الخميس 28 نوفمبر 2024

مقالات

«الطريقة اللولبية للمشاركة التريندية»

  • 21-2-2022 | 16:24
طباعة

إذا أردت المشاركة في التريند وإلقاء المزيد من البنزين على ناره؛ اختر أحد الفريقين فريق الـ "مع" أو الـ "ضد" ولست في حاجة للعقل أو المنطق في الاختيار والسير وراء الفريق الذي اخترته.. فببساطة لو لم تجد ما تقوله أطلق سهام الشتائم على الفريق الآخر أيا ما كان.. ألا تراها سهلة وبسيطة وفي كلا الحالتين ليس عليك أن تفكر أو تعرف، فسلاحك في الهجوم أو الدفاع مجرد سيل من السباب للطرف الآخر.

أما إذا أردت أن تتجاوز منطقة الشتائم والسباب وتسير وكأنك العالم ببواطن الأمور فالطريق أكثر سهولة، فيمكنك ذكر أي معلومة بثقة وستجد من يرددها وراءك بذات الثقة، ولكن أذكرك وأعيد.. الثقة ثم الثقة فهي التي تحرك الطريق نحو التريند، ويمكنك أيضا أن تختار ذكر كل ما ليس له علاقة بالموضوع الذي تتحدث عنه واذكر ما تريد، فالطيارة الرافال تخيلها عربية كارو وتحدث عن بطئها وحركتها المحدودة واستهلاكها للوقت والجهد والمال وستجد من يصدق كلامك وهنا يمكنك أن تطرح استبدالها بغيرها الأكثر سرعة والأقل وزناً واستهلاكاً، وإن كانت الرافال فرنسية يمكنك أن تتحدث عن مزايا الطائرات الأمريكية وهكذا.

ولا تتصور أن تلك البلاهة ستجعل الجميع يتهمك بالجهل، على العكس ستجد من يؤيد كلامك ويراه عين العقل والرأي الغائب الذي تم اكتشافه، واعلم أن كل شيء قابل للتعامل بذات المنطق، ولا تتخيل أن أي حدث يمكنه الإفلات من هذه الحالة، فها هو الطيار المصري وليد مراد الذي أثار إعجاب العالم وأشاد الإعلام العالمي ببراعته في الهبوط بالطائرة البوينج التابعة لشركة مصر للطيران رغم كافة ظروف الطقس التي أوقفت الحياة في لندن، هل هناك ما هو أبسط من ذلك طيار استطاع الهبوط ببراعة وأشاد به العالم؟! لا تتخيل أنه نجا من كائن رأى أنه عرض حياة المسافرين للخطر وكان عليه ألا يهبط بهذه الطريقة الاستعراضية!

هل من قال ذلك تعامل مع طائرة وطيار ومطار دولي وقواعد طيران ومعلومات وغير ذلك من أشياء؟ بالتأكيد استعمل الخطة اللولبية فتخيل الطيارة توكتوك والطيار طفل يلهو بهذا التوكتوك والمطار الدولي مجرد شارع في منطقة عشوائية.

ذلك ما يجعل الكلام الفارغ يجد من يصدقه ويؤيده، وسأعيد مرةً أخرى: "المفتاح الذي يمكنك أن تقول به أي شيء وستجد من يصدقك، لقد ذكرته سابقاً، إنه الثقة ثم الثقة ثم الثقة، ثقة الجاهل يمكنها أن تجعله يقول أي شيء وسيجد الأكثر جهلاً الذي سيصدق ثقته الجاهلة.

ذلك ما جعل شخص يقول هذا الكلام الفارغ وآخرون يرونه عين العقل ويتناسون تماما الإشادة العالمية وقواعد الطيران وغرف عمليات المطار وكافة قواعد المنطق.

ألم أقل إنها سهلة وبسيطة وسأختصرها مرةً أخرى فالطريقة اللولبية أن تختار ما بين أن تشتم وتسب فقط ولا تقل أي شيء، أو إذا أردت أن تقول، فتجاهل أي معلومات أو منطق وستسير سريعاً نحو التريند.

قديماً كان قسم المصري أنه لم يقتل ولم يسرق أو يزني ولم يلوث ماء النيل؛ أتصورهم كانوا سيضيفون "لم أشارك في التريند" .

أخبار الساعة

الاكثر قراءة