السبت 25 مايو 2024

خبراء : دول الاتحاد الأوروبي ستكون أكثر تضررا إذا ما اضطربت إمدادات الطاقة

الاتحاد الأوروبي

عرب وعالم17-2-2022 | 16:57

دار الهلال

يترقب العالم حالة عدم استقرار أسعار الطاقة التي يخشى الجميع من ارتفاعها، إثر حالة الهلع التي تروج لها الولايات المتحدة ودفعها نحو زيادة التوتر على الحدود الروسية- الأوكرانية.

وبحسب خبراء فإن التأثير الأكبر حال ارتفاع الأسعار أو تعطل خطوط الإمداد الروسية، سيقع على دول الاتحاد الأوروبي التي لن تستطيع تحمل وقف الإمدادات الروسية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حفل افتتاح الدورة الرابعة والعشرين للألعاب الأولمبية الشتوية في بكين. 

وأشار الخبراء إلى أن المعروض في الأسواق في الوقت الراهن أقل من المطلوب، وأنه أحد العوامل التي أدت إلى نسب الارتفاع مؤخرا في أسعار النفط، في ظل توقعات وعادت أسعار النفط، أمس /الأربعاء/، بحلول الساعة 09:30 بتوقيت موسكو، للارتفاع، حيث سجلت العقود الآجلة للخام الأمريكي "غرب تكساس الوسيط" ارتفاعا بنسبة 0.31 فى المائة إلى 92.36 دولار للبرميل، فيما صعدت العقود الآجلة لخام "برنت" بنسبة 0.17 فى المائة إلى 93.44 دولار للبرميل، وفقا لبيانات موقع "بلومبرج".

من ناحيته قال ربيع ياجي خبير الطاقة اللبناني، إن النقطة الأهم التي تحدد أسعار النفط في الوقت الراهن أو مستقبلا تتعلق بالتوازن بين العرض والطلب وكذلك الاستقرار السياسي.

وأضاف أن الاستهلاك الحالي أكبر من العرض، في حين أن التوتر القائم بين روسيا من جانب والاتحاد الأوروبي وأمريكا، واستمرار الحرب الباردة هي عوامل تؤثر بشكل ملحوظ على أسعار النفط وتدفع لارتفاعها خلال الفترة المقبلة.

وأشار ياجى إلى أن انخفاض نسب التوتر يساعد تهدئة أسعار النفط، إضافة إلى أن التوازن بين العرض والطلب يؤدي إلى استقرار الأسعار على المدى المنظور.

أزمة مفتعلة

من ناحيته قال خبير الطاقة الجزائري، بوزيان مهماة، إن تراجع حدة التوتر ينعكس بدرجة كبيرة على استقرار أسعار الطاقة.

وأضاف أن الأزمة الأوكرانية مفتعلة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية التي سعت لاستخدام الدول الأوروبية لإلحاق الأذى بروسيا اقتصاديا وسياسيا، من خلال مطالبتها بإبقاء ضخ إمدادات الغاز إليها عبر أوكرانيا، وتعطيل استثماراتها في خط "السيل الشمالي-2".

وأوضح "مهماة" أن حالة الهلع من تعطل الإمدادات هي أكبر بكثير من التأثيرات المحتملة، وهو ما يدخل ضمن المنظور الأمريكي لإضعاف الحكومات الأوروبية أمام المواطن الأوروبي الذي هو يعاني أصلا من ارتفاع فاتورة الطاقة بسبب فشل السياسة الطاقوية للاتحاد، للدفع بالإتحاد الأوروبي للاحتماء بالأمريكي.

الإمدادات الروسية
وأشار خبير الطاقة إلى أن متوسط إنتاج روسيا من النفط في مستوى 10.4 مليون برميل يوميا، خلال عام 2022، وأنه في ظل أي توترات يتعلق الأمر بإمكانية تعطل 10 فى المائة فقط من الإمدادات العالمية، إلا أن الجزء الأكبر من إنتاج النفط الروسي واقع في منطقتي سيبيريا والفولغا في جنوب شرق روسيا، بعيدًا عن أوكرانيا، حيث لا يوجد تقريبا إنتاج قريب منها.

وبحسب البيانات السابقة يستبعد خبير الطاقة وجود أي تأثير كبير على إنتاج النفط الروسي.

وبشأن خطوط الإمدادات الدولية للنفط الروسي، أوضح أن الخام يمر عبر أوكرانيا والبحر الأسود المتاخم لها، ويمكن أن تتعطل هذه الإمدادات نظريًا، حيث تصدر روسيا حاليًا حوالي خمسة ملايين برميل يوميًا من النفط الخام، حوالي (2 مليون برميل يوميا) من نفطها يتدفق عبر البحر الأسود، بشكل أساسي من خلال موانئها الخاصة في نوفوروسيسك، بينما يتم شحن 1,4 مليون برميل في اليوم عبر خط أنابيب دروجبا (خط أنابيب الصداقة) إلى المصافي في شرق ووسط أوروبا.
مخاطر خطوط الإمداد

واستطرد بقوله: "إذا كان اضطراب الإمدادات عبر البحر الأسود هو أمر غير محتمل، فإن تدفقات خام النفط عبر خطوط الأنابيب هي المعرضة للخطر الأكبر، بسبب العلاقة المتأزمة مع أوروبا، وليس بسبب الخط في حدّ ذاته، كون الجزء الأكبر من شحنات الخام إلى أوروبا تتدفق عبر الجزء الشمالي من خط أنابيب دروجبا، الذي يمر عبر بيلاروسيا، متجاوزًا أوكرانيا".

أمّا الجزء الجنوبي من خط الأنابيب هذا فهو يشحن فقط حجوم يمكن اعتبارها قليلة جدا نسبيًا، حيث يستبعد الخبير حدوث اضطراب في تدفقات النفط، وأن روسيا في كل الحالات يمكنها نقل النفط إلى الأسواق العالمية.

ويرى الخبير أن الولايات المتحدة الأمريكية رفقة الاتحاد الأوروبي يلوحان بعقوبات قاسية على صادرات النفط الروسية، إلا أن العقوبات ستكون ارتداداتها وخيمة على دول الاتحاد الأوروبي التي تعاني أصلا من أزمة ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والفحم الحراري، إضافة إلى ارتفاع أسعار النفط.

وشدد على أن حدوث أي تعطل لإمدادات الغاز الروسي نحو أوروبا فإنها ستغرق في الظلام، في ظل عدم وجود أية جهة أو تحالف، بإمكانه أن يعوض إمدادات الغاز الروسي، ولو نصف الإمدادات.

واستبعد الخبير تأثر أسعار النفط بدرجة كبيرة، إلا أنه من المحتمل أن يقفز نحو عشر دولارات، فوق مستوى الـ (100 دولار للبرميل)، لكنه لن يستقر فوق هذا المستوى وسيتراجع ما لم تتأثر حجوم الإمدادات فعليا بشكل ملموس.

وتوقع رئيس منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، برونو جان ريتشارد إيتوا، أن تتجاوز أسعار برميل النفط حاجز الـ 100 دولار للبرميل قريبا.

وأكد إيتوا، في مقابلة مع قناة /العربية/، اليوم /الخميس/، أن المنتجين سيبحثون قدرتهم على زيادة الإنتاج في الاجتماع المقبل لـ"أوبك".

وأوضح رئيس المنظمة، أن "أوبك" و"أوبك+" والمنتجين من خارجهما يعملون معاً للحفاظ على استقرار الأسواق والأسعار.

الاكثر قراءة