رأت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية، أن رحيل حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة الفوضوي من أفغانستان في أغسطس الماضي، والذي ترك مئات الآلاف من الأفغان، بما في ذلك قاضيات ومدافعات عن حقوق الإنسان، يعيشون في خطر حكم حركة ”طالبان“ المتشددة، ”بمثابة خيانة للشعب الأفغاني البريء“.
واعتبرت المجلة، أن هناك ”فرصة أخيرة“ ممكنة للقوى التي تدخلت في أفغانستان للوفاء بالتزاماتها الإنسانية تجاه الأزمة المتفاقمة هناك والتي تسببت فيها، داعية هذه الدول إلى تجنب اللامبالاة والعداء والانقسام والتركيز على اتخاذ مواقف منسقة والاستجابة لمأساة اللاجئين لتجنب ”كارثة محدقة“.
وأشارت إلى أن هذه الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة، قد تسببت في تفاقم وضع الشعب الأفغاني بسبب الاقتصاد المنهار، وخطر المجاعة، وعودة ظهور الجماعات الإرهابية في ظل إدارة ”طالبان“ الهشة، علاوة على تفاقم أزمة اللاجئين الذين باتوا محاصرين لأن دول ”الناتو“ لا تعرض حتى استقبالهم.
وتحت عنوان ”مثل مأساة سكان القوارب الفيتناميين، يمكن للعالم أن يفعل الشيء نفسه لأفغانستان“، قالت المجلة الأمريكية في تحليل لها ”لا يزال هناك حسن نية عام كبير تجاه الأفغان في الغرب، حيث مر أكثر من مليوني أجنبي عبر البلاد خلال 20 عامًا من تدخل الولايات المتحدة وطوروا علاقات شخصية مكثفة.. وأصبح الغربيون الآن أكثر دراية بأفغانستان وتحدياتها من معرفة الكثير من الدول المماثلة“.
وأضافت ”أدى انتخاب الرئيس جو بايدن، إلى موقف أمريكي أكثر اعتدالًا بشأن اللاجئين وطالبي اللجوء، بما في ذلك رفع السقف السنوي لإعادة توطين اللاجئين من 17 ألف شخص إلى 125 ألف شخص.. والتزم التحالف الألماني الجديد بإعادة توطين 25 ألف أفغاني.. وأعلنت المملكة المتحدة وكندا وأستراليا أنها مستعدة أيضًا لاستقبال المزيد من الأفغان بالإضافة إلى أولئك الذين تم إجلاؤهم بالفعل من وطنهم“.
وتابعت ”فورين بوليسي“: ”لذلك، فإن إصلاح التحالف الدولي لإعادة التوطين حول الأزمة الأفغانية يمثل فرصة نادرة لتحقيق نتائج سريعة وملموسة وأخلاقية. وبالنسبة للعديد من دول الاتحاد الأوروبي، فهي فرصة لإثبات القيم الأوروبية بعد أزمة اللاجئين عام 2015.
وبالنسبة لكندا والنرويج والسويد، سيكون ذلك تتويجًا لالتزامهم التاريخي الاستثنائي تجاه هذه القضية. وبالنسبة لألمانيا، فهي فرصة لإحداث تأثير كبير في السياسة الخارجية خلال فترة رئاستها لمجموعة الدول السبع.. ويمكن لأستراليا وبريطانيا إثبات فوائد سياساتهما المفضلة لإعادة التوطين المنظم“.
ورأت المجلة الأمريكية، أنه يجب إعطاء الأولوية لثلاث فئات من الأفغان، ”الفئة الأولي هي الأفغان الذين تمكنوا من المغادرة في أثناء الإجلاء ولكن تقطعت بهم السبل حاليًّا في دول البلقان وأفريقيا والشرق الأوسط التي لا تملك الإرادة ولا القدرة على الاحتفاظ بهم لفترة أطول.
والثانية هي الأفغان الذي لا يزالون محاصرين في أفغانستان والمؤهلين بالفعل لإعادة التوطين بموجب البرامج الدولية الحالية، أما الفئة الأخيرة فقد تضم الأفغان غير المؤهلين للبرامج الحالية ولكنهم يواجهون تهديدات شديدة بالاضطهاد. وتضم هذه المجموعة نشطاء في مجال حقوق المرأة وصحفيين وفنانين ومدافعين عن حقوق الإنسان ونشطاء ومحامين ومعارضين سياسيين لطالبان.“