الخميس 16 مايو 2024

«رؤية للتعامل مع قضايا المناخ».. سياسيون: مشاركة السيسي في «محيط واحد» تؤكد مكانة مصر الدولية

الرئيس السيسي خلال القمة

تحقيقات11-2-2022 | 19:05

أماني محمد

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الجمعة، في قمة محيط واحد في مدينة بريست الفرنسية، في إطار سلسلة قمم تُعنى بالموضوعات البيئية وينظمها الجانب الفرنسى بمبادرة من الرئيس إيمانويل ماكرون، وخلال القمة أكد الرئيس السيسي خطورة التغيرات المناخية بوصفها التحدي الأصعب أمام العالم، معلنًا انضمام مصر إلى الإعلان المُقرر صدوره عن قمة "حماية المحيط: وقت العمل"، وكذلك إلى مبادرتي "التحالف العالمي للمحيطات"، و"التحالف عالي الطموح من أجل الطبيعة والبشر".

وأكد سياسيون أن كلمة الرئيس السيسي اليوم هي بمثابة رؤية استشرافية للتعامل مع قضايا المناخ في المستقبل، وأن مشاركته في القمة هي تأكيد لمكانة مصر الدولية وخاصة مع استعدادها لاستضافة قمة المناخ 2022 في شرم الشيخ نوفمبر المقبل، موضحين أن مشاركة الرئيس في القمة تؤكد مكانة مصر الدولية وجهودها.

رؤية استشرافية للتعامل مع قضايا المناخ

وفي هذا السياق، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أمام قمة "محيط واحد" في مدينة بريست الفرنسية، جاءت مركزة ومهمة وطرحت رؤية استشرافية للتعامل مع قضايا المناخ والبيئة العالمية، موضحا أن الزيارة في مجملها مهمة في ظل العلاقات المصرية الفرنسية المتميزة، فمشاركة الرئيس في القمة تعكس عدة دلالات أهمها مكانة مصر الكبيرة ودوها.

وأوضح فهمي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن فرنسا لم تدعو عددا كبيرا من الرؤساء في هذه القمة، لكنها حرصت على دعوة مصر لمكانتها ودورها البارز، مؤكدا أن مصر تحجز مكانة بارزة على خريطة من التفاعلات الإقليمية والدولية مما يؤكد مكانتها وجدارتها في هذا التوقيت.

وأكد أن كلمة الرئيس السيسي ركزت على 4 نقاط رئيسية، أولها التغيرات المناخية والوصول إلى بيئة أكثر نموا وأمانا فنحن أمام نظام بيئي عالمي جديد ويجب أن يكون هناك التزاما من كل الأطراف، موضحا أن الجانب الثاني في كلمة الرئيس هو إشارته للتغيرات المناخية خاصة مع الاستعدادات لاستقبال القمة المقبلة في شرم الشيخ للمناخ في نوفمبر المقبل.

وأشار إلى أن الجانب الثالث هو تأكيد الرئيس التزام مصر بقضايا المناخ وأمن الطاقة وأن مصر قطعت شوطا كبيرا في ملف الطاقة الجديدة والمتجددة وأمنها والهيدروجين الأخضر والتقليل من الانبعاثات الحرارية، موضحا أن النقطة الرابعة في كلمة الرئيس هي تأكيده على الاهتمام بأمن الغذاء والمحيطات وضرورة أن يكون هناك التزام من الدول الكبرى في هذا الإطار لحماية البيئة والمناخ العالمي.

ولفت إلى أن هناك أبعاد أخرى للزيارة على المستوى الثنائي والإقليمي بجانب القمة، في ظل حرص الجانب الفرنسي على التواصل مع مصر والتعاون المشترك بين الجانبين، موضحا أن مصر دولة ذات مصداقية ووقعت على اتفاقية باريس للمناخ وتستعد لعقد قمة  cop 27 في شرم الشيخ نوفمبر المقبل.

مكانة مصر الدولية وجهودها

ومن جانبه، قال الدكتور أشرف سنجر، أستاذ السياسات الدولية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة محيط واحد في باريس اليوم تأتي في ظل الاهتمام الدولي بملف التغيرات المناخية وتأثيراته المرعبة على العالم وتأثير الانبعاثات الكربونية على الأرض وما يحدث من تغيرات كبيرة في المناخ وتداعياتها على اقتصاديات العالم والتي لن تقل عن كورونا ومتحوراته.

وأوضح سنجر في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن التحدي الذي يواجه الحياة البحرية مثل التلوث واستخدام البلاستيك الذي يعد مادة لا تذوب مع الطبيعة ويؤدي إلى تهديد دورة الحياة البحرية، مضيفا أن هناك اهتمام فرنسي وعالمي بحماية دورة الحياة البحرية، وكذلك مصر التي تهتم بالحفاظ على الحياة البحرية في البحرين الأحمر والمتوسط.

وأشار سنجر إلى أن الرئيس السيسي يرى أن الاهتمام بهذه القضايا ليس ترفا بل من الضروري الحفاظ على الحياة البحرية والبرية لمصر، موضحا أن مصر ستستضيف قمة المناخ 27 في نوفمبر المقبل في ظل الاهتمام الذي توليه مصر لهذا الملف لمواجهة التحديات التي تهدد العالم إثر التغيرات المناخية وتداعياتها على كل العالم وبخاصة الدول النامية.

وأكد أن قمة بريست «محيط واحد» تستهدف الحفاظ على الحياة البحرية والمائية ودورة الحياة فيها لأنها جزء متكامل ومترابط مع الإنسان بشكل كبير، موضحا أن الرئيس السيسي حقق إنجازات كبيرة في هذا الملف من بينها توجيهه بحماية البحيرات المائية وتطوير وتطهير بحيرة المنزلة والي يعد نموذجا مهما يمكن عرضه كدلالة على الجهود المصرية في هذا الملف.

وأضاف أن مشاركة الرئيس تؤكد مكانة مصر الدولية وجهودها في الحفاظ على العالم وتطوير العمل الجماعي للحفاظ على الحياة البحرية وكذلك جائحة كورونا.