أعلنت نائبة الرئيس الأمريكي كاميلا هاريس أن الولايات المتحدة وحلفائها سيفرضون "تكاليف باهظة وغير مسبوقة" على روسيا إذا قامت بغزو أخر لأوكرانيا.
وقالت هاريس - في مستهل كلمتها خلال مؤتمر ميونخ للأمن - إن هذا الاجتماع لم ينعقد منذ الحرب الباردة في مثل هذه الظروف الصعبة، مضيفة "اليوم كما ندرك جميعا أسس الأمن الأوروبي تتعرض لتهديد مباشر في أوكرانيا."
وأضافت نائبة الرئيس الأمريكي أنه ظهر إجماع في أعقاب الحرب العالمية الأولى والثانية في أوروبا والولايات المتحدة، إجماع لصالح النظام وليس الفوضى، والأمن وليس الصراع.
وتابعت قائلة "ولذا بتشكيل العلاقات والروابط، وتشكيل منظمات ومؤسسات، وقوانين ومعاهدات، أسسنا معا مجموعة من القواعد والمعايير التي كانت تحكم منذ ذلك الحين. وحظيت أوروبا بسلام وأمن وازدهار غير مسبوق من خلال الالتزام بمجموعة من المبادئ المحددة. والتزمت الولايات المتحدة كذلك بهذه المبادئ."
وأردفت هاريس أنه للأشخاص الحق في اختيار شكل الحكومة الخاصة بهم، والدول لديها الحق في اختيار تحالفاتها، وأن هناك حقوق يجب أن تحميها الحكومات ويجب صون سيادة القانون، واحترام سيادة ووحدة الأراضي لجميع الدول، والحدود الدولية لا يجب أن يتم تغيرها بالقوة.
وأكدت هاريس على أن الناتو هو أعظم تحالف عسكري شهده العالم على الإطلاق، مشيرة إلى أنه كحلف دفاعي دحر اعتداءات ضد أراضي الناتو على مدار 75 عاما الماضية؛ مؤكدة أن التزام الولايات المتحدة تجاه المادة الخامسة من معاهدة الناتو "حديدي".
وحذرت هاريس من أن روسيا تواصل مخططها المعروف بالنسبة للجميع، مضيفة أن روسيا تخلق ذريعة غير صحيحة من أجل الغزو، وستقوم بحشد الجنود والعتاد، ونحن الآن نتسلم تقارير عن حدوث ما يبدو أنه استفزازات.. ونرى روسيا تنشر معلومات مغلوطة وأكاذيب ودعاية."
وأشارت هاريس إلى أن الولايات المتحدة وحلفاء الناتو وشركاء بلادها منفتحين على الدبلوماسية الجادة ولا يزالون كذلك، مضيفة أنه تم وضع اقتراحات ملموسة على الطاولة، وأنه تم الانخراط مع روسيا في مفاوضات بنية طيبة.
وحذرت من أن روسيا تواصل الادعاء بأنها جاهزة للمحادثات ولكن في نفس الوقت تضيق الطرق نحو الدبلوماسية، وأردفت قائلة "أفعالهم ببساطة لا تتطابق مع كلماتهم."
وشددت هاريس على أنه إذا قامت روسيا بغزو آخر لأوكرانيا، فإن الولايات المتحدة والشركاء سيفرضون "تكاليف باهظة وغير مسبوقة" على روسيا.
وأوضحت أن الولايات المتحدة عملت مع الكثير من الدول المجتمعة في هذا الغرفة لضمان "إننا مستعدون للمضي قدما بالعواقب"، ومضت تقول لقد أعددنا معا تدابير اقتصادية ستكون سريعة وشديدة وموحدة، سنفرض عقوبات مالية بعيدة المدى وقيود على الصادرات وسنستهدف المؤسسات المالية الروسية والصناعات الرئيسية، وسنستهدف المتواطئين ومن ساعد ودعم هذا الغزو الذي لم يسبقه استفزاز."
وشددت على أن فرض الإجراءات الكاسحة والمنسقة سيكبد خسارة كبيرة على من يجب أن يتم محاسبتهم، مردفة أنه "ولن نتوقف عند الإجراءات الاقتصادية فحسب بل سندعم حلفائنا في الناتو على الجناح الشرقي."
وأكدت هاريس أنه تم اتخاذ خطوات بالفعل لتقوية الردع والدفاع المشترك، وتم نشر 6000 جندي أمريكي إضافي في رومانيا وبولندا وألمانيا، وتم وضع 8500 جندي في الولايات المتحدة على أهبة الاستعداد.
وقالت هاريس إنه كما أوضح الرئيس الأمريكي "فإن القوات الأمريكية لن يتم نشرها للقتال داخل أوكرانيا، ولكنها ستدافع عن كل شبر من أراضي الناتو."
وقالت هاريس إنه منذ أن أطلقت روسيا حربها بالوكالة ضد أوكرانيا، منذ 8 أعوام مضت، عانى الشعب الأوكراني بشدة، قتل نحو 14 ألف شخص، ونزح أكثر من مليون شخص، وحوالي 3 ملايين شخص في حاجة ماسة للمساعدة.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة وفرت دعما كبيرا لأوكرانيا ومساعدة أمنية ومساعدة إنسانية ومساعدة اقتصادية، مؤكدة على مواصلة بلادها دعم الشعب الأوكراني.
وأعربت هاريس عن إيمانها بضرورة ألا ننسى كقادة التكلفة لهذه النوع من العدوان على الأرواح البشرية وحياة البشر.
وشددت على أن الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها حققوا سويا وحدة مميزة، مشيرة إلى أن هذا واضح في اعترافنا المشترك بالتهديدات وردنا الموحد وعزمنا على إعلاء القواعد والمعايير الدولية.