تراجعت جمهورية دونتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد، عن رفضها اقتراح حكومة كييف لعقد جلسة طارئة لمجموعة الاتصال الخاصة بتسوية النزاع في منطقة دونباس.
وأعلن المتحدث باسم وفد دونيتسك، فلاديسلاف موسكوفسكي، أن جمهورية دونيتسك الشعبية، مستعدة لاجتماع مجموعة الاتصال حول دونباس، إذا كانت هناك مقترحات ملموسة واستعداد الجهات الرسمية في كييف للحوار.
وقال موسكوفسكي: "نحن مستعدون للقاء الممثلين الأوكرانيين في اجتماع استثنائي، ولكن فقط إذا كانت هناك مقترحات واضحة ومحددة مع إمكانية تنفيذها عمليا واستعداد كييف الرسمية لإجراء حوار موضوعي، والذي بموجبه تم إخطار الوفد الأوكراني بذلك"، مشيرا إلى أنه بعد طلب مقترحات محددة من الجانب الأوكراني لحل الوضع، ألغى الأوكرانيون الاجتماع على الفور.
وأوضح مصدر في موسكو لوكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء، أن "روسيا مستعدة للمشاركة في اجتماع عاجل لمجموعة الاتصال أثر التصعيد في شرق أوكرانيا، إذا وافقت كل من دونباس وكييف على عقده"، مضيفا: "إذا وافقت كييف ودونباس على عقد الاجتماع، فإن ممثلي روسيا سيشاركون بالطبع كوسطاء".
وكانت جمهوريتا دونيتسك ولوجانسك الشعبيتان المعلنتان ذاتيا في جنوب شرق أوكرانيا، رفضتا اقتراحا قدمته حكومة كييف لعقد جلسة طارئة لمجموعة الاتصال الخاصة بتسوية النزاع في منطقة دونباس.
وأعرب وزيرا خارجية جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك، فلاديسلاف دينيجو وناتاليا نيكونوروفا، في وقت سابق اليوم، عن قناعتهما بأن اقتراح الحكومة الأوكرانية يمثل جزءا من حملة إعلامية ولا تقف وراءه أية نية حسنة.
وقالت نيكونوروفا: "تنشر وسائل الإعلام الأوكرانية والمؤيدة لنظام كييف باستمرار تقارير مدوية عن عدواننا المزعوم وعواقبه بغية تأجيج الهستيريا الإعلامية، وبعد ذلك تتقدم حكومة كييف بمبادرة عقد اجتماع طارئ لمجموعة الاتصال ومجموعة العمل الخاصة بالمسائل الأمنية داخلها، دون أن تعزز هذا الطلب تقليديا بأي إجراءات عملية رامية إلى وقف إطلاق النار".
وأضافت نيكونوروفا، أن جمهورية لوجانسك لا ترى أي جدوى في دعم الحملة الدعائية العسكرية الأوكرانية التي يؤججها الغرب، موضحة: "إذا كنتم ترغبون في الهدوء والسلام فتوقفوا عن إطلاق النار".
بدوره، أبدى دينيجو أيضا قناعته بأن وراء الطلب الأوكراني مقاصد إعلامية، مشددا على أن هذا الاقتراح يأتي في وقت تستمر فيه كييف بخلق ظروف استفزازية عند خطوط التماس، وقال إن جمهورية دونيتسك مستعدة للمشاركة في أي جهد بناء في سبيل تسوية النزاع، لكن الاقتراح الأوكراني الأخير بلا جدوى عمليا.
وجاءت هذه التصريحات على خلفية تصعيد التوتر في دونباس، وسط تبادل حكومة كييف وجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك اتهامات بمخالفة اتفاقات مينسك وانتهاك نظام وقف إطلاق النار.
ويأتي ذلك بالتزامن مع استمرار كبار المسئولين الغربيين في الحديث عن تخطيط روسيا لغزو أوكرانيا، على الرغم من نفي موسكو ذلك مرارا وإعلانها عن بدء انسحاب قواتها من الحدود بعد انتهاء التدريبات العسكرية.