السبت 23 نوفمبر 2024

ملاعب الهلال

حجازي الفارس النبيل

  • 11-2-2022 | 17:55

أشرف محمود

طباعة
  • أشرف محمود - رئيس تحرير الأهرام العربي الأسبق

لا يمكن القول إن إبراهيم حجازي رحل، لأن الفارس النبيل الذي امتطى صهوة جواد صاحبة الجلالة على مدى نصف قرن من الزمان كان خلالها مثالا للفارس النبيل المغوار، والذي اقتحم ببسالة شهد له بها كل من عرفه عن قرب، كل القضايا الشائكة التي كانت تمثل عقبات في مسيرة الرياضة المصرية، بالإضافة إلى القضايا النقابية التي كان فارسها النبيل وخصوصا الخدمات الإنسانية لأعضاء النقابة وغير أعضائها من الصحفيين تحت التمرين. 

عرفت الأستاذ إبراهيم حجازي قبل نحو 35 عاما، كان شعلة نشاط يأسر كل من حوله بأسلوبه البسيط السلس، كان يتكلم مثلما يكتب، يعشق المباشرة والوضوح لا يعرف اللبس طريقا لكلماته، يعشق التحدي ولا يعرف المستحيل طريقا إليه، شرفت بأن كنت أحد الذين تشرفوا بالعمل تحت قيادته عند إصدار مجلة الأهرام الرياضي التي تولى رئاسة تحريرها، كانت كتيبة متميزة باتوا نجوم الصحافة الرياضية والفنية، كان يؤمن بالموهبة وأتاح الفرصة أمام الجميع ليعبر عن ذاته، وحوّل الأهرام الرياضي من مجرد مجلة إلى طاقة إيجابية تنثر الأمل وتشجع الطموح، وهو ما تمثل في العديد من البطولات التي رعاها وأشرف على تنظيمها وحولها من لعبات مجهولة إلى شهيرة مثل الاسكواش الذي نظم له أكبر بطولات عرفها العالم في الغردقة وسفح الأهرامات وشارك فيها نجوم ونجمات العالم، وأتاح الفرصة أمام شباب مصر وفتياتها حتى تصدر المصريون قمة التصنيف العالمي وتربعوا على عرش اللعبة طيلة السنوات الماضية ، كما نظم بطولات في كرة اليد أسهمت في الارتقاء باللعبة حتى حققت إنجازات رائعة أشاد بها العالم. 


ولم يكن تنظيم البطولات وحده الذي بزغ فيه نجمه، وإنما أداؤه النقابي في مجلس النقابة أو رئاسة رابطة النقاد الرياضيين، كان متميزًا على مدى عدة دورات كان خلالها نصيرًا للشباب وداعمًا لهم إنسانيا ومهنيًا، فكثيرون من أوجد لهم فرصة عمل في الدول العربية أو مكاتب الصحف العربية بالقاهرة، وكثيرون من شاركوا في دورات تدريب أو تغطية بطولات خارجية. 
ولأنه تشرف بالانتماء للقوات المسلحة وشارك في حرب أكتوبر المجيدة، فإن روح التحدي التي اكتسبها من معركة الشرف والكرامة لازمته طيلة حياته وكان يفاخر بها، كان سريع الانفعال بسبب الحماس الشديد وحاد المزاج لكنه سرعان ما يصفو وينسى وكأن شيئا لم يكن. 
وعقب انتهاء فترة رئاسته لتحرير الأهرام الرياضي غرد خارج السرب من خلال تقديمه برنامجا تليفزيونيا حمل ذات عنوان مقالته الأسبوعية الشهيرة "دائرة الضوء"، سخره لخدمة الوطن والدفاع عن قضاياه. 
كان إبراهيم حجازي وطنيا حتى النخاع يعشق تراب الوطن ويسهر من أجل رفعته في كل عمل تولى مسؤوليته، لذا فإنه سيظل باقيًا ما دامت الحياة لأن السيرة أطول من العمر، وسيرة إبراهيم حجازي ستبقى عطرة يستلهم منها الجيل الجديد العبرة لعله يسير على منواله.

رحم الله الأستاذ إبراهيم حجازي وجزاه خيرًا عن ما قدم لوطنه ومهنته والجماهير التي صدقته والتفت حوله.


نشر في مجة الهلال عدد فبراير 2022

أخبار الساعة

الاكثر قراءة