الخميس 16 مايو 2024

بعد «محيط واحد».. خبراء اقتصاد: تغير المناخ يؤثر على التوازن البيئي في البحار والمحيطات

الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي

تحقيقات11-2-2022 | 19:55

أنديانا خالد

أشاد خبراء الاقتصاد بالخطوات الجادة التي تتخذها مصر في مجال التغيرات المناخية، خاصة بعد مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في فعاليات قمة "محيط واحد" اليوم الجمعة، المقامة في مدينة بريست الفرنسية، في إطار سلسلة قمم تُعنى بالموضوعات البيئية، وينظمها الجانب الفرنسى بمبادرة من الرئيس إيمانويل ماكرون منذ عام 2017.

وتركز القمة هذا العام على الموضوعات ذات الصلة بالبحار والمحيطات، بما في ذلك الحفاظ على النظم الحيوية بها ومكافحة التلوث البحري بشتى أنواعه وعلاقة البحار والمحيطات بجهود مواجهة تغير المناخ، فضلًا عن دعم مفهوم "الاقتصاد الأزرق المستدام" وحشد التمويل له.

تؤثر على الاقتصاد العالمي

قال الخبير الاقتصادي، سيد خضر، إن قضية التغيرات المناخية تشغل اليوم دول العالم بفعل تداعيات تلك الأزمة على الاقتصاديات العالمية ومدى تأثيرها السلبي، كما أنها باتت محورًا رئيسيًا في تحديد مستقبل كل الدول والمجتمعات، ويأتي التعامل الناجح مع تلك قضية يتطلب اعتماد رؤية شاملة، تأخذ في الاعتبار الأبعاد المتشابكة.

وأضاف في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن تأثيرات التغيرات المناخية تعد ضمن القضايا التي في الصدارة منها ضرورة تحول العالم إلى اقتصاد من نوع جديد من أجل الحفاظ على البيئة ويعتمد على موارد جديدة للطاقة، وتكنولوجيا جديدة في الصناعة، وممارسات مختلفة في الاستهلاك والحياة، وتوجه أكبر نحو الاقتصادين الأخضر ومدى الاهتمام بذلك النوع من الاقتصاد.

وأشار إلى أن القمة المنعقدة ما بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي، تأتي من أجل الحفاظ على النظم الحيوية بها ومكافحة التلوث البحري بشتى أنواعه وعلاقة البحار والمحيطات بجهود مواجهة تغير المناخ، وأيضا ومن أجل مواجهة التدهور البيئي، في ضوء العلاقات الوثيقة المتنامية التي تربط بين مصر وفرنسا، فضلًا عن الدور المصري الحيوي إقليميًا ودوليًا في إطار الجهود والمبادرات الساعية لمواجهة ظاهرة تغير المناخ وحماية البيئة البحرية.

وأوضح أن تأثير تغير المناخ على التوازن البيئي في البحار والمحيطات والمناطق الساحلية، ايضا فى محاولة لخفض الانبعاثات والمساهمة في بناء اقتصاديات منخفضة الكرتون، وكذلك تعزيز جهود خفض الانبعاثات في القطاع البحري، أما الوجه الأكثر قسوة لتلك الظاهرة ومدى انعكاساتها السلبية على الوضع الاقتصادي كما أنها تمثل تحديًا غير مسبوق للبشرية.

وأضاف أن تأثيرات التغيرات المناخية سينعكس سلبًا على البنى التحتية للدول خاصة في الدول التي تتجاهل أنظمة استخدام الأراضي والتخطيط العمراني فيها المتطلبات الأساسية للتكيف مع تغير المناخ، التغير المناخي سيزيد من تفاقم العديد من المخاطر مثل أزمة المياه، ونقص الغذاء، ورفع معدلات المخاطر الأمنية والاجتماعية. 

وعن تأثير التغير المناخي على الاقتصاد، أوضح أن التغير المناخي  له دور سلبى على مستوى القطاع الزراعى ايضا وكذلك المحاصيل الزراعية، ويهدد الإنتاج الزراعي العالمي وسبب من أسباب ارتفاع الأسعار العالمية، وارتفاع معدل التضخم، وهو ما قد يؤثر سلباً على الدخول، ومن ثم على القدرة الشرائية والاستهلاك ولها تأثير سلبى على اقتصاديات الدول.

التبادل التجاري ما بين مصر وفرنسا

قال الدكتور محمد راشد أستاذ الاقتصاد بجامعة بني سويف، إن معدلات التبادل التجاري ما بين مصر وفرنسا قد ارتفعت خلال 2019 إلى 22%، لتسجل نحو 3 مليارات يورو، بعد أن كانت قد سجلت في عام 2016 تراجعا هو الأقوى منذ عشر سنوات بنسبة 27.5% سنويًا ووصلت قيمته إلى ملياري يورو.

وأضاف راشد في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن فرنسا احتلت المرتبة الثانية عشرة في قائمة الشركاء التجاريين لمصر في السنة المالية 2018-2019، ويقدر عدد الشركات الفرنسية العاملة في مجال الاستثمار بمصر بـنحو  168 شركة وتقوم بتشغيل نحو 40 ألف عامل بحجم استثمارات يقارب 5 مليارات يورو وهو حجم استثمارات ضخم في المرحلة الراهنة.

وأشار إلى أن وزير الاقتصاد الفرنسي في وقت سابق قد أشاد بعمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا وأنها الدولة الأولى بالرعاية على مستوى العالم فيما يتعلق ببرامج التمويل وضخ الاستثمارات، ولا سيما بعد نجاح تجربة الإصلاح الاقتصادي في مصر وأصبح اقتصادًا واعدًا، كما يرى دومًا الجانب الفرنسي أن الموقع الجغرافي المتميز للسوق المصرية يعد نقطة انطلاق قوية للصادرات الفرنسية للنفاذ إلى كل أسواق المنطقة.

وأكد أن فرنسا دائمًا ما تشييد بمناخ الاستثمار في مصر والفرص الاستثمارية المتاحة، ولا سيما في محور تنمية قناة السويس وهو ما يعد فرصة جيدة لتعزيز الاستثمارات الفرنسية في مصر وتدعيم أسس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وأضاف أن الجولات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الدولية من أجل دعم العلاقات الثنائية وكذلك تعزيز العلاقات التجارية وفتح أسواق جديدة الصادرات المصرية، بجانب جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتدعيم النمو الاقتصادي وخفض معدلات البطالة.

جوالات الرئيس تسهم في جذب الاستثمارات

قال الدكتور خالد الشافعي، رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إن جولات الرئيس عبد الفتاح السيسي في دول العالم وحضور القمم العالمية، تسهم في زيارة الاستثمارات، وجذب كبرى الشركات العالمية للسوق المصرية، وأيضا توطين الصناعات الجديدة، بالإضافة إلى زيادة عدد الشركات.

وأضاف الشافعي في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي قمة "المحيط" في فرنسا، يأتي في إطار الدور الإقليمي الذي تلعبه مصر في السنوات الأخيرة، كما أن مشاركة الرئيس السيسي اليوم تعطي انطباعًا عن قوة العلاقات بين مصر وفرنسا في السنوات الأخيرة، وارتفعت معدلات الصادرات المصرية إلى فرنسا في 2021 إلى أكثر من 43%.

وأوضح أن هناك توافقًا في الرؤي ما بين مصر وفرنسا في كل المجالات سواء الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري شهد ارتفاعًا خلال 2019 بأكثر من 3 مليارات يورو، مقابل 1.6 مليار يورو في 2016.