الأحد 5 مايو 2024

«شعراء الصعاليك» بالعصر الجاهلي

صورة تعبيرية

ثقافة13-2-2022 | 16:34

شريف المنيري

شعراء الصعاليك بالعصر الجاهلي، هم شعراء من قبائل مختلفة من العرب ورفضوا عاداتهم واختاروا العراء سكنًا لهم، خاصة بعد طردهم من قبائلهم لمعارضتهم أحكام القبيلة، وكانوا يمتلكون روح التمرد مع القيم النبيلة.

وامتهن الصعاليك غزو القبائل بقصد الأخذ من الاأغنياء وإعطاء الفقراء، فجاءت معظم قصائدهم تحكي عن شجاعتهم وقدرتهم وتحديهم للمجتمع، وشعرهم يمتاز بقوة العاطفة وسعة الخيال وفيه الحكمة. 

ومن أشهر شعراء الصعاليك هم:
عروة بن الورد: كان فارسًا من فرسان الجاهلية، وهو أشهرهم، وكان سيدًا لهم يلجؤون له وقت الحاجة، ولقب بأمير الصعاليك أو عروة الصعاليك، وكان يمتلك نفسٍ عزيزة، ويرفض التذلل ويهابه أعداؤه. 

وقال معاويةَ بن أبي سفيان رضي الله عنه: «لو كانَ لعُروةَ بنِ الورد ولدٌ، لأحببتُ أن أتزوَّج إليهم».

"أقلي عليَّ اللوم يا بنةَ منذرِ" ومن أقواله:  
أَقِلِّي عَلَيَّ اللَّوْمَ يَابْنَةَ مُنْذِرِ    وَنَامِي فَإِنْ لَمْ تَشْتَهِي النَّوْمَ فَاسْهَرِي
ذَرِينِي وَنَفْسِي أُمَّ حَسَّانَ إِنَّنِي    بِهَا قَبْلَ أَنْ لاَ أَمْلِكَ الْبَيْعَ مُشتَرِي
أَحَادِيثُ تَبْقَى وَالْفَتَى غَيْرُ خَالِدٍ    إِذَا هُوَ أَمْسَى هَامَةً تَحْتَ صُبَّرِ
تُجَاوِبُ أَحْجَارَ الكِنَاسِ وَتَشْتَكِي    إِلَى كُلِّ مَعْرُوفٍ تَرَاهُ وَمُنْكَرِ

شرح ما تعنيه الأبيات: يتوجَّه عروة بن الورد إلى زوجِه سلمى التي تُكثِر مِن لومه خوفًا عليه من غزواته التي لا تنقطع، ويأمُرُها بأن تنام فتستريح، ويستريح هو مِن كثرة لومها.

جزء أخر من القصيدة وقال:
ذَرِينِي أُطَوِّفْ فِي الْبِلادِ لَعَلَّنِي    أُخَلِّيكِ أَوْ أُغْنِيكِ عَنْ سُوءِ مَحْضَرِ
فَإِنْ فَازَ سَهْمٌ لِلْمَنِيَّةِ لَمْ أَكُنْ        جَزُوعًا وَهَلْ عَنْ ذَاكَ مِنْ مُتَأَخَّرِ
وَإِنْ فَازَ سَهْمِي كَفَّكُمْ عَنْ مَقَاعِدٍ   لَكُمْ خَلْفَ أَدْبارِ البُيوتِ ومَنْظَرِ

شرح ما تعنيه الأبيات: ذكر عروة أهم الأسباب التي تدفَعُه إلى الغزوِ ومواجهة الموت، فهو يُغامِر بحياته من أجلها هي أيضًَا، ومِن أجل أن تحيا حياةً كريمة.

شِظاظ الضبي التميمي: ويضرب فيه المثل في ذلك وقالت العرب: ألصُّ من شِظاظ. 

ومن أقواله:
من مبلغٌ فِتيانَ قَومي رِسالَةً       فلا تهلِكوا فَقراً على عِرقِ ناهِق
فإنَّ بهِ صَيداً غزيراً وهجمَةً     طِوال الهَوادي بائناتِ المَرَافِق
نجائِبَ عيديٍّ يكون بُغاؤُهُ   دعاءً وقد جاوزنَ عُرضَ الشَقائِقِ


أبو خراش الهذلي: أشهر صعاليك هذيل شاعر فحل مخضرم أدرك الإسلام فأسلم.

من أقواله:
وإني لأُثْوي الجوعَ حتى يملَّني   فيذهبَ لم يَدْنَسْ ثيابي ولا جِرْمي
وَأَغتَبِق الماءَ القَراحَ فَأَنتَهى      إِذا الزادَ أَمسى لِلمُزَلَّجِ ذا طَعمِ
أَرُدُّ شُجاعَ البَطنِ قَد تَعلَمينَهُ     وَأوثِرُ غَيري مِن عِيالِكِ بِالطُعمِ

السليك بن السلكة: وكانت تُضرب به الأمثال بالسرعة ويقال: "أعدى من السُّلَيْك".

ومن أقواله: 
وَما نِلتُها حَتّى تَصَعلَكتُ حِقبَةً   وَكِدتُ لأَسبابِ المَنيَّةِ أُعرَفُ
وَحَتّى رَأَيتُ الجُوعَ بِالصَيفِ ضَرَّني   إِذا قُمتُ تَغشاني ظِلالٌ فَأُسدِفُ

الشنفرى الأزدي: وهو أشهر الصعاليك في العصر الجاهلي، وكان من فُتاك العرب ومن عدائهم، وكانت تُضرب به الأمثال لسرعة عدوه، فقيل: "أعدى من الشنفرى"
ومن أقواله:
أَلا لَيتَ شِعرِيَ وَالتَلَهُّفُ ضَلَّةٌ    بِما ضَرَبَت كَفُّ الفَتاةِ هَجينَها
وَلَو عَلِمَت قُعسوسُ أَنسابَ وَالِدي   وَوالِدِها ظَلَّت تَقَاصَرُ دونَها
أَبي اِبنُ خِيارِ الحُجر بَيتاً وَمَنصِباً    وَأُمّي اِبنَةُ الأحرَارِ لَو تَعرِفينَها
إِذا قُلتُ بَعضَ القَولِ بَيني وبَينَها   تَؤُمُّ بَياضَ الوَجهِ مِنِّي يَمينَها

ثابت بن جابر "تأبط شرًا: وذكر أن أمه قد أطلقت عليه لقبه "تأبط شرًا" لأنه تأبط سيفًا وخرج، فقيل لها: أين هو؟ فقالت: تأبط شرًا وخرج، وقيل أيضًا لقبته بذلك لأنها رأته يتأبط جرابًا مليئًا بالأفاعي.
ومن أقواله:
عَاذِلَتِي إنَّ بَعْضَ اللَّوْمِ مَعْنَفةٌ     وَهَلْ مَتَاعٌ وَإنْ أَبْقَيْتُهُ بَاقِ
إنِّي زَعِيمٌ لَئِنْ لَمْ تَتْركُوا عَذَلِي   أَنْ يَسْأَلَ الْحَيُّ عَنِّي أَهْلَ آفَاقِ
أَنْ يَسْأَلَ الْقَوْمُ عَنِّي أَهْلَ مَعْرِفَةٍ   فَلاَ يُخَبِّرُهُمْ عَنْ ثَابِتٍ لاَقِ