أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف توافق مصر وكازاخستان على تبني ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، وإعلاء لغة العقل والحوار وعمارة الكون، وفق نفس الأفكار والرؤى.
وقال جمعة، ذلك في كلمته خلال استقباله رئيس مجلس الشيوخ بكازاخستان الدكتور مولين أشيمبايف، بديوان عام الوزارة على رأس وفد رفيع المستوى لبحث سبل التعاون المشترك؛ خاصة فيما يتصل بدور الفكر الديني في مجال الثقافة، إن وزارة الأوقاف خصصت 30 مليون جنيه لاستكمال أعمال ترميم مسجد الظاهر بيبرس بالقاهرة، بالإضافة إلى 10 ملايين جنيه سابقة من الموارد الذاتية للوزارة، مشيرًا إلى التواصل الدائم والمستمر ومتابعته الشخصية لتطوير الجامعة المصرية بكازاخستان، وتسعى الوزارة إلى أن تنطلق بهذه الجامعة إلى آفاق أوسع.
وأضاف جمعة، إلى أنه لمس بنفسه - في زيارتين سابقتين لكازاخستان - المشترك الإنساني بين الشعبين المصري والكازاخي، من التسامح الديني والإيمان بالتعددية وقبول الآخر، موضحا: "نواجه خطرين، خطر التشدد الديني للجماعات المتطرفة وخطر التطرف المضاد للجماعات التي تريد هدم ثوابت الأديان ، فالتطرف إلى أقصى اليمين أو إلى أقصى اليسار خطر على الدين والدولة؛ فالإنسان متدين بطبعه وإذا لم نوفر له الفهم الوسطي الصحيح للدين ذهب إلى الجماعات المتطرفة ليستقي منه معلوماته، كما أن العمل على استعادة منظومة القيم الأخلاقية والإنسانية أمر لا بديل عنه"، ومؤكدًا أن الجماعات المتطرفة لا تعمل إلا في غياب الفكر الوسطي الصحيح، وغياب العلماء الحقيقيين والفهم الصحيح للدين.
من جهته، أعرب رئيس مجلس الشيوخ الكازاخي عن سعادته بالزيارة والتعرف على ما تنتجه وزارة الأوقاف من فكر وعلم وإصدارات مستنيرة، مؤكدًا أن مصر شريك هام جدًا في العالم العربي والإسلامي لدولة كازاخستان.
وقال أشيمبايف، إن "تاريخ العلاقات بين شعبينا وبلدينا يعود إلى مئات السنين، كما أننا نحتفل في الشهر المقبل بمرور 30 عامًا على العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين، موجهًا الشكر لجمهورية مصر العربية على الدعم الذي تقدمه لدولة كازاخستان، كما وجه الشكر للأوقاف لدورها البارز في إحياء ونشر الفكر الوسطي والفهم الصحيح للدين بدولة كازاخستان".
واشار رئيس مجلس الشيوخ بكازاخستان، إلى أن الجامعة المصرية للثقافة لعبت دورًا بارزًا في إعداد الكوادر التي تنشر الإسلام الوسطي الصحيح في كازاخستان وآسيا الوسطى كلها ، وإمدادها بالمعلمين المتميزين، حيث وصل عدد الخريجين بالجامعة إلى أكثر من 2000 خريج ينشرون الإسلام في شتى أرجاء البلاد بطريقة صحيحة وسليمة حيث يتلقون تعليمًا دينيا صحيحًا بالجامعة.
كما رحب رئيس مجلس الشيوخ الكازاخي بفكرة تدريب الأئمة الكازاخيين في أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين، وطلب قيام الأوقاف بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الكازاخية.
وشهد اللقاء تسليم رئيس مجلس الشيوخ الكازاخي، وزير الأوقاف دعوة لحضور مؤتمر زعماء الأديان بكازاخستان سبتمبر القادم، وأهداه لوحة تذكارية لمدينة تركستان تقديرًا لجهوده في دعم العلاقات المصرية الكازاخية ونشر الفكر الوسطي المستنير.
وفي ختام اللقاء أهدى وزير الأوقاف، رئيس مجلس الشيوخ الكازاخي نسخة من كتاب الله ودرع الوزارة تعبيرًا عن اعتزازه بهذه الزيارة، كما أهداه كتاب "المنتخب" مترجمًا إلى اللغة الروسية، ومجموعة من إصدارات سلسلة "رؤية" المترجمة إلى اللغتين الروسية والإنجليزية.
وحضر اللقاء كلًا من السفير خيرات لاما شريف سفير كازاخستان بالقاهرة، والدكتور سيريكباي تروموف رئيس لجنة المالية والميزانية، والدكتور نورتوري جوسيب عضو لجنة التنمية الاجتماعية والثقافية والعلوم، والدكتور بولات سارسينبايف رئيس مجلس مركز نور سلطان نزاربايف لتطوير الحوار بين الأديان والحضارات، ومكسيم سبوتكاي نائب رئيس مكتب مجلس السينات، وأولجاس دانابيكوف نائب رئيس مكتب مجلس السينات، وأداي بايموكانوف مشرف الأمانة العامة لرئيس مجلس السينات، ونوربيك الماشوف مشرف إدارة التعاون الدولي بمكتب السينات، وبحضور الدكتور يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ المصري.