فقدت صاحبة الجلالة الصحافة أحد فرسانها ابن البلد الراحل إبراهيم حجازى رئيس تحرير الأهرام الرياضى الأسبق ولمده ٢٢ عاما ومنذ صدورها عام ١٩٩٠ .. وصديقى إبراهيم حجازى ابن كلية التربية الرياضية، وبمجرد تخرجه بعد عام ١٩٦٧ وكانت سنة النكسة تم تجنيده كضابط احتياط وكانت الكلية وقتها فى منطقة بإسنا بالصعيد الجوانى يطلقون عليها وادى الجن ! وفعلا كان إبراهيم حجازي جنديا فى كل ما مارسه فى حياته العملية وبالدرجة أنه تم توزيعه على سلاح المظلات وما أدراك بمن يلتحق بهذا السلاح ! فلابد أن يكون شجاعا ولا يهاب المواقف ولو كان اقتحام موقع للعدو ولو بالإبرار الجوى فى عمليات فدائية لم يتم إزاحة الستار عنها .. ويكفى ما أداه من جهد مشكور إبان حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر ١٩٧٣ كضابط مقاتل وليس كمتخاذل ! ومن اعتزازه كان يضع صورته بالزى العسكرى ومعلقها على جدار مكتبه بل وكانت خلفيته فى برنامجه الفضائي على قناة النهار .. كان إبراهيم حجازى نقابيا كما يقول الكتاب ومنذ دخوله انتخابات نقابة الصحفيين فى قائمه الراحل إبراهيم نافع نقيب الصحفيين ولدورات عديدة ابتداء من انتخابات مارس ١٩٨٥ .. كان شعلة من النشاط وتقديم الخدمات وبسخاء للكل وبدون استثناء حتى لمن كان ينتقده ويقولك : سيبك منهم أنا أعمل الواجب وبس وسيب إللى يتكلم يتكلم ! كانت فترته النقابية داخل أروقة نقابة الصحفيين فترة ذهبية أو قل ماسية .. ثم من ينسى دوره فى إنشاء النادى النهرى للصحفيين بكورنيش الجيزة مع المؤسس الراحل الكبير الساخر عمنا محمود السعدنى .. ثم لن أتحدث عن أعمال الخير التى كان يقدمها فى الخفاء للمئات من الصحفيين والصحفيات ولو كان علاجا أو مساهمات مالية أو إعانات أسرية ولو كان الأمر يتعلق بحفل زفاف أو عزاء ! كان فياضا فى نبله وكرمه حتى إنه كان يلحق العديد من الصحفيين والصحفيات فى الإصدارات الصحفيه الخليجيه ليخلق لهم موردا ماليا بالإضافة إلى رواتبهم فى صحفهم ومجلاتهم .. وقد عايشت ذلك معه لأن إبراهيم حجازى كان النموذج الفاضل فى معاملاته وعلاقاته .. وكما نعلم كان إبراهيم حجازى دوما فى بؤرة الإشعاع أو قل فى دائرة الضوء بالفعل وكان ذلك أيضا عنوان مقالته الأسبوعية بأهرام الجمعة وكان يفيض بأفكاره ورؤاه فيما يسطره من مقالات مؤثرة كان لها الصدى .. ولم يكن غريبا أو مستبعدا أثناء اختيارات الأعضاء المعينين بمجلس الشيوخ أن يوقع على طلب تعيينه الرئيس السيسى ليكون عضوا بمجلس الشيوخ .. ثم من ينسى فكرته الرائعة بإقامة البطولات العالميه للاسكواش على أرض مصر كدعاية غير مباشرة للسياحة المصرية .. من يتناسى الملعب الزجاجى وعلى هيئة الهرم على أرض الغردقة ومنطقة الأهرامات أيضا لإقامة بطولة مصر الدولية للاسكواش، وكانت أروع دعاية لمصر وكانت البطولات تتناقلها الفضائيات العالمية والعربية .. وتنظيم تلك البطولات يعود الفضل لإقامتها لإبراهيم حجازى بجدارته وشياكته فى أعماله وبالطبع الرياضية .. الحديث عن إبراهيم حجازى لا تكفيه مقالة أو عدة صفحات ولكن يكفيه كتاب شامل ومتنوع لنموذج صحفى جاد ومتنوع أحببناه وقدرناه واحترمناه لكياسته وشهامته ورجولته وأصالته وكرمه وبلا حدود حتى لو تخطى الحدود !
أشرف.....إبراهيم

نشر في مجة الهلال عدد فبراير 2022