تنطلق فعاليات الدورة السادسة من القمة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، اليوم، فى العاصمة البلجيكية بروكسل، وتستمر على مدار يومي 17 و18 فبراير بمقر الاتحاد الأوروبي بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحت "عنوان أفريقيا وأوروبا: قارتان برؤية مشتركة حتى 2030".
وكانت قد انطلقت القمة الأولى في عام 2000 في القاهرة، وعقدت خلال الـ22 عاما الماضية 5 قمم مشتركة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وتعقد هذه القمم تقليديًا كل ثلاث سنوات، بالتناوب بين إفريقيا وأوروبا، حيث توفر هذه القمم التوجيه السياسي لمزيد من العمل ومواجهة تحديات العصر وتحديد الأولويات السياسية.
القمة الأولى القاهرة 2000
كانت القاهرة هي المحطة الأولى التي انطلقت منها القمة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، حيث ركزت أجندة القمة على تطوير العلاقات السياسية، وتعزيز وتشجيع القضايا ذات الاهتمام المشترك، وإعطاء دفعة للشراكات التى يكون محورها الشعوب، وقد أسفرت القمة عن إنشاء صندوق باسم انتفاضة القدس برأس مال 200 مليون دولار لدعم أسر الشهداء.
وكذلك إنشاء صندوق باسم صندوق الأقصى برأس مال 800 مليون دولار لدعم الاقتصاد الفلسطيني، وأيضا السماح باستيراد السلع الفلسطينية بدون قيود كمية أو نوعية، كما شهدت تأسيس آليات المشاركة بين الجانبين من خلال "خطة عمل القاهرة".
القمة الثانية لشبونة 2007
انعقدت أعمال القمة الثانية بين الاتحادين الأفريقي والأوروبي في العاصمة البرتغالية لشبونة فى ديسمبر 2007، وخلالها تم توقيع وثيقة "الشراكة الاستراتيجية"، حيث تركز تلك الشراكة على عدد من الأولويات تضمنت "السلام والأمن" و"الحكم الديمقراطى وحقوق الإنسان" و"التجارة والاندماج الإقليمي" و"أهداف الألفية للتنمية" و"الطاقة" و"التغيرات المناخية" و"الهجرة وحركية الوظائف" و"العلوم والمجتمع والإعلام والفضاء".
القمة الثالثة طرابلس 2010
واستضافت العاصمة الليبية طرابلس، فعاليات القمة الثالثة فى نوفمبر 2010، وصدر عنها إعلان طرابلس، والذي يعد هو خطة العمل الثانية للاستراتيجية المشتركة لأفريقيا والاتحاد الأوروبي، حيث تم التوصية بتشجيع نمو الاستثمار، وخلق فرص عمل للأجيال الشابة التى تدخل سوق العمل، وخاصة فى أفريقيا".
ووفقا لهذه القمة، كان من المحدد أن يعمل الاتحاد الأوروبى من جانب واحد على " تقليل إجمالى الانبعاثات إلى ما لا يقل عن 20 % من مستويات الانبعاثات عام 1990 بحلول عام 2020، ويقدم عرضاً مشروطاً "لزيادة نسبة تخفيض انبعاثات الغازات الحابسة للحرارة من 20 إلى 30 %، بحلول عام 2020، مقارنة بعام 1990".
القمة الرابعة بروكسل 2014
وانعقدت القمة الرابعة في العاصمة البلجيكية بروكسل فى أبريل 2014، بحضور نحو 80 من قادة الدول ورؤساء الحكومات الأوروبية والأفريقية، وتم خلالها وضع خريطة طريق للفترة من 2014 إلى2017 والتى تتضمن أهدافا فى خمسة مجالات ذات أولوية للتعاون، وعملت القمة على إعادة الاستقرار والترويج للمصالحة الوطنية من خلال المساهمة فى إحياء مصطلح الدولة فى الدول الأفريقية، وبذل الجهود الإضافية فى مجال المساعدة الإنسانية والتنمية".
القمة الخامسة أبيدجان 2017
وكانت القمة الخامسة في أبيدجان عاصمة كوت ديفوار فى نوفمبر 2017، تحت شعار "الاستثمار في الشباب من أجل مستقبل مستدام" بمشاركة قرابة خمسة آلاف مشارك، من بينهم 83 من رؤساء الدول والحكومات، يمثلون 28 دولة أوروبية و55 دولة إفريقية، فضلاً عن ممثلين لمنظمات دولية وإقليمية عديدة
وخلال تلك القمة، تم الاتفاق على تحويل الاسم إلى قمة الاتحاد الأوروبي- الاتحاد الإفريقي" واحتلت قضايا الإرهاب والهجرة وتهريب البشر مساحة كبيرة في جدول الأعمال، وقد تمخضت القمة عن مجموعة من النتائج تتعلق بتعزيز التعاون في أربعة مجالات تشمل: الهجرة، والأمن، وتعليم الشباب، والتنمية المستدامة.
قمة بروكسل 2022
وتنعقد يومي 17 و 18 فبراير 2022، فعاليات القمة السادسة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في بروكسل، حيث ستقدم القمة فرصة فريدة لإرساء الأسس لتجديد وأعمق شراكة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي مع أعلى مشاركة سياسية وقائمة على الثقة والفهم الواضح للمصالح المشتركة.
من المتوقع أن يناقش القادة كيف يمكن للقارتين بناء رخاء أكبر، والهدف هو إطلاق حزمة استثمار أفريقية أوروبية طموحة، مع مراعاة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والأزمة الصحية الحالية، حسبما أعلن الاتحاد الأوروبي، موضحا أنه ينبغي أن يتحدثوا عن أدوات وحلول لتعزيز الاستقرار والأمن من خلال هيكل متجدد للسلام والأمن.
كما سيتم تنظيم سلسلة من الموائد المستديرة، سيتم مناقشة المواضيع التالية (تمويل النمو -النظم الصحية وإنتاج اللقاحات - الزراعة والتنمية المستدامة -التعليم والثقافة والتدريب المهني والهجرة والتنقل -دعم القطاع الخاص والتكامل الاقتصادي - السلام والأمن والحكم - تغير المناخ وتحول الطاقة الرقمية والنقل).
وسيشارك رؤساء دول أو حكومات الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في اجتماعات المائدة المستديرة، جنبًا إلى جنب مع مجموعة مختارة من الضيوف الخارجيين الخبراء في مجالات تخصصهم، ومن المتوقع أن يتبنى المشاركون إعلاناً مشتركاً حول رؤية مشتركة لعام 2030.