راهب وقديسة، نراكما هكذا.. كلاكما خلق لهدف أسمى، لرسالة أرقى.. ابقيا على فطرتكما النقية الطاهرة، واصمدا في وجه الريح العاصفة.. قفا مكانكما، وإياكما والاقتراب .
من أين نأتي لكما بأمان في عالم متغير؟ نتخفى ونحتمي بضعفنا فيه من أجل تحقيق السلام لأنفسنا بالكاد، إن كان الأمان الذي تنعمان به الآن هبة لكما من رب العباد، فلا تقربا عالمنا .
ابتعدا الآن فالمشهد أصبح أكثر تعقيدًا، متاهتنا المجهولة الهوى والهوية سوف تدفع بكما إلى حافة الانهيار.. كلما سعيتما لبلوغ خط النهاية ستجدان نفسيكما في وسط طريق لا يليق بطهارة روحيكما.
كل المحاولات ستمر دون جدوى سيتسرب منكما الحلم بتحقيق النصر كالماء من بين أيديكما.. ابقيا هناك بمكانكما فحذاري من النزول لأرض الميدان .
ميداننا الذي لم يشبع تخطيطًا للهدم مازال يخطط للمزيد.. حرب الحفاظ على الأخلاق أصبحت حربًا صعبة للغاية، فلا يمكننا أن نضمن لكما السلام .
ابقِ بجانبه، وابق بجانبها، ولا تتخليا عن أمانكما.. احفظا ربكما ليحفظكما.. إياكما والانبهار بالألوان، فكل لون حولنا يعود سرابًا كلما هممنا بمطاردته سبقنا فتحول إلى خيط دخان .