يوافق اليوم الذكرى السادسة على رحيل الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، أحد أشهر الصحفيين في مصر والعالم العربي، وأحد الأعلام البارزة في بلاط صاحبة الجلالة، والذي عاصر كل رؤساء مصر وسجل بقلمه شهادته عن تاريخ البلاد منذ عهد الملكية وحتى انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي.

تولى هيكل العديد من المناصب في الصحافة المصرية، حيث شغل منصب رئيس تحرير جريدة الأهرام لمدة 17 سنة، كما شغل منصب وزير الإعلام، ثم أضيفت إليه وزارة الخارجية، كما أصدر عددا كبيرا من المؤلفات باللغتين العربية والإنجليزية.

محطات في حياة هيكل

ولد محمد حسنين هيكل في 23 سبتمبر 1923 قرية باسوس إحدى قرى محافظة القليوبية، وتخرج في الجامعة الأمريكية، وفي عام 1942 بدأ مسيرته في الصحافة، وانتقل بين روز اليوسف والأخبار وآخر ساعة، ثم انتقل إلى الأهرام والتي تولى رئاسة تحريرها خلال الفترة من 1957-1974، وخلال رئاسته تحريرها، عُرفت الأهرام بأنها «نيويورك تايمز للعالم العربي»، كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام (1959-1974).

وفي 1974، أصدر الرئيس الراحل أنور السادات، قراراً نشر في كل الصحف صباح  السبت 2 فبراير بانتقال هيكل من صحيفة الأهرام إلى قصر عابدين مستشارا لرئيس الجمهورية، واعتذر هيكل، واعتزل الكتابة المنتظمة.

وفي 23 سبتمبر من عام 2003، اعتزل هيكل العمل الصحفي، بعد أن أتم عامه الثمانين.

مناصب تولاها هيكل

كان محمد حسنين هيكل صديقًا قديمًا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ففي عام 1953 صدر للرئيس جمال عبد الناصر كتاب «فلسفة الثورة» قام هيكل بتحريره، وفي عام 1970  عُين هيكل وزيراً للإعلام، ثم أضيفت إليه وزارة الخارجية لأسبوعين في غياب وزيرها الأصلي محمود رياض.

كان هيكل عضوًا في اللجنة المركزية للاتحاد الاجتماعي العربي (1968-1974)، وأمضى بضعة أشهر في عام 1970 كوزير للإرشاد الوطني، وخلال فترة رئاسته لمجلس إدارة الأهرام أنشأ المراكز المتخصصة: مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ومركز الدراسات الصحفية ومركز توثيق تاريخ مصر المعاصر.

مؤلفات محمد حسنين هيكل

في عام 1951 صدر لهيكل أول كتاب «إيران فوق بركان»، بعد رحلة إلى هناك استغرقت شهراً كاملاً، ثم في 1971 صدر له أول كتاب باللغة الإنجليزية The Cairo Documents، والذي تُرجم إلى 21 لغة، وفي 1972 صدر كتاب عبد الناصر والعالم وهو ترجمة لهذا الكتاب.

كما ألف هيكل عدة كتب منها ناصر: وثائق القاهرة (1972)، الطريق إلى رمضان (1975) ، أبو الهول والمفوض (1978) ، خريف الغض: اغتيال السادات (1983)، القنوات السرية: الداخل. قصة مفاوضات السلام العربية الإسرائيلية (1996)، ومبارك وعصره من المنصة إلى الميدان (2012)، كما أصدر كتاب عند مفترق الطرق، حرب أكتوبر ماذا حصل فيها وماذا حصل بعدها.

وقدم هيكل العديد من الأحاديث التلفزيونية عبر حياته كان آخرها مصر أين ومصر إلى أين، مع الإعلامية لميس الحديدي للتوثيق وتحليل المشهد المصري آنذاك، حتى توفي في 17 فبراير 2016 عن عمر ناهز 93 عاما بعد صراع قصير مع المرض، عن عمر يناهز 92 عاما.

أنشأت مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية، جائزة سنوية للصحفيين، وبدأت في 2018 تقديم جائزتين تحملان اسم هيكل للعمل الصحفي بجميع مجالاته، كل جائزة عبارة عن ميدالية تذكارية ومبلغ مائتين وخمسون ألف جنيه مصري تمنح الجائزتان سنويا في احتفال بسيط يوم الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام، في ذكرى ميلاد محمد حسنين هيكل.

الجوائز مبنية على رؤية الأستاذ «هيكل» من أن الخبر الصحفي هو نقطة تفاعل وانطلاق، وأن التحليل المتعمق منصة تطل منها المجتمعات على ما هو قادم بوعي وفهم.