطها الإقليمي على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا وشرق المتوسط.
وفي سياق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين الصديقين؛ أكد الرئيس من جانبه حرص مصر للبناء على قوة الدفع الناتجة عن اللقاءات المنتظمة التي تعقد بين كبار المسئولين في مصر والصين، سعياً نحو الوصول بالتعاون الثنائي إلى آفاق أرحب من التنسيق والتعاون المشترك في العديد من المجالات، خاصةً التنموية والاقتصادية والتجارية، ولجذب المزيد من الاستثمارات الصينية استغلالاً للفرص الاستثمارية الواعدة المتوفرة حالياً في مصر في مختلف القطاعات، أخذاً في الاعتبار ما تتمتع به الشركات الصينية في مصر من سمعة طيبة، وكونها أحد أهم مصادر الاستثمارات الأجنبية المباشرة والخبرة التكنولوجية المتقدمة في عدد من القطاعات الاقتصادية المصرية.
وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول تعزيز التعاون القائم بين البلدين في عدد من المجالات من بينها أنشطة البحث العلمي ونقل التكنولوجيا المرتبطة بالصناعات الدوائية، وتصنيع لقاحات كورونا، والتقنيات الصناعية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسيارات الكهربائية، فضلاً عن تعظيم التعاون والتنسيق بين جهات تقديم الرعاية الصحية بالبلدين لنقل الخبرات الصينية في مكافحة جائحة كورونا.
كما تم مناقشة سبل تعزيز التبادل التجاري بين البلدين فضلاً عن استعراض المشروعات المشتركة فى المجالات المختلفة والتقدم المحرز فى تنفيذها، حيث توافق الرئيسان على أهمية الدور الذي تضطلع به المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في تعزيز مبادرة الصين "الحزام والطريق" ودعم تحقيقها للأهداف المرجوة منها، خاصةً من خلال المنطقة المصرية الصينية للتعاون الاقتصادي والتجاري، والتي تساهم في دفع جهود مصر لتوظيف الموقع الاستراتيجي الهام لمحور قناة السويس سعياً لأن يصبح مركزاً لوجستياً واقتصادياً عالمياً.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق أيضاً إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تطورات ملف سد النهضة، وكذلك مستجدات القضية الفلسطينية والأزمات في كلٍ من ليبيا وسوريا واليمن، حيث اتفق الجانبان على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين على المستوى الثنائي وفى إطار المنظمات والمحافل الدولية، فضلاً عن تعزيز التعاون المتبادل فى مجال مكافحة الإرهاب.
كما تم مناقشة سبل دعم الشراكة والتعاون الثلاثي بين البلدين الصديقين في القارة الأفريقية، مع التركيز في هذا الصدد على أولويات التنمية في أفريقيا على أساس الملكية الوطنية لبرامج التنمية وأجندة التنمية الأفريقية 2063 وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، فضلاً عن التنسيق والتعاون المستمر لتحقيق الاستفادة المثلى لدول القارة من التعهدات الصينية في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وعلى هامش الزيارة، أجرى الرئيس السيسي محادثات جانبية في العاصمة الصينية بكين مع كل من عمران خان رئيس وزراء باكستان، والرئيس شوكت ميرزاييف رئيس جمهورية أوزبكستان، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، والأمير تميم بن حمد آل ثان أمير دولة قطر، وأنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة، وذلك على هامش مأدبة الغداء التي أقامها الرئيس الصيني "شي جين بينج"على شرف رؤساء الدول والحكومات المشاركين في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الرابعة والعشرين.
استقبال رئيس جيبوتي
واستقبل الرئيس السيسي بمطار القاهرة الرئيس إسماعيل عمر جيله، رئيس جمهورية جيبوتي"، الأحد، ثم عقد الرئيسان جلسة مباحثات صباح الاثنين الماضي بقصر الاتحادية حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن أن اللقاء شهد عقد مباحثات منفردة بين الرئيسين، أعقبتها مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، حيث رحب السيد الرئيس بزيارة أخيه الرئيس "جيله" إلى مصر، معرباً عن التقدير للعلاقات التاريخية الوثيقة والتعاون المشترك ووحدة الرؤى التي تربط بين البلدين الشقيقين، ومؤكداً حرص مصر على تعزيز العلاقات وترسيخ التعاون الاستراتيجي مع جيبوتي في شتي المجالات لإقامة شراكة مستدامة بين البلدين، بما يعكس مزيداً من التنسيق والتعاون فيما يتعلق بقضايا الأمن الإقليمي والعمل التكاملي لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية؛ أكد الرئيس أهمية تطوير مشروعات التعاون الثنائي بين الجانبين خلال الفترة المقبلة، مع تذليل كافة العقبات في هذا الصدد، لاسيما في قطاعات البنية التحتية والطاقة والصحة والطيران والتعليم والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن زيادة الاستثمارات البينية والارتقاء بمعدلات التبادل التجاري بين البلدين، بما فيها من خلال تعزيز جهود إنشاء المنطقة اللوجستية المصرية في جيبوتي إلى جانب تكثيف برامج الدعم الفني المقدمة إلى الجانب الجيبوتي، بالإضافة إلى تنويع وتعزيز أطر التعاون المشترك في المجالين العسكري والأمني بين البلدين، وكذا مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
من جانبه؛ أعرب الرئيس "جيله" عن تطلع بلاده المتبادل لتطوير العلاقات الثنائية مع مصر على مختلف الأصعدة، خاصةً في الوقت الراهن الذي تشهد فيه منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر تحديات متلاحقة، الأمر الذي يفرض تكثيف التعاون والتنسيق مع مصر وقيادتها على خلفية الثقل المحوري الذي تمثله مصر في المنطقة بأسرها على صعيد صون السلم والأمن، فضلاً عن حرص مصر المستمر على تلبية الاحتياجات التنموية لبلاده مشيداً في هذا الصدد بعمق العلاقات التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين، وبالمواقف المصرية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، والتي انعكست على الدعم المصري الكبير لجيبوتي خلال المرحلة الماضية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى التباحث حول آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، خاصةً فيما يتعلق بملفات القرن الأفريقي وأمن البحر الأحمر وكذلك قضية سد النهضة، حيث تم التوافق على تعزيز التنسيق والتشاور الحثيث المشترك لمتابعة تلك التطورات، وذلك تدعيماً للأمن والاستقرار الإقليمي.
وفي ختام المباحثات، شهد الرئيسان مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين الشقيقين في مجالات التشاور السياسي، والطاقة والموارد المتجددة، وإنشاء المنطقة اللوجستية المصرية في جيبوتي.
الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة
والثلاثاء، اجتمع الرئيس مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، لمتابعة الموقف التنفيذي لترتيبات الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة".
وقد اطلع الرئيس في هذا الإطار على الموقف التنفيذي لنقل الوزارات والهيئات الحكومية إلى العاصمة الإدارية الجديدة، خاصةً ما يتعلق بمستجدات العمل بالحي الحكومي بما يتضمنه من مرافق ومنشآت وخدمات، موجهاً بمراعاة أن تمضي الأعمال الإنشائية وفق جداول التنفيذ المخطط لها سواء من حيث الالتزام بأعلى معايير الجودة أو التوقيتات الزمنية أو معدلات ونسب الإنجاز الفعلي على أرض الواقع.
كما عرض وزير الإسكان الموقف التنفيذي للإسكان الخاص بالموظفين في العاصمة الإدارية الجديدة، خاصةً ما يتعلق بالإجراءات الإدارية المطلوبة للتمويل العقاري للوحدات السكنية.
اتصال من الرئيس الجزائري
وأمس الأربعاء، تلقى الرئيس السيسي اتصالاً هاتفياً من الرئيس عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية"، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس الجزائري أعرب عن خالص التقدير لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة خلال زيارته الأخيرة إلى مصر، والتي شهدت العديد من الفعاليات والمباحثات المثمرة بين الجانبين، بما يعكس خصوصية العلاقات بين البلدين الشقيقين، مؤكداً اعتزاز الجزائر بما يجمعها بمصر من روابط وثيقة ومتميزة على المستويين الرسمي والشعبي، واهتمامها بتكثيف التعاون والتنسيق الثنائي في كل المجالات؛ خاصة الاقتصادية والأمنية.
من جانبه؛ أعرب الرئيس عن اعتزازه بزيارة أخيه الرئيس الجزائري ضيفاً عزيزاً إلى مصر، مؤكداً تميز العلاقات الثنائية الأخوية بين مصر والجزائر، وتطلع مصر للدفع قدماً بأطر التعاون الثنائي على شتى الأصعدة، لاسيما فيما يتعلق بتعزيز قنوات التواصل بين البلدين على المستوى الاقتصادي وتعظيم حجم التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات البينية، خاصةً من خلال الإعداد لعقد الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة على مستوى رئيسي الوزراء بالبلدين في أقرب وقت، فضلاً عن تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين البلدين الشقيقين.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تطرق إلى مناقشة تطورات عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً الأوضاع في ليبيا، حيث توافقت الرؤى في هذا الصدد حول أهمية تعزيز أطر التنسيق المصرية الجزائرية ذات الصلة، وذلك لتحقيق هدف رئيسي وهو تفعيل إرادة الشعب الليبي من خلال دعم مؤسسات الدولة الليبية، ومساندة الجهود الحالية لتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا.
كما شهد الرئيس السيسي، صباح الأربعاء، أداء حلف اليمين للمستشار بولس فهمي رئيساً للمحكمة الدستورية العليا، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أعرب عن التقدير العميق للدور الهام للمحكمة الدستورية العليا، والتي تمثل حلقة هامة في التاريخ العريق للقضاء المصري الشامخ، معرباً عن خالص الأمنيات للرئيس الجديد للمحكمة الدستورية العليا بالتوفيق في بذل الجهد والتفاني وتحمل المسئولية لنصرة العدالة وتطبيق القانون".
مستجدات مشروعات الكهرباء
كما اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، لمتابعة مستجدات الموقف التنفيذي للمشروعات الاستراتيجية لوزارة الكهرباء على مستوى الجمهورية".
وعرض الدكتور محمد شاكر في هذا الإطار جهود توفير التغذية الكهربائية للمشروعات القومية الكبرى على مستوى الجمهورية، خاصةً ما يتعلق بالموقف التنفيذي لإمدادات التغذية الكهربائية للمشروع الزراعي العملاق "الدلتا الجديدة" بإجمالي مساحة 2.2 مليون فدان، وجهود ربطه بالشبكة الوطنية الكهربائية، فضلاً عن مستجدات استكمال أعمال البنية التحتية لتأمين التغذية الكهربائية لمنطقة الساحل الشمالي حالياً ومستقبلاً، بالإضافة إلى متابعة أعمال التغذية الكهربائية للمشروع القومي لتنمية سيناء، على نحو يساهم في تكوين مجتمعات سكانية وعمرانية متكاملة الأركان في المنطقة.
وقد وجه الرئيس بمراعاة تأسيس البنية الأساسية الكهربائية للمشروعات القومية الكبرى لاستيعاب الزيادة المستقبلية في الأحمال الكهربائية نتيجة معدلات التنمية الآخذة في التوسع على مستوى الجمهورية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن وزير الكهرباء استعرض كذلك مستجدات التعاون مع الخبرات العالمية العريقة في إطار الاستراتيجية الوطنية لتوليد طاقة الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة المتجددة، حيث وجه الرئيس بالاستمرار في الخطط الوطنية الخاصة بتعزيز مكون الطاقة المتجددة وتعظيم قيمتها وذلك لتنويع مصادر إمدادات الطاقة التي تعتمد عليها عملية التنمية في مصر.
كما تم عرض مستجدات مشروع الربط الكهربائي الثلاثي مع كلٍ من قبرص واليونان، فضلًا الربط الثلاثي مع العراق والأردن، وكذا الربط مع كلٍ من المملكة العربية السعودية وليبيا، وذلك بهدف تحقيق الاستفادة الاقتصادية المتبادلة على مدار العام وفقاً لاحتياجات كل جانب من الطاقة الكهربائية.