رأت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن ”تغير موقف الصين من خلال الدعوة لحل الأزمة الأوكرانية من خلال القنوات الدبلوماسية، وجعل موقفها أقرب إلى الموقف الذي اتخذته واشنطن والغرب، هو رغبة من قِبل بكين في تفادي العقوبات الغربية وأيضا لحماية العلاقات المتوترة بالفعل مع واشنطن“.
وتحت عنوان ”بكين تسير على حبل مشدود“، قالت الصحيفة في تحليل لها ”يؤكد دبلوماسيون صينيون ومستشارو الحكومة الصينية، أن التحول في اللهجة، يأتي بعد أيام من المداولات المغلقة من قبل كبار القادة ويعكس رغبة بكين في تجنب علاقة أكثر عدائية مع واشنطن؛ يمكن أن تتسبب في عزل الصين عن الغرب والإضرار بتنمية البلاد على المدى الطويل“.
وأشارت إلى أن ”الموقف الصيني الجديد ظهر جليّا في كلمة وزير الخارجية وانج يي، الذي تبنى أوضح التصريحات حتى الآن، من قِبل مسئول صيني رفيع المستوى في سعيه لتهدئة الهجوم الروسي على أوكرانيا، مطالبا باحترام سيادة أي دولة واستقلالها ووحدة أراضيها، وشدد على أن أوكرانيا ليست استثناء“. وأوضحت الصحيفة أن ”تصريحات المسئول الصيني جاءت عقب تصريحات الرئيس الصيني قبل 3 أيام، عندما دعا في محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إلى الحوار لحل الأزمة“.
ورأت الصحيفة أن الموقف المشترك بين بكين وموسكو ضد توسع ”الناتو“، هو الذي دفع الرئيس الصيني لإظهار التضامن مع نظيره الروسي في أوائل الشهر الجاري وأيده ”علنًا“.
ونقلت ”الجورنال“ عن مصادر مطلعة، قولها ”مثلما تشعر روسيا بالقلق من التهديدات لأمنها من أي توسع للناتو، فإن الصين قلقة بشأن وحدة أراضيها نتيجة للتدخل الأمريكي في تايوان“.
واختتمت بالقول ”بينما تميل القيادة الصينية بشكل أقرب إلى موسكو، فإنها لا تزال ترى أن مصلحتها ألا يكون لها أدنى تداعيات لعلاقاتها مع واشنطن، إذ تحتاج لاستمرار الوصول إلى الموارد المالية والتكنولوجية الأمريكية لضمان الأمن الاقتصادي والتنمية، وهو أمر يمكن أن يتعرض للخطر إذا قررت بكين مساعدة موسكو في التهرب من العقوبات في حال حدوث غزو“.