الأربعاء 15 مايو 2024

«الصوت الخاشع».. 46 عاما على وفاة الشيخ سيد النقشبندي

الشيخ سيد النقشبندي

تحقيقات14-2-2022 | 13:44

أماني محمد

46 عامًا مرت على وفاة قيثارة السماء، والذي يعد من أشهر المبتهلين في مصر حتى اليوم، هو الشيخ سيد النقشبندي، الذي لمس بصوته قلوب المصريين وأصبح صوته جزءًا من ملامح شهر رمضان المبارك بأناشيده وابتهالاته وسماع الأذان بصوته، ومنها ابتهالات الفجر بصوته الخاشع الباكي.

ومن أشهر ابتهالات النقشبندي، ابتهال «مولاي» الذي لحنه له الفنان المبدع بليغ حمدي، وغيرها من الابتهالات التي جعلت المصريين يلقبونه بـ«الصوت الخاشع»، و«الكروان»، و«قيثارة السماء»، ولا يزالون يستمعون حتى اليوم إلى ابتهالاته العذبة في الإذاعة المصرية.

 

ابتهالات النقشبندي

ولد الشيخ النقشبندي في 7 يناير 1920، في قرية دميرة إحدى قرى محافظة الدقهلية، ثم انتقلت أسرته إلى مدينة طهطا في جنوب الصعيد، والتي بدأ فيها حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ أحمد خليل، ثم بدأ تعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية، حيث كان جده محمد بهاء الدين النقشبندي، والذي انتقل من أذربيجان إلى مصر للالتحاق بالأزهر الشريف، أما والده هو أحد علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية.

حفظ الشيخ النقشبندي أشعار البوصيري وابن الفارض، ثم في عام 1955 استقر في مدينة طنطا، وبدأ يذيع صيته في مصر وأنحاء الدول العربية، حيث زار حلب وحماه ودمشق؛ لإحياء الليالي الدينية بدعوة من الرئيس السوري حافظ الأسد، كما زار السعودية وغيرها من دول الخليج والمغرب العربي، ومعظم الدول الأفريقية والآسيوية.

وبدأت مسيرته في الإذاعة بالصدفة، ففي عام 1966، عندما كان يتواجد في مسجد الحسين، التقى بالإذاعي أحمد فراج، فسجل معه بعض التسجيلات لبرنامج في رحاب الله، ثم سجل العديد من الأدعية الدينية لبرنامج «دعاء»، الذي كان يذاع يوميًا عقب أذان المغرب، وبعدها توالت تسجيلاته للبرامج الإذاعية والتلفزيونية.

النقشبندي وبليغ حمدي

تعاون الشيخ النقشبندي مع الملحن بليغ حمدي، حيث أثمر هذا التعاون عن 6 ابتهالات من أشهرها «مولاي إني ببابك»، حيث بدأ تعارفهم في حفل خطبة ابنة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ثم حضر النقشبندي لمبنى الإذاعة برفقة الإعلامي وجدي الحكيم، وفي البداية كان غير مقتنع بالتعاون مع بليغ اعتقادًا أن اللحن سيكون غير مناسب، وأنه إذا لم يُعجب باللحن سيرفض الاستمرار.

وبعدما دخلا إلى الأستديو واستمع النقشبندي لألحان بليغ، قال عنه «بليغ ده عفريت من الجن»، وقدما معًا العديد من الأعمال، فيما قدم النقشبندي ابتهالات دينية كثيرة تفوق الأربعين، ومن أشهرها «جل المنادي وليلة القدر»، وتوفي توفي إثر نوبة قلبية في 14 فبراير 1976م.

وبعد وفاته، كرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1979م، بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، كما كرمه الرئيس الراحل محمد حسني مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1989م، بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، وكذلك أطلق اسمه على أكبر شوارع طنطا، والممتد من ميدان المحطة حتى ميدان الساعة بمحافظة الغربية.