السبت 23 نوفمبر 2024

عرب وعالم

صحيفة أمريكية: بوتين يُغازل دول أمريكا اللاتينية لتوسيع نفوذ بلاده

  • 15-2-2022 | 14:39

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

طباعة
  • دار الهلال

 انشغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،  بمحاولة توسيع نفوذ موسكو على بعد آلاف الأميال في أمريكا اللاتينية، ليعيد مرة أخرى صراع الولايات المتحدة وروسيا على النفوذ في هذه المنطقة،  وذلك في خضم ممارسة الرئيس الروسي الضغط على دول الغرب بحشده للقوات الروسية على الحدود الأوكرانية.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية،  في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، أن بوتين تحدث مؤخراً مع رئيس نيكاراجوا دانيل أورتيجا للمرة الأولى منذ 2014، كما أجرى مكالمات هاتفية مع رؤوساء فنزويلا وكوبا، بينما استقبل الرئيس الأرجنتيني ألبيرتو فرنانديز، والذي تعهد أثناء زيارته للكرملين، بالحد من اعتماد بلاده على الولايات المتحدة.

وغداً الأربعاء، الذي يتوقع بعض المسئولين الأمريكيين أن ينطلق الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن بوتين من المقرر أن يلتقي بالرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، والذي سيسافر لموسكو رغم مناشدات عدد من المسئولين الأمريكيين خلال الأسابيع الماضية بتأجيل زيارته فيما يسارع الغرب للضغط على بوتين بشأن أوكرانيا.

وأشارت الصحيفة الامريكية، إلى أن الجهود الدبلوماسية الشخصية، التي وجهها بوتين إلى أمريكا اللاتينية خلال فترة المخاطر الكبيرة التي تشهدها ولايته حالياً، غالبًا ما تعتمد على علاقات الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، كما تلقي الضوء على طبيعة طموحاته العالمية والتي تتركز على ممارسة نفوذه حتى على المناطق البعيدة جغرافيًا.

وأضافت "نيويورك تايمز"، أن بوتين يعمل على تكثيف انخراطه في بناء العلاقات في النصف الغربي من الكرة الأرضية، بما في ذلك دول مثل البرازيل والأرجنتين، والتي كانت دائماً مقربة من واشنطن، مشيرة إلى أن كل ذلك يأتي بينما يهدد الرئيس الروسي باتخاذ إجراءات عسكرية تقنية غير مُحددة في حال لم يحصل على ضمانات على أمن أوروبا الشرقية والتي يطالب بها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وألمح بعض مسئولي الكرملين إلى بعض الإجراءات العسكرية التي يعنيها بوتين، وقالت الصحيفة الامريكية، فإنها قد تتضمن نشر قوات عسكرية في نصف الكرة الغربي، وهو ما دفع المحللين ووسائل الإعلام الحكومية للانغماس في تكهنات محمومة بأن تلك الإجراءات قد تشمل تحركات جريئة، لا يستبعدها المسئولون الروس، مثل نشر صواريخ نووية في دول صديقة بأمريكا اللاتينية. 

وكالعادة، فإن نوايا بوتين يصعب قراءاتها، ومحاولاته للتواصل مع أمريكا اللاتينية قد تكون مجرد خدعة لتعقيد استجابة دول الغرب على تحركاته قرب أوكرانيا، لكن في الوقت نفسه فإن قادة دول أمريكا اللاتينية لديهم أجنداتهم السياسية الخاصة، وقد يستغلون تقربهم من بوتين لجني نفوذ في تعاملهم مع الولايات المتحدة، والتي مازالت بجانب الصين تتمتع بنفوذ أكبر في المنطقة.

ورغم ذلك فإن دبلوماسية أمريكا اللاتينية التي جرت مؤخراً هي تذكير بأن هدف بوتين الأسمى في سياساته الخارجية هو توسيع العلاقات الدبلوماسية لإعادة روسيا مرة أخرى إلى حالتها كقوة عظمة قادرة على تحدي أمريكا.

الاكثر قراءة