تحت شعار «يسقط محدودو الدخل»، يواصل المستثمرون المصريون، استهداف الطبقات الغنية، بمشاريعهم، غير عابئين بتلك الطبقة التي كانت ذات يوم متوسطة، وصارت الآن فقيرة معدمة.   

ويقول مصطفى علي، مواطن، 38 سنة: «أنا متزوج وعندي طفلين، ورغم انتمائي لأسرة ميسورة؛ فإن إعلانات المستثمرين عن مشروعاتهم، وبخاصة السكنية، والمنتجعات الصيفية، تعد مصدرا رئيسا للاستفزاز بالنسبة إلىّ، من ناحية الأسعار». 

وتقول هناء حسن، موظفة، 40 عاما: «لدي 3 أبناء، وراتبي 4000 جنيه شهريا، أنفق منهم على أولادي، وكنت أتمنى أن أجد مشروعات سكنية، وسياحية تخاطب محدودي الدخل، بدلا من تلك المشروعات التي يتم عرضها بمبالغ تصيب الناس بالصدمة»، مطالبة المستثمرين  بالاهتمام بمحدودي، الدخل، وإنشاء مشروعات تخدمهم باعتبارهم شريحة مهمة في المجتمع.

ويقول بكري أحمد، محاسب، 33 سنة: «إنشاء مشروعات تستهدف محدودي الدخل، سيحقق للمستثمرين أرباحا، إذا كانوا يريدون ذلك، لكنهم يبحثون عن الأسرع، والأكثر ربحا». 

وشدد على ضرورة تدخل الدولة، وتبني عدد من المشروعات التي تحقق طموحات محدودي الدخل في العيش الكريم.

آراء الخبراء 

ويؤكد الدكتور رشاد عبده، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، ضرورة أن يشعر المستثمرون بالمسؤولية الاجتماعية لرأس المال، والتي تحتم عليهم، تقديم خدمات لمجتمعهم، عبر الاهتمام بالبسطاء من أبنائه.

وأشار إلى وجود عدد من التجارب الأجنبية، التي تمثل نماذج يمكن البناء عليها، من رجال أعمال حرصوا على إنشاء مشروعات لخدمة الفقراء بمجتمعاتهم، بل إن منهم من تبرعوا بثرواتهم لخدمة مجتمعاتهم. 

بدوره أوضح الدكتور إبراهيم الشاذلي، أستاذ الاقتصاد بالجامعة العمالية، أن دور رجال الأعمال في المجتمع، بحاجة إلى نقاش مستفيض؛ لتحديد ما يجب عليهم فعله؛ لأن المشاريع الحالية، تخدم الطبقات الغنية.