أكد الدكتور أشرف سنجر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لبلجيكا مهمة لأن بروكسل هي مقر الاتحاد الأوروبي وللمشاركة في القمة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، موضحا أن الزيارة اكتسبت بعدا ثنائيا من خلال لقاءات عقدها الرئيس مع ملك بلجيكا ورئيس الوزراء.

وأوضح سنجر في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن التبادل التجاري بين مصر وبلجيكا يزداد فالعام الماضي 2021 شهد اتفاقات حول توسيع دائرة التبادل التجاري بين البلدين ووصل إلى 1.5 مليار يورو وهناك رغبة في زيادة هذا المعدل، مضيفا أن العلاقات بين البلدين لم تشهد أي حالات من التوتر أو الشد والجذب بل يحكمها الاحترام المتبادل وأهمية الدور المصري للاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودفع جهود السلام، والقضايا المحورية في الشرق الأوسط توليها بلجيكا اهتماما كبيرا.

وأكد أن الأوروبيين تنبهوا لصراع القوى الكبرى على أفريقيا فقرروا تخصيص 150 مليار دولار للاستثمار في القارة السمراء، وهذا كان من النداءات التي نادى بها الرئيس السيسي خلال توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي، موضحا أن الرئيس السيسي في علاقته مع زعماء الدول الكبرى استطاع نقل الكثير من القضايا التي تهم مصر وأفريقيا.

وأشار إلى أن القضايا الأفريقية مشتركة بين كل الدول فجميعها تحتاج إلى نقل التكنولوجيا وتعزيز الاستثمارات المباشرة وتوفير فرص العمل وتخفيف الضغط على النظم السياسية وتوفير التعليم الجيد والصحة الجيدة والسعي إلى حل المشكلات ووقف الصراعات ومبادرة إسكات البنادق، موضحا أن هذه القضايا طرحت في أجندة فعاليات القمة الأوروبية الأفريقية.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن أفريقيا ليست مجرد مصدرا لاستيراد المواد الخام بل يجب أن تحصل على الكثير من المكاسب والعوائد التي تسمح للشعوب أن يتطوروا وأن يكون لهم كيان، موضحا أن القارة الأفريقية ظلمت وتعرضت للكثير من الظلم والإهمال، ودول أوروبا كانت محتلة للدول الأفريقية وهي أقرب وأكثر فهما للقارة وتعرف الحلول.

وشدد على أن مصر في ظل فهم الرئيس السيسي للقضايا والتحديات جعلها ضمن أكثر 25 دولة على مستوى العالم في التبادل التجاري مع الاتحاد الأوروبي بمقدار نحو 25 مليار يورو، مؤكدا أن مصر تعتبر شريكا تجاريا مهما للأوروبيين، و25% من الواردات المصرية مصدرها الاتحاد الأوروبي.

وقال إن الرئيس السيسي يعلم أن هناك قضايا مهمة يجب التركيز عليها للنهوض بالقارة منها نقل التكنولوجيا والاستثمارات وتقليل البطالة وجعل أفريقيا شريك تجاري مهم لأوروبا والصناعات المشتركة، وغيرها من القضايا التي تهم القارة السمراء، مشيرا إلى أن مباحثات الرئيس في بروكسل تناولت أيضا القضايا التي تهم مصر من بينها سد النهضة.

وأشار إلى أن دول أوروبا يتفهمون الموقف المصري لأنهم مروا بمثل هذه التحديات من قبل ما يجعلهم يفهمون هذه القضايا، كما أن الكثير من الدولة الأفريقية تتفهم وجهة النظر المصرية، موضحا أن القضية الليبية وعلاقتها بأمن المتوسط أيضا مطروحة على أجندة الرئيس السيسي وهناك تدريبات بحرية اليوم بين مصر وإسبانيا.

ولفت إلى أن مصر بوابة لأفريقيا ولجنوب أوروبا ولديها دور مهم في وقف الهجرة غير المشروعة، وهي من القضايا التي تناولتها هذه القمة لأنها تهم الجانبين.