الإثنين 20 مايو 2024

مصر والكويت.. 60 عاما من العلاقات الدبلوماسية والدعم لمواجهة الأزمات

العلاقات المصرية الكويتية

تحقيقات22-2-2022 | 10:29

أماني محمد

أكثر من 60 عاما مرت على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مصر والكويت، ومنذ ذلك الحين شهدت العلاقات بين البلدين قوة وتناميا كبيرا فكانت نموذجا للعلاقات الثنائية والتعاون في شتى المجالات، ودعمت كل دولة الأخرى في الأزمات التي مرت بها، وشهدت العلاقات المصرية الكويتية دفعة كبرى في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ويزور الرئيس السيسي اليوم الكويت، حيث صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي تأتي هذه الزيارة في إطار خصوصية العلاقات المصرية / الكويتية وما يجمع الدولتين الشقيقتين من روابط أخوية وعلاقات تعاون متشعبة على جميع الأصعدة، حيث من المقرر أن يبحث الرئيس مع شقيقه الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، محاور التعاون المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بين البلدين، خاصةً على الصعيد الأمني والاقتصادي والتنموي، بما يسهم في تحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

كما أنه من المقرر أن تشهد القمة المصرية / الكويتية التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والأزمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة الراهنة، والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي.

 

تاريخ العلاقات المصرية الكويتية

بدأت العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين مصر والكويت دبلوماسيا في أعقاب إعلان استقلال الكويت رسميا عام 1961، حيث كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من أوائل الرؤساء الذين هنأوا الكويت باستقلالها عام 1961، إلا أن الروابط الأخوية بين البلدين الشقيقين تعود إلى ما قبل ذلك التاريخ.

كانت الكويت من الدول التي عارضت العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 واهتمت القيادة الكويتية بدفع تبرعات إلى القيادة المصرية، وفى 8 سبتمبر 1958 افتتح الرئيس جمال عبد الناصر مبنى بيت الكويت في القاهرة والمخصص للطلبة الكويتيين الدارسين وحضر الافتتاح رئيس دائرة المعارف الشيخ عبد الله الجابر الصباح والشيخ سعد العبد الله السالم الصباح إضافة إلى أكثر من 1500 شخصية من الكويتيين والمسؤولين المصريين.

وبعد استقلال الكويت، أرسل عبد الناصر برقية إلى أمير دولة الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح، قال فيها "في هذا اليوم الأغر الذي انبثق فيه فجر جديد في تاريخ الوطن العربي باستقلال الكويت وسيادتها ليسرني أن أبادر بالإعلان عن ابتهاج شعب الجمهورية العربية المتحدة وعظيم اغتباطهم بهذا الحدث التاريخي المجيد الذي اعتزت به نفوس العرب جميعا ".وأضاف «عبد الناصر»: "وليس أحب لقلوبنا من أن ننتهز هذه المناسبة السعيدة لنبعث إلى سموكم وإلى شعب الكويت الشقيق بأجمل تهانينا القلبية وأمانينا الصادقة داعين الله تعالى أن يكتب لكم التوفيق والسداد وأن يمدكم بعونه حتى تصل الكويت فى عهدها الجديد بفضل قيادتكم إلى تحقيق ما تصبو إليه من عزة ومجد ورفاهية".

كما رفضت مصر تهديدات الرئيس العراقى عبد الكريم قاسم لضم الكويت وأصدر الرئيس جمال عبد الناصر بيانا قال فيه «إن الوحدة لا تتم إلا بالإرادة الشعبية فى كل من البلدين وبناء على طلبهما معا» وقال كلمته الشهيرة “مصر ترفض منطق الضم"، كما أيدت مصر استدعاء الكويت حينها لقوات بريطانية فى جامعة الدول العربية بل وشاركت فى القوات العربية التى تجمعت وقتها للدفاع عن الكويت.

وعندما تعرضت مصر لحرب 1967، التقى الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت الرئيس جمال عبدالناصر وأكد له أن الكويت تدعم مصر بالكامل فى هذه الأزمة، حيث حينها بمبلغ 55 مليون دينار كويتى فى إطار مؤتمر القمة العربى الذى عقد فى الخرطوم فى أغسطس عام 1967، كذلك ساندت الكويت مصر في حرب أكتوبر 1973.

ففي حرب أكتوبر، أرسلت الكويت حينها نحو ثلث جيشها النظامي لدعم مصر حين أرسلت لواء اليرموك الكويتي للمحاربة مع القوات المصرية، وكان لواء اليرموك يمثل وقتها ثلث الجيش الكويتى كما أرسلت ثلثى تسليح الجيش الكويتى إلى مصر، واستمر هذا اللواء فى أداء مهامه القتالية واستمرت الكويت فى حظر النفط عن إسرائيل، وخفضت تصديره إلى بعض الدول الأخرى الداعمة لها،

وزارة الرئيس الراحل أنور السادات الكويت مرتين، كانت الأولى في 9 مارس 1972 لأجراء المباحثات لبحث عدد من القضايا العربية العالقة مع صباح السالم الصباح أمير الكويت، والثانية فى 14 مايو 1975م لحضور مؤتمر الكويت واستمرت الزيارة لمدة 3 أيام اجرى خلالها مباحثات مع أمير دولة الكويت صباح السالم الصباح، وعقدا مؤتمراً صحفياً، والتقى عددا من المسئولين الكويتيين هناك.

 

العلاقات المصرية الكويتية في عهد السيسي

كانت الكويت من الدول الداعمة لثورة 30 يونيو 2013، وساندت مصر في ذلك الحين، وشهدت العلاقات المصرية الكويتية زخما كبيرا منذ تولي الرئيس السيسي الحكم، مما أكسب العلاقات المزيد من الرسوخ والقوة، حيث أجرى الرئيس عدة زيارات إلى الكويت بهدف تعزيز التعاون في كافة مجالات العمل المشترك والتشاور وتنسيق المواقف بشأن القضايا الإقليمية.

وتعمل مصر والكويت على تعزيز التعاون وتوحيد الصف العربي لمواجهة كافة التحديات التي تحيط بالمنطقة، حيث تؤكدا دائما أهمية العمل العربي المشترك للتصدي لتلك التحديات، ومواجهة التهديدات التى تهدد مستقبل المنطقة، والتي تتطلب العمل على تعزيز المصالح المشتركة في شتى المجالات.

وشهدت مجالات التعاون بين البلدين تناميا ملحوظا، حيث تجاوز حجم الاستثمارات الكويتية في مصر حاجز الـ 15 مليار دولار، وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والكويت في 2020 حوالي 5 مليارات دولار، فيما تعد الكويت ثالث أكبر شريك تجاري عربي بعد السعودية والإمارات، ورابع شريك تجاري عالمي بين الدول المستثمرة.