الخميس 16 مايو 2024

"واشنطن بوست": التردد يضرب البيت الأبيض .. هل غزت روسيا أوكرانيا أم لا؟

روسيا

عرب وعالم22-2-2022 | 17:13

دار الهلال

بدأت تحذيرات الولايات المتحدة لروسيا بعدم غزو أوكرانيا منذ عدة أسابيع، لكن بعد التحرك العسكري الروسي الأخير في المناطق الانفصالية بأوكرانيا، أصبح البيت الأبيض في حالة تردد دون قدرته على الجزم بعد ما إذا كان ذلك غزواً أم لا، وفقاً لصحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية.

وفي تقرير نشرته الصحيفة على موقعها الإليكتروني اليوم ذكرت أن البيت الأبيض واجه الحقيقة المُرة، أمس الاثنين، بأن جهوده المستمرة منذ شهور لتجنب غزو روسي لأوكرانيا من المُرجح أنها أصبحت غير مُجدية، مع محاولة المسئولين الأمريكيين العثور على آخر الوسائل التي يمكنهم الرد بها على التحركات الروسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن بوتين قضى عطلة الأسبوع الماضي في إغلاق كل المسارات الدبلوماسية المُحتملة، وهو ما يُشير إلى أن الحلول الدبلوماسية لن تؤثر عليه والعقوبات لن تردعه، خاصة بعد اعترافه باستقلال المناطق الانفصالية في أوكرانيا وتوجيه جنوده بالتحرك إليها، وهو ما دفع الولايات المتحدة عنوة إلى مُعضلة صعبة حول ما إذا كان ذلك يُعد غزواً أم لا.

وسعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للرد على تحركات موسكو العسكرية دون التصريح علناً بأن روسيا غزت أوكرانيا رسمياً، وهو ما من شأنه تفعيل سلسلة من العقوبات الاقتصادية القاسية من الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا ضد روسيا، والتي يتم التحذير منها منذ شهور.

وبدلاً من ذلك، بعد اجتماعات عدة مع مستشاري الأمن القومي الأمريكي ومكالمات هاتفية مع قادة العالم، أمس الاثنين، كرر بايدن وفريقه تقييمهم القاتم للأزمة وفرضوا مجموعة أصغر من العقوبات التي تحظر الاستثمار والتجارة الأمريكية على وجه التحديد في المناطق الانفصالية بأوكرانيا.

وإضافة إلى ذلك، فإنه من المُرتقب أن تُعلن الولايات المتحدة عن المزيد من العقوبات ضد روسيا في وقت لاحق الثلاثاء على أن تكون تلك العقوبات الجديدة مُختلفة عن العقوبات الكُبرى التي هددت بها الولايات المتحدة في حالة إقدام بوتين على غزو أوكرانيا.

وبحسب الصحيفة، فإن إدارة بايدن رفضت مراراً الإدلاء بتصريحات ما إذا كان قرار بوتين بإرسال "قوات حفظ سلام" إلى المناطق الانفصالية يُعتبر غزواً لأوكرانيا.

ونقلت الصحيفة عن مسئول في الإدارة الأمريكية، تحدث شرط عدم الكشف عن هويته، أن "روسيا تحتل تلك المناطق منذ 2014، وكان من المفترض عدم وجود قوات روسية في تلك الأجزاء من دونباس، لكن الحقيقة مُختلفة حيث توجد قوات روسية في هذه المناطق طوال هذه السنوات".

من جانب آخر، وصف مسؤول أمريكي آخر الغزو الروسي لأوكرانيا والذي من شأنه تفعيل العقوبات الأمريكية ضد موسكو، بأنه عبور القوات الروسية إلى أراضي أوكرانية "لم تحتلها روسيا منذ 2014"، بحسب الصحيفة.

وفي هذا الصدد، أشار إيان بريمر، رئيس مجموعة أوراسيا للاستشارات الأمنية، إلى أن تحركات بوتين تتبع خطى مُحددة تهدف إلى اتخاذ تحركات ضد أوكرانيا ودفع حكومات الغرب إلى حالة من عدم اليقين حول ما إذا كانت تحركاته كافية لشن ردهم الكامل ضد روسيا.

وقال بريمر: "إذا كنت أنا من مستشاري بوتين، كنت سأخبره أن يفعل ما فعله لأن ذلك خلق مشكلة الآن" .. موضحاً أن بوتين تعمد عدم دخول القوات إلى كافة الأراضي الأوكرانية وأن الهدف من ذلك هو تعقيد الأمر على الغرب.

ورأى بريمر أن ما حدث، أمس الاثنين، هو تراجع الولايات المتحدة عن تهديدها بفرض عقوبات اقتصادية شديدة ضد روسيا إذا دخلت أوكرانيا .. موضحاً أن التهديد كان يُشير إلى فرض العقوبات الأمريكية بمجرد دخول جندي أو دبابة واحدة.

وأضاف بريمر أن الأمريكيين أدركوا سريعاً أن القوات الروسية دخلت أوكرانيا بالفعل، لكنهم لم يكونوا على يقين ما إذا كانت تلك الرؤية مُشتركة مع كل حلفائها وهو ما تسبب في مشكلة وأدى إلى تأخير الاستجابة الأمريكية على التحركات الروسية.