الثلاثاء 21 مايو 2024

في ذكرى وفاته.. لمحات من حياة «قيثارة السماء» الشيخ محمد رفعت

الشيخ محمد رفعت

تحقيقات23-2-2022 | 14:49

أماني محمد

تحل اليوم ذكرى وفاة قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت، أحد أعلام قراءة القرآن الكريم في مصر والعالم العربي والإسلامي، والذي لا يزال يستمع المصريون للقرآن وللآذان بصوته، وارتبطت تلاوته للقرآن الكريم في أذهانهم بشهر رمضان المبارك، ورغم رحيله في الخمسينيات من القرن الماضي إلا أنه حاضر حتى اليوم في وجدان الجميع.

توفي الشيخ محمد رفعت، في 22 رجب 1369ـ هجريا 9 مايو 1950 عن عمر يناهز 68 سنة، وقد احتفى بهذه الذكرى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وقدم تعريفا بقيثارة السَّماء في ذكرى وفاته.

معلومات عن الشيخ محمد رفعت

ولد الشيخ محمد رفعت بحي المغربلين بالقاهرة، في 9 مايو من عام 1882م، وفَقَدَ بصره في الثانية من عمره، وتوفي أبوه في سن التاسعة، وبدأ إحياء ليالي القرآن الكريم وهو في سن الرابعة عشرة.

ذاع صيت الشيخ رغم حداثة سِنِّه حتى إنه وقع الاختيار عليه ليكون قارئًا للسورة بمسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب بالقاهرة عام 1918م وهو في الخامسة عشرة من عمرة، وهناك بلغ من الشهرة ما بلغ، واتسعت شهرته حتى سمع به القاصي والداني، الأمر الذي أسهم في اختياره لافتتاح الإذاعة المصرية عام 1934م، وقد افتتحها بقول الحق سبحانه: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}. [الفتح: 1]

وعندما طلبت منه الإذاعات أن يسجل لها بعض التلاوات مقابل المال توقَّف في قبوله؛ خوفًا من حرمة أخذ المال كأجر على تلاوة القرآن؛ ولكنه استفتى حينها شيخَ الأزهر الإمام المراغي، وأفتاه بالجواز.

وقد لقب الشيخ رفعت بـ«قيثارة السماء»، وهو لقب أطلقه عليه المحبون والمستمعون لوصف صوته العجيب، الروحاني، الملائكي.

ويعتبر فضيلة الشيخ محمد رفعت رائد مدرسة التلاوة في العصر الحديث؛ حيث تأثر كثيرٌ من القراء بأدائه القوي، وصوته العذب الشَّجي، وسار كثيرون بعده على درب مدرسته العظيمة في تلاوة القرآن الكريم.

وبعد حياة عاشها الشيخ في جوار القرآن وخدمته رحل عن عالمنا في 9 مايو من عام 1950م، الموافق 22 رجب 1369هـ، ودفن جوار مسجد السيدة نفيسة كما كان يرجو.

قال عنه الشيخ محمد متولي الشعراوي: «إن أردنا أحكام التلاوة فالحصريّ، وإن أردنا حلاوة الصوت فعبد الباسط عبد الصمد، وإن أردنا الخشوع فهو المنشاوي، وإن أردنا النفَس الطويل مع العذوبة فمصطفى إسماعيل، وإن أردنا هؤلاء جميعًا فهو الشيخ محمد رفعت».

ووصفه القارئ الشيخ أبو العينين شعيشع بـ: «الصوت الباكي، كان يقرأ القرآن وهو يبكي، ودموعه على خديه».

وقال القارئ الشيخ محمد الصيفي: «رفعت لم يكن كبقية الأصوات تجرى عليه أحكام الناس ... لقد كان هِبة من السماء».

وقال عنه شيخ الأزهر الأسبق الإمام محمد مصطفى المراغي: «هو منحة من الأقدار حين تهادن وتجود، بل وتكريم منها للإنسانية».

رحم الله فضيلة القارئ الشيخ محمد رفعت، ولا حرمنا من صوته الروحاني العذب، وغفر لسامعيه ومحبيه في كل زمان ومكان اللهم آمين.