الجمعة 10 مايو 2024

«الصحة النفسية فى مصر».. دراسة جديدة للنائب خالد بدوي

بدوي

برلمان20-2-2022 | 22:22

حسن محمود

أعد النائب الدكتور خالد بدوي، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وعضو هيئة التدريس بجامعة الزقازيق، دراسة بعنوان «تقرير عن الصحة النفسية في مصر».

واشتملت الدراسة على 6 عناوين رئيسية تدور حولها الدراسة، وجاءت ترتيبًا، المقدمة،عن المبادرة، المرتكزات التي تقوم عليها المبادرة، أوضاع الحالة النفسية في مصر، محاور عمل المبادرة، خطة عمل المبادرة.

ويقول الدكتور خالد بدوي في مقدمة دراسته، إن من أهم أهداف الصحة النفسية بناء الشخصية المتكاملة وإعداد الإنسان نفسياً وعقلياً في أي قطاع من قطاعات المجتمع، وأياً كان دوره الاجتماعي بحيث يُقبل على تحمل المسئولية الاجتماعية ويعطى للمجتمع بقدر ما يأخذ أو أكثر مستغلاً طاقاته وإمكاناته إلى أقصى حد ممكن

ويضيف: لكي يتحقق هذا يجب تحقق مطالب النمو الاجتماعي للفرد مثل النمو الاجتماعي المتوافق إلى أقصى حد ممكن، وإشباع الحاجات النفسية والاجتماعية وتقبل الواقع وتكوين اتجاهات وقيم اجتماعية سليمة والمشاركة الاجتماعية الخلاقة المسئولة وتوسيع دائرة الاهتمامات وتنمية المهارات الاجتماعية التي تحقق التوافق الاجتماعي السوى وتحقيق النمو الديني والأخلاقي القويم.

ويوضح: الصحة النفسية تهتم بدراسة وعلاج المشكلات الاجتماعية الوثيقة الصلة بتكوين ونمو شخصية الإنسان والعوامل المحددة لها مثل مشكلات الضعف العقلي والتأخر الدراسي والنجاح والانحرافات الجنسية، وكذلك أيضاً المشاكل الأسرية ومشاكل تربية الأبناء، وهذا من أهم ما يمكن بالنسبة للمجتمع، بالتالي فإن الصحة النفسية تساعد فى ضبط سلوك الإنسان وتوجيهه وتقويمه بهدف تحقيق أفضل مستوى ممكن من التوافق النفسي كإنسان صالح في المجتمع.

ويؤكد بدوي أن الصحة النفسية للمجتمع نفسه في غاية الأهمية، حيث أن المجتمع الذي يعاني من التمزق وعدم التكامل والترابط بين أفراده، والمجتمع الذي تسود فيه العديد من المشكلات النفسية والمجتمعية مجتمع مهدد بالصراعات والتفكك بين أفراده.

وفيما يتعلق بمحور "عند المبادرة"، يوضح بدوي في تأصيل لفكرة المبادرة، قائلاً :أتت فكرة المبادرة كضرورة ملحة لمعالجة العديد من الإشكاليات المجتمعية التي ظهرت مؤخراً وأصبحت تلتهم أعمدة المجتمع رويداً رويداً، فقد انتشرت مؤخراً العديد من الظواهر المجتمعية السلبية مثل جرائم العنف الأسري والتنمر والتحرش وهتك العرض .. إلخ، وبالرجوع إلى هذه الجرائم وتحقيقات النيابة العامة مع مرتكبيها نجد أن المرض النفسي هو العامل المشترك بينهم جميعاً، الأمر الذي ظهر معه جلياً ضرورة  التدخل والتكاتف والخروج بمبادرات مجتمعية للصحة النفسية في مصر، فالاهتمام بالصحة النفسية للمصريين هو حجر الزاوية للقضاء على العديد من الظواهر المجتمعية السلبية التي تتفاقم بشكل ملحوظ وجرائم العنف التي انتشرت في الآونة الأخيرة وراح ضحيتها المئات من المواطنين.

ويشير الكاتب في السياق ذاته، أن المواطن المصري هو حجر الزاوية لخطط التنمية المستدامة والتنمية الاقتصادية التي نسعى لها جميعاً، وهو حجر الزاوية لأي جهود تنموية في كافة القطاعات، فالإنسان المصري القديم اتسم بالبناء فبنى حضارات ومعالم ظلت راسخة حتى الآن رغم تعاقب العصور ومرور ألاف السنين، لذا حرص السيد رئيس الجمهورية منذ بداية توليه على الاهتمام بتنمية المواطن المصري وصحته فتم إطلاق العديد من المبادرات ولعل أبرزها المبادرة القومية للقضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية " 100 مليون صحة".

ويواصل :لأن الصحة النفسية للمواطن المصري لاتقل أهمية عن الصحة الجسدية، ونظراً لإنتشار العديد من الظواهر المجتمعية السلبية كان العامل المشترك بينهما هو العوامل النفسية وسوء الصحة النفسية، فقد جاءت فكرة المبادرة من خلال إطلاق برامج تقييم وتأهيل للأسرة والمدارس ومراكز الشباب والجامعات والمؤسسات والهيئات والمحافظات والوزارات، وبُمراجعة رُبع سنوية على الأفراد، وحصر ودراسة أسباب زيادة معدل الجريمة، خاصة المرتبطة بالمشكلات الأُسرية، ودراسة أسبابها وتوطين محاور العلاج من خلال إرشادات إعلانية، إلى جانب استصدار قانون يُعزز هذه الآليات


ووضع النائب خالد بدوي لدراسته رؤية، والتى حددها فى"رفع الوعي المجتمعي في مصر بأهمية الصحة النفسية." 

كذلك أنطوت رسالة دراسته على "تعزيز الصحة النفسية للمصريين وتقديم الدعم والتوجيه والإرشاد النفسي المناسب." 

وفى المحور الثاني لدراسته، تناول بدوي، المرتكزات التي تقوم عليها المبادرة، ذاكرًا فى دراسته "يحتاج المجتمع المصري إلى تخطيط دقيق خاص بالصحة النفسية، ويحتاج التخطيط للصحة النفسية للمواطنين إلى إجراءات هامة متمثلة فيما يلي:-

-تهيئة بيئة إجتماعية صديقة أمنة تسودها العلاقات الاجتماعية السليمة، خالية من كافة المشكلات المجتمعية ومظاهر العنف بين المواطنين."

- الاهتمام بدراسة الإنسان والمجتمع، ورعاية الطفولة صانعة المستقبل ورعاية الشباب عصب المجتمع ورعاية الكبار، وحماية الاسرة الخلية الأولى للمجتمع وتقديم الدعم النفسي اللازم لحل مشكلاتهم
إصدار التشريعات الخاصة بالفحص الطبى والنفسى قبل الزواج
-تقديم الدعم والتوجيه والإرشاد النفسي للأزواج، والتشريعات الخاصة بحماية الأسرة والأطفال والشباب وذوي الإحتياجات الخاصة وكبار السن من المؤثرات الفكرية والإجتماعية السلبية التي تؤثر على صحتهم النفسية."

كذلك أكد بدوي، على أهمية رفع مستوى الوعى النفسى بين من تتصل أعمالهم بالجمهور وخاصة فى الهيئات والمؤسسات العامة.

وكذلك الإهتمام بالتوجيه والارشاد النفسى في كافة المؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى الإهتمام بمفهوم الوقاية من الامراض النفسية.


وفى المحور الثالث، تناول بدوي، بشئ من التفصيل أوضاع الصحة النفسية في مصر، حيث أعلنت وزارة الصحة والسكان في عام ٢٠١٧، ممثلة في الأمانة العامة للصحة النفسية، نتائج المسح القومي للصحة النفسية، ومعدل انتشار الاضطرابات النفسية بمصر، بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وبتمويل من منظمة الصحة العالمية.

حيث كشف المسح القومى للصحة النفسية الخاص بقياس معدل انتشار الاضطرابات النفسية للمصريين، أن ٢٥% من المصريين يعانون من "مشاكل نفسية" و0.4% منهم فقط يتلقون العلاج و43.7% من المصابين يعانون من الاكتئاب، وأن كبار السن أكثر عرضه للانتكاسات النفسية، وأن نسبة مرضى اضطرابات تعاطى المخدرات بلغت 30.1٪.
 وكشف المسح أن انتشار الاضطرابات النفسية أكثر فى المناطق الريفية عن المناطق الحضرية، وارتفاع معدل انتشار الاضطرابات النفسية فى محافظة المنيا، وهى واحدة من أكبر محافظات صعيد مصر.
وتناول فى دراسته آراء المتخصصين حول حالات الإكتئاب والانتحار فى مصر مستعينًا بالأرقام والاحصائيات الرسمية ، على النحو التالي:

حالات الإكتئاب في مصر:-

يستشهد بدوي فى هذا الموضع بما قالته الدكتورة مني عبد المقصود رئيس أمانة الصحة النفسية خلال إعلان نتائج المسح القومى للصحة النفسية بالمركز القومى للتدريب بالعباسية في أبريل ٢٠١٨، أن نسبة الذين يعانون من القلق 1.6٪  و3.1% يعانون من الاكتئاب 0.19% يعانون اضطرابات الذهنية و2.17% يعانون من اضطرابات المخدرات

حالات الانتحار في مصر:-
يكشف بدوي أن حالات الانتحار في مصر من الأمور التي تكشف عن الصحة النفسية للمصريين، ولكن لا توجد أرقام واضحة ومحددة عن نسبة الانتحار في مصر، ولكن كشفت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية أن مصر جاءت في المركز 96 على مستوى العالم من حيث عدد الأفراد المقبلين على الانتحار، وكان ذلك في عام 198٧ ثم جاء عام 2007 ليشهد 3708 حالة انتحار متنوعة من الذكور والإناث.

وسجل المركز القومي للسموم التابع لجامعة القاهرة وقوع 2355 حالة انتحار بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و23 عاما عام ٢٠١٤، طبقا للإحصائيات الرسمية.

وفى المحور الرابع من الدراسة، والذي جمل عنوان "محاور عمل المبادرة"، ذكر د. خالد بدوي، أن المبادرة  تقوم على محورين رئيسين، أولهما هو تقديم كافة سبل الدعم والتوجيه والإرشاد النفسي للمواطنين، والثاني هو تقديم كافة الإجراءات الوقائية لحماية كافة فئات المجتمع وتعزيز صحتهم النفسية.

وتتمثل محاور عمل المبادرة حول مايلي:-
-تنظيم حملات إعلامية موسعة لنشر أهمية الصحة النفسية للمواطن المصري وتقدم التوجيه والإرشاد والدعم النفسي من خلال كافة الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي.

-تخصيص خط ساخن لتلقي الإستفسارات والحالات وتقديم الدعم النفسي لهم وتوجيههم إلى أقرب مستشفيات وعيادات الصحة النفسية إذا استدعت الحالة ذلك.

 - عمل تقرير مفصل بأماكن وعناوين وأرقام مستشفيات وعيادات الصحة النفسية في مصر لتوجيه الحالات إليها.

-تعزيز ثقافة أهمية الصحة النفسية لدى المواطنين.

-التوسع فى إنشاء مراكز الدعم النفسي ومراكز التوجيه والإرشاد الأسري بالتعاون مع وزارة الصحة وزارة التضامن الإجتماعي.

-دعم المراكز البحثية المتخصصة والتوسع في البحوث الميدانية حول الإضطربات النفسية الإجتماعية.

ووضع النائب خالد بدوي فى نهاية دراسته، خطة عمل للمبادرة، والتى تنقسم لمرحلتين كل منهما مدته عام واحد.
وحدد بدوي، فى كل مرحلة بشئ من التفصيل الفئة المستهدفة وعدد المستفيدين، والبرامج التدريبية والمدة الزمنية على النحو التالي :
أولاً :الفئة المستهدفة "العامة"، ويستفيد منها 50 مليون،ومدتها ٦ شهور
وحدد بدوي، برامج تدريبية لتلك المرحلة عن طريق، حملات إعلانية، ، قوافل بالمحافظات، ندوات تدريبية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، فيديوهات مصورة عن الدعم النفسي يتم نشرها خلال منصة خاصة بالمبادرة، بالإضافة إلى ملصقات عن أهمية الصحة النفسية وإرشادات الدعم النفسي بمحطات المترو والأماكن العامة.
وكذلك تخصيص خط ساخن لتلقي الحالات واستفسارات المواطنين، وفيما يتعلق بالفئة المستهدفة من طلاب الجامعات، يستفيد منها مليون طالب،ومدتها ٣ شهور
وحدد لها برامج تدريبية من خلال تنظيم ندوات بالجامعات مع متخصصين في الصحة النفسية لتوعية الطلاب بأهمية الصحة النفسية، وتخصيص عيادة للصحة النفسية بكل جامعة

وفيما يتعلق بذوي الإحتياجات الخاصة، يستفيد منها 2 مليون مستفيد، ومدتها ٣ شهور
وتتم هذه المرحلة بالتعاون مع وزارة التضامن الإجتماعي في تنظيم قوافل للدعم النفسي والصحة النفسية في مختلف محافظات مصر، جنباً إلي جنب مع تنظيم جلسات للدعم النفسي

أما المرحلة الثانية، فمدتها عام فى المجمل ، وفيما يتعلق بالفئة المستهدفة "الأسرة"، فيستفيد منها 20 مليون مستفيد، ومدتها ٦ شهور
وتنطوي البرامج التدريبية لهذه المرحلة على ندوات تدريبية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني للمقبيلن على الجواز والأسر، فيديوهات مصورة عن الصحة النفسية للأسرة يتم نشرها خلال منصة خاصة بالمبادرة، بالإضافة إلى ملصقات عن أهمية الصحة النفسية للأسرة وإرشادات الدعم النفسي بالأماكن العامة، وتخصيص خط ساخن لتلقي الحالات والاستفسارات

وفيما يتعلق بطلاب المدارس فى المرحلة الثانية، ومدتها ٣ شهور، فيستفيد 10 مليون مستفيد من تلك المرحلة وبرامجها التدريبية من خلال تنظيم ندوات مع متخصصين في الصحة النفسية لتوعية الطلاب بأهمية الصحة النفسية، تدريب الأخصائيين الإجتماعيين على تقديم الدعم النفسي للطلاب

أما بخصوص الفئة المستهدفة "دور رعاية الأيتام وكبار السن"، ومدتها ٣ شهور، فيستفيد منها مليون مستفيد، وتنطوي برامجها التدريبية على تنظيم جلسات للدعم النفسي.

 

Dr.Radwa
Egypt Air