إعلانات تملأ مصر من شرقها لغربها؛ انتظروا المفاجأة والحوار الذي لن يتكرر، لأول مرة من خلال الاتصال معنا، إذا أردت أن تستمع لصوتها وتعرف كل الإجابات انتظر البرنامج!
تُرى من هذا الضيف الذي سيظهر للمرة الأولى؟ فالجميع يتكلمون.. وما الجديد الذي سيقول؟ فكل الكلام قد قيل.. وها هم يعلنون أن الحوار سيكون مع كليوباترا.. "بتقولوا مين".. كليوباترا!
بالتأكيد يقصدون تلك الماركة من السجائر، وأنهم سيجعلون من السيجارة كائنا يتحدث فكم من الأشياء أنطقها الشعراء والأدباء ومن خلال حواراتهم قالوا الكثير.. أتصور أن السيجارة ستتحدث لتحث المدخنين للإقلاع عن التدخين، وستخبرهم بكافة الأضرار المتوقعة والأبحاث التي جاءت بالأمراض التي يسببها التدخين، وستتكلم بثقة وقوة ليتراجع الجميع ويقلعوا عن التدخين.
وقد تكون كليوباترا علبة من السجائر تواجه المدخنين، وستكون قوية لديها معلومات فمن المنطقي أن وراء ظهورها حملة قوية للإقلاع عن التدخين، ذلك ما جعلهم يعلنون عن ظهور كليوباترا وهذا الكم من الدعاية الذي يسبق الحوار.
ولكن البرنامج أعلن أخيرا أن الحوار مع الملكة كليوباترا! بتقولوا مين الملكة كليوباترا!
من الذي استطاع الوصول إليها؟ وما سلطته وعلاقته بها؟ وكيف أقنعها أن تتحدث؛ فكليوباترا ليست أي ملكة والحضارة المصرية القديمة تهم الجميع وها هي الفرصة "كليوباترا معانا" سنعرف كل ما جرى فترة حكمها وما قبلها وكافة الأسرار والخفايا، سيسعد علماء الآثار والمصريات بشكل خاص، وسنعرف كيف حكمت مصر وسر انتحارها.. أتصورها ستقول "لم انتحر" فتلك الملكة القوية لا يمكن أن تظهر ضعيفة أمام الهزيمة والحب، ولكن.
ما الذي دعا كليوباترا للاتصال؟ ولماذا تظهر فى هذا التوقيت؟ ترى هل إعجابها بالمذيعين الذين تتحاور معهم؟ أم أنها غارت من الظهور الوهمى للسير مجدي يعقوب؟
وبينما نحن فى الانتظار سمعنا صوت من بعيد وهذا منطقى فبيننا آلاف السنين.. وها هى كلمات غير مفهومة من الجائز أنها تتحدث بلغة لا نعرفها فهى تأتينا من العالم الآخر.. لا شيء مفهوم أو يمكن تفسيره ولكن المذيعين يرحبون بها وسعداء أنها معهم على الهواء، بل يؤكدون على مشاعر الفخر أنهم يستضيفون كليوباترا.. ثم انقطع الاتصال!
لم أتعجب ولن أتعجب مهما يحدث، فالمكالمة الوهمية للسير مجدي يعقوب أنهت على كافة مشاعر الانبهار، فالمفارقة أننا في مرحلة مليئة بالتحديات على مستوى الوطن والمنطقة والعالم ككل تحتاج إلى الإعلام الواعى الذى لابد وأن يساهم فى البناء، وفى ذات الوقت يكتفى إعلامنا بجلب الجميع؛ بل يتجاوز معجزات أم خديجة المغربية.