أطلت علينا هذه الأيام فعاليات الدورة الـ 53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي ينتظرها بشغف محبو الكتب وصناعة النشر في مصر، بعد فارق زمني 6 أشهر فقط عن الدورة الاستثنائية الماضية، والتي جاءت وسط جهود وتحديات وتكاتف جهات الدولة في إقامة معرض للكتاب في ظروف صعبة في ظل أزمة كورونا العالمية، لدعم الناشرين المصريين وسوق النشر في مصر.
"مجلة الهلال" أجرت حوارًا مع الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب، ليطلعنا على أهم التجهيزات والمستجدات في الدورة الجديدة لـ معرض الكتاب ..
وإلى نص الحوار:
بعد أقل من 6 أشهر ولأول مرة يقام معرضا كتاب في عام واحد .. ما استعداداتكم للدورة الجديدة .. وما المختلف بها؟
المختلف في هذه الدورة من معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ 53 أنه لم يكن هناك راحة بعد آخر نسخة له، والتي أقيمت في شهر يونيو العام الماضي أي بفارق 6 أشهر عن النسخة الجديدة 2022، فمن المعتاد أن كل عام بعد نهاية المعرض أن نقيم جلسات مراجعة وتقييم، لإظهار الإيجابيات والسلبيات، ومناقشة ما يمكن تطويره ونبدأ على أساسه التجهيزات للدورة المقبلة، ولكن ما حدث أن في آخر دورة للمعرض لم يكن هناك راحة بعدها، وقمنا بالتجهيزات للدورة الجديدة سريعًا.
ما عوامل الضغط التي وقعت عليكم كهيئة للكتاب بسبب الفارق الزمني القليل المقدر بـ 6 أشهر فقط عن الدورة الماضية؟
وقعت علينا ضغوط في كل شيء، وربما تأثرت الهيئة في إصدارات عدد عناوين أقل من السابق، ولكن دائمًا أعتبر أن إصدار السنة قائمة المعرض بالنسبة للهيئة، ولدينا عناوين متميزة جدًّا من إصداراتنا هذا العام، وقائمة الهيئة تشمل المائة عنوان تقريبًا التي صدرت خلال العام.
وبالطبع يوجد ضغط شديد على المطابع بسبب رغبتنا في زيادة عدد الإصدارات، وإصدار الكتب المتأخرة من معرض الكتاب الماضي - وكنا نعمل دون توقف - ومن الضغوط التي قابلناها أيضًا تجهيز الديكور، وتجهيز دعوات الناشرين، ودعوات الضيوف، والعمل على تجهيزات الأنشطة الثقافية التي سيحتضنها المعرض، مع اتباع الإجراءات الاحترازية، وضع علينا ضغطًا أكبر، نظرًا للعمل على التوافق بين إقامة الأنشطة وتطبيق الإجراءات الاحترازية، وكذلك الضغط الزائد في تطوير المنصة الإلكترونية الخاصة بالمعرض، وتنفيذ أفكار جديدة تتوافر عليها، إضافة إلى الاتفاق مع عدة جهات لتنفيذ فكرة الدفع الإلكتروني، وتوصيل الكتب بالبريد المصري، كل هذه أفكار جديدة مضافة إلى المعرض هذا العام.
ما الجديد أو المختلف في تطبيق الإجراءات الاحترازية هذه الدورة؟
الجديد في تطبيق وتطوير الإجراءات الاحترازية هذا العام "الفاكسين"، والالتزام بالقرارات بالنسبة لي هو الأهم، فعند إقامة حدث كبير مثل معرض القاهرة الدولي للكتاب فمبدأ السلامة أولاً هو الغالب علينا، فكل الإجراءات المتّبعة، حسب قرارات رئاسة مجلس الوزراء، ولجنة أزمات كورونا، هي التي تقرر تطبيق هذا مع إشراف وزارة الصحة، لأني كما صرحت من قبل أنه لا يوجد أي إجراء ولو صغير يتم تنفيذه وتطبيقه في المعرض دون العرض على خبرائه المختصين، يوجد قرارات منظِّمة يصدرها مجلس الوزراء، ويوجد إجراءات تتبعها معنا وزارة الصحة وتشرف عليها، وأهم قرار تم تطبيقه في هذه النسخة الجديدة من المعرض منع دخول الزائرين حال عدم إظهارهم ما يثبت تلقيهم للقاح، سواء شهادة مصورة على الهاتف المحمول أو إظهار الأصل، والمتطوعون لديهم مسؤولية الرقابة على هذه المسألة.
كيف عالجتم أزمة الحجز الإلكتروني لتذاكر الدخول؟ وهل توفر بيع تذاكر بشكل مباشر؟
كل شيء توفر سواء هذا أو ذاك، سواء شراء التذكرة إلكترونيًّا أو من خلال الحضور على الشباك، ولكن في الدورة الماضية كانت المشكلة الأساسية هي تحديد عدد مرات الدخول إلى المعرض حتى نتمكن من الحفاظ على الكثافة العددية للزائرين، ولكن هذا العام لم يكن لدينا ذلك، ولكن كان لدينا خطوة إضافية وهي شراء التذاكر وسعرها 5 جنيهات، وتم تحديد هذا السعر بعد أن تحملت الهيئة العامة للكتاب عمولة الدفع، أي أننا تحملنا تقريبًا نصف التكلفة الفعلية للتذكرة.
واستخدمنا كل ما يمكن من أساليب الذكاء الاصطناعي حتى نقوم بإحصاء عدد الزائرين في المعرض، وأيضًا معرفة لماذا أتى وكيف نساعده، وتوفير ما يحتاجه، وكيفية تقديم الخدمة له ومساعدته، وحجز الرحلات توفر على المنصة أيضًا، مع إضافة أن بعد الحجز يرفق رقم واتساب للتواصل من أجل تنسيق الرحلة وسهولة الدخول للمعرض.
حدثنا عن الجديد في خطوط مواصلات المعرض؟
وفرنا زيادة في عدد خطوط المواصلات المتجهة إلى المعرض هذا العام تقدر بـ 11 خطًا، بعد أن كنا 7 خطوط فقط، موزعة في مناطق متفرقة من أجل عملية التسهيل على الزائر للوصول إلى المعرض، والأهم أنه يوجد أيضًا زيادة في عدد السيارات.
ما الجديد في الأنشطة الثقافية إضافة لحفلات التوقيع؟
كل الأنشطة الفنية التي تشهد جذبا وتكدسا من قبل الجمهور الوافد للمعرض تقام في الشارع خارج الصالات والقاعات ومثلها أيضًا حفلات التوقيع، وتم توفير مجموعة من الأكشاك خارج الصالات لإقامة حفلات التوقيع بالحجز المسبق، وتم أيضًا إقامة أمسيات شعرية "شعر عامية" للجمهور.
ما الإضافات الجديدة التي شهدتها المنصة الإلكترونية الخاصة بمعرض الكتاب؟
الجديد في المنصة هذا العام البيع الإلكتروني للكتاب الورقي من إصدارات الهيئة العامة للكتاب، وذلك بالتعاون مع البريد المصري، وسيتطور خلال 3 أشهر وسيضاف إليه أيضًا إصدارات وزارة الثقافة، وبعد 6 أشهر سيضاف إليه دعوة إلى الناشرين من القطاع الخاص لدخولهم معنا في سوق البيع، وستقوم هيئة البريد بتوصيل الكتب إلى أي مكان في مصر، خلال أسبوع عمل، وأي 5 كتب بـ 10 جنيهات، أيًّا كان وزنها أو حجمها، وهذه هي التكلفة الرسمية المقدرة لخدمة التوصيل كأقل تكلفة، مع زيادة التكلفة عن 10 جنيهات كلما زادت عدد الكتب، وأي طرود كبيرة تقدر تكلفتها بـ 100 جنيه.
أما الإضافة الثانية على المنصة الرقمية خدمة بيع الكتاب الإلكتروني، وسنبدأ مع بداية انطلاق المعرض إصدار عدة أعمال منها "موسوعة مصر القديمة" لسليم حسن، بالنسخة الإلكترونية، وذلك من خلال برنامج سيقوم المشتري بتحميله مؤمّنًا بحماية كاملة، يمكنه من خلاله القراءة المتتابعة لـ "البي دي إف" أو إمكانية البحث، وهو برنامج بحثي في الأساس يمكنك من خلاله البحث بأي كلمة وستأتيك نتائج البحث بالتفصيل الكامل، وهذا إجراء بحثي إضافة إلى إجراء القراءة الذي سيكون متوفرًا هو أيضًا، وستكون التكلفة ثلث سعر الموسوعة الورقية، وسيمكِّن الباحث من سهولة التحقيق والوصول لما يريد، إضافة إلى وجود عدة كتب منها كتب الجيب وكتب الأطفال وهذه الكتب ستكون بصيغة الـ "بي دي إف"، ولن تتجاوز تكلفتها عن 20% من تكلفتها الورقية، مثال: سنبدأ بسلسلة "ما" جميعها ستكون متوفرة "بي دي إف"، السعر الورقي للنسخة 5 جنيهات، ولكن في الكتاب الإلكتروني ستقدر تكلفتها الـ5 كتب بـ5 جنيهات.
هل هناك مشاركات بأجنحة جديدة لهيئات أو جهات حكومية؟
يوجد لدينا جهات كثيرة مشاركة معنا في المعرض هذا العام وسنشهد وجودها المعتاد، والإضافة هذا العام مشاركة "هيئة الرقابة الإدارية" بجناح خاص لها بمعرض الكتاب في دورته الجديدة الـ53 وتقدم محتوى مهما جدًا، وكذلك أيضًا مشاركة أكاديمية مكافحة الفساد بجناح خاص أيضًا ولديها ملفات مهمة في هذا الشأن، وأيضًا مركز معلومات مجلس الوزراء، ومكتبة الإسكندرية، ووزارة الأوقاف، ودار الإفتاء، ووزارة الشباب والرياضة، وقطاعات وزارة الثقافة، وغيرها.
مَن أبرز الضيوف المدعوين للمعرض هذا العام؟
إلى الآن لم يكتمل البرنامج في هذا الأمر، فيوجد ضيوف قمنا بدعوتهم واعتذروا، من ضمنهم الفنان نبيل الحلفاوي، والأمر لا يتوقف على أسباب صحية فقط، فبصراحة شديدة الناس تخاف من النزول من المنزل خاصةً كبار السن، ومن المفترض أن يكون معنا دكتور صلاح فضل في مؤتمر الترجمة، الذين أكدوا حضورهم إلى الآن للمشاركة في الفعاليات الثقافية في معرض الكتاب، والشيخة بدور القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير، ومحمد المالك المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، والأديبة العمانية جوخة الحارثي أول شخصية عربية تفوز بجائزة مان بوكر الدولية، والروائية اللبنانية هدى بركات، والعالم المصري الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، والإعلامي إبراهيم عيسى، وغيرهم.
حدثنا عن فعاليات الطفل في الدورة الجديدة من المعرض؟
جارٍ تجهيز أكثر من نشاط للأطفال هذا العام في المعرض، الشيء الأول، هو "الهولوجرام"، والذي تنفذه الشركة المنفذة للديكور، وبالفعل بدأت في تنفيذه، ومن خلاله سنرى شخصية "يحيى حقي" كأنها واقفة أمامنا، وسيتوفر شاشة "تاتش سكرين" عليها مجموعة من الأسئلة عندما تضغط على السؤال سيقوم بالرد على سؤالك، ونفس الأمر مع عبد التواب يوسف شخصية معرض الطفل، والذي تم معالجة إحدى قصصه، وسنقوم بتقديمها للأطفال في ثلاث دقائق بتقنية الـ VR والتي ستمكن الطفل من التعايش في القصة كأنه داخلها، والقدرة الاستيعابية للأطفال 12 طفلا للمرة الواحدة كل ثلاث دقائق، لمعدل أعمار 8 سنوات إلى 12، ويوجد تعاون كبير من قبل أسرة عبد التواب يوسف في نشاط الطفل، كما هو الحال أيضًا لدى أسرة يحيى حقي، وسنعلن قريبًا عن مفاجأة لأطفال المعرض.
من شركاؤكم في هذه الدورة؟ وما مدى تعاونها لإقامة الدورة الجديدة؟
يوجد شراكات كثيرة مع العديد من الجهات شهدت تعاونًا جميلاً وكبيرًا هذا العام مثل شركة مصر للمعارض ووزارة الدفاع، ووزارة الداخلية التي قامت بتقديم تسهيلات كبيرة للمعرض في الشكل التأميني له، والشركة المتحدة للخدمات الرقمية، والتي قامت بتطوير المنصة الإلكترونية لنا، وهيئة البريد المصري، ووزارة الصحة التي تشرف على الإجراءات الاحترازية وتلقي اللقاح داخل المعرض، والبنك الأهلي الراعي لجائزة المعرض للمرة الأولى، والتي رفعت قيمتها من 10 آلاف جنيه للفرع الواحد إلى 40 ألفا، والتي اعتبرها هشام عكاشة رئيس البنك مهمة قومية لبنك وطني، وأيضًا شركة سبيد ميديكال والتي تقدم تحليلات الـ BCR للضيوف الأجانب، مع قيامهم بتقديم رعاية طبية كاملة لهم إذا أتت مسحتهم إيجابية، والشركة القومية للتوزيع والتي أقامت أكثر من كشك لشحن الكتب إلى البيت إذا لم يقدر مشتري الكتب على حمل ما اقتناه من المعرض، وهذه خدمة مهمة قدمناها وسنقوم بتطويرها أيضًا مستقبلًا.
هل هناك جائزة جديدة مستحدثة في الدورة الجديدة؟
قد تعاونّا مع اتحاد الناشرين العرب هذا العام في إضافة جائزة جديدة لم تكن موجودة من قبل تضاف إلى جوائز المعرض الأخرى، وهي، جائزة أفضل ناشر عربي مشارك في المعرض بنفس قيمة الجوائز الأخرى.
ما شروط التقديم لجوائز المعرض (الكتب والناشرين)؟
شروط المشاركة في جائزة كتاب المعرض واختلافي مع المسمى الشائع "أفضل كتاب"، وشروطها أن يكون الكاتب مصريًّا، والكتاب يكون صادر في مصر، وأن يكون صادرا خلال العام الماضي من الدورة الجديدة، أي منذ يناير 2021 وحتى 31 ديسمبر 2021، وأن يكون رقم إيداعه مطابقا لرقم طباعته في العام 2021، وأن لا يسبق للكتاب حصوله على أي جائزة من قبل، وهذه الشروط تطبق في كل أنواع الكتب، بكل مجالاتها.
أما عن الشروط الخاصة بجوائز الناشرين يتم وضعها بناءً على ما يتم اقتراحه من اتحاد الناشرين المتعاون في الجائزة، على سبيل المثال اتحاد الناشرين المصريين يُقدم الجائزة لأفضل ناشر شاب أنشأ دار نشر خلال الـ 10 سنوات الماضية، ويوجد لجنة من الخبراء عندهم تضع المعايير الخاصة بالجائزة، وكذلك جائزة اتحاد الناشرين العرب من أهم شروطها أن يكون مشاركًا في المعرض، وتأتي الشروط الخاصة بجائزة الناشرين بالتعاون معنا كهيئة كتاب، ولكن الأولوية الأكبر تكون للخبراء لديهم.
هل هناك دور نشر ممنوعة من المشاركة؟ وما موقف "عصير الكتب"؟
عصير الكتب" لن تُشارك في هذه الدورة بقرار من اللجنة العليا للمعرض، ووافق عليه اتحاد الناشرين بسبب هجوم دار عصير الكتب على الهيئة العامة للكتاب، حيث شككت في المعرض وطريقة إدارته، والإجراء المُتخذ ضدهم إجراء قانوني، خلاف ذلك لا يوجد أزمة مع دور نشر أخرى.
هل هناك كتب ممنوعة من المُشاركة هذا العام؟ أو سيتم حظرها؟
هيئة الكتاب ليس لديها أي صلاحية رقابية حسب المُخوّل لها قانونًا على الكتب، فهي مجرد منظم للمعرض، ولكن ما يحدث أنه يوجد جهات أخرى لها هذا الحق القانوني عندما يردها شكاوى عن كتاب ما خارج عن أعراف المجتمع المصري، أو مُنتمٍ لجماعات إرهابية، وشرطة المصنفات الفنية تتواجد معنا داخل المعرض، ودورنا كهيئة كتاب أن نوصل الشكاوى الواردة إليهم، أو نقوم بتوفير نسخ من الكتاب المبلغ عنه إلى شرطة المصنفات وهي المُخوّل لها اتخاذ الإجراء القانوني الذي تراه مناسبًا حسب نصوص الدستور.
هل من جديد في نشاط المتطوعين هذا العام؟
برنامج "أنا متطوع" بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة سيكون موجودًا بشكل قوي جدًّا، ولكن ما يزيد عليه خلاف السنوات السابقة مراقبة وملاحظة شهادة التطعيم الخاصة بالوافدين إلى المعرض.
بكم تُقدّر ميزانية المعرض هذا العام؟
ميزانية المعرض دائمًا تكون متفاوتة من عام إلى آخر، ولكن غالبًا ما تكون من 90 إلى 100 مليون جنيه، تشمل إيجار الأرض، وتجهيز الديكور، والكهرباء، والوصلات، والاتفاق مع شركة الدعاية، تطوير المنصة الإلكترونية، وكل ما له علاقة بالضيوف الأجانب، والتذاكر، والإقامات ما إلى ذلك، إذا كان يوجد تذاكر وإقامات لأنه يوجد مَن يأتي على حسابه الشخصي.
ما الأرباح التي حققتها الدورة السابقة؟
المعرض نشاط خدمي في المقام الأول، كما نعتبر المعرض دعما لصناعة النشر، فالمعرض يحقق حوالي 40% من ميزانيته كدخل، والمعرض يقام كنشاط خدمي فعليًّا، لأني لو قمت بمحاسبة الناشر على الجناح الخاص به فعليًّا سيقع عليه إيجار المتر 4 أضعاف ما يقوم بدفعه مستثنى منها تكلفة بقية الأنشطة.
عدد أجنحة سور الأزبكية المشاركة في المعرض هذا العام؟
أجنحة سور الأزبكية المشاركة في المعرض هذا العام حوالي 48 أو 49 جناحا، والجديد أن جمعية تجار سور الأزبكية أشهرت هذا العام ونحن نتعاون معها، وهذه مظلة قانونية أراها مهمة جدًّا بالنسبة لتجار الأزبكية، وستريحنا أيضًا في تنظيم المعرض وستكون الأمور واضحة أكثر، والجمعية هي من تحدد مَن سيشارك في المعرض من تجار سور الأزبكية مثل اتحاد الناشرين الذي يقول لنا مَن الذي تنطبق عليه شروط المشاركة أو لا، والجمعية متعاونة معنا كثيرًا، وأظن أن شكل سور الأزبكية في هذه الدورة من المعرض سيكون بصورة أجمل بكثير عما قبل.
حدثنا عن أهم المحاور الفكرية التي سيناقشها المعرض في دورته الجديدة؟
أهم محور محور "هوية مصر" والذي يتحدث عن مصر، وعن سؤال المستقبل المتعلق بهوية مصر في كل الجوانب، وأظن أن السؤال الرقمي وعلاقته بالثقافة ما سيكون أهم حاليًا، فهُوية مصر وقيم المجتمع المصري وتراكم هذه الهوية وقدرتها على مواجهة محاولات اختراقها، ستكون من أهم النقاط التي نركز عليها في برنامج الندوات الخاص بهوية مصر؛ إننا نركز في كل المحاور وليس المحور الرئيسي فقط، على كل ما له علاقة بالهُوية، كهُوية مصر التشكيلية مثلًا، أو البصرية، وهذه معدّ لها مجموعة ندوات خاصة بها، وكذلك أيضًا هُوية مصر في التراث المصري، لها أيضًا مجموعة ندوات، والفنانون المصريون المهتمون بهُوية مصر سيكون لهم دور وتواجد معنا، ولكن دعني أقول إن الجانب المهم بالنسبة لي في البرنامج الثقافي الخاص بالمعرض هذا العام هو البرنامج المهني، فالبرنامج المهني هذا العام منظم بشكل أكبر بكثير ومحددة أهدافه، منها على الجانب النظري إقامة مؤتمر للترجمة في افتتاح معرض الكتاب والذي بدوره يقيس تواجد الكتاب العربي في اللغات الأجنبية، وفي مكتبات العالم، ومناقشة الصعوبات التي تواجه الكتاب العربي حتى يترجم إلى لغات أخرى، أما على مستوى علمي أكثر فهو إقامة ورش تدريبية للناشرين، في حالة إذا كنت منشئًا جديدًا لدار نشر كيف تتدرب على إدارتها، ومعرفة قوانينها، ومعرفة الجهات الحكومية الذي عليك أن تتعامل معها، وغيرها.
جناح "صنايعية الكتاب" الذي سيكون متوفرا في المعرض سيكون مختصا بالتركيز على الشباب المبدع من الأقاليم والذين يلقون صعوبة في التواصل مع الناشرين، من مصممي الأغلفة، ورسامي كتب الأطفال، والمصححين اللغويين، وأي شخص له علاقة بهذه الصناعة من قريب أو من بعيد مؤلف كان أو مترجما سيصمم "سي في" خاصًا به ويضع فيه نماذج من أعماله ويسلمها لنا، وعن طريق الهيئة العامة للكتاب سنجمع هذه البيانات المرسلة إلينا، ونسلمها إلى اتحاد الناشرين، حتى يتسنى للناشر أن يأخذ من هؤلاء الشباب بوادر عمل ونفتح نافذة جديدة من التواصل بيننا وبين الناشرين والشباب المبدع من الأقاليم، وندعم سوق النشر بدم جديد من الصناعة إضافة إلى توفير فرص عمل، لمن يجدون صعوبة في الوصول لصناع النشر، والتدريب المهني الإضافة الأهم في معرض الكتاب في هذه الدورة، وهو الذي سينقله من مجرد سوق لنشر الكتب، إلى معرض لصناعة النشر في العالم كله.
مراجعة. حسين محمد .. الاحد 23 – 1 - 2022
أشرف
نشر في مجة الهلال عدد فبراير 2022