الخميس 16 مايو 2024

على الرغم من الانتكاسات، دونالد ترامب مازال مسيطرا على الحزب الجمهوري

ترامب

عرب وعالم26-2-2022 | 13:12

دار الهلال

يواصل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هيمنته على الحزب الجمهوري رغم خسارته للانتخابات الرئاسية عام 2020 واستمرار التحقيقات في دوره في اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021 فلا يبدو أن هناك أحد في الحزب يمكن أن تطغى صورته على صورة ترامب.

وسيلقي الرئيس الأمريكي السابق البالغ من العمر 75 عاما، اليوم /السبت/ خطابا في مدينة أورلاندو في ولاية فلوريدا أمام "مؤتمر العمل السياسي المحافظ"، وهو الملتقى السنوي للمحافظين الأمريكيين، في فرصة لتأكيد شعبيته بين أنصاره.

وأثناء انتظار وصوله، ظهر تأثير دونالد ترامب جليا فقد امتلأ الفندق الذي يستضيف المؤتمر بأنصاره الذين يرتدون قبعات تحمل شعار "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" (شعار حملته الانتخابية) وكذلك ظهر تأثيره في الخطابات، مثل الخطاب الذي ألقاه السناتور الجمهوري تيد كروز، والذي وجه فيه العبارات الساخرة والهجمات ضد شخصيات يكرهها المحافظون.

ومن جانبها، أوضحت أوبري جيويت، أستاذة العلوم السياسية بجامعة سنترال فلوريدا، أن "ترامب يحظى بشعبية كبيرة لدرجة أنه بغض النظر عن المنصب الذي يتقلده، يعتقد معظم الجمهوريين أنه يجب علينا أن نفعل نفس الشيء مثله، أو على الأقل ألا نكون منتقدين للغاية" لموقفه.

وأضافت قائلة "لأنهم إذا فعلوا ذلك"، فإن الشخص الذي ينتقدوه سيكون انتقامه هائلا ويخشوا أن يؤثر انتقامه عليهم "سياسيا".

وسواء أحبوا ذلك أم لا، سيتعين على الجمهوريين أن يتصالحوا مع تأثير دونالد ترامب في هذه السنة الحاسمة التي تشهد تنظيم الانتخابات التشريعية النصفية، مع المخاطر السياسية التي تنطوي عليها بعض تصريحاته.

في الشهر الماضي، على سبيل المثال، قال ترامب إنه يمكن أن يصدر قرارا بالعفو عن المشاركين في هجوم 6 يناير إذا أعيد انتخابه في عام 2024. وعارض عدد قليل فقط من الجمهوريين هذا الاحتمال علنا، مثل حاكم نيو هامبشاير كريس سونونو.

كما لا يزال الرئيس السابق متمسكا بفكرة أن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 سرقت منه، مكررا دون دليل على أنها شابتها عمليات تزوير واسعة النطاق. ومع ذلك، فإن نصف الناخبين الجمهوريين يريدون المضي قدما في هذا الموضوع، وفقا لاستطلاع أجراه موقع "بوليتيكو" الإخباري.

وقالت أستاذة العلوم السياسية بجامعة سنترال فلوريدا أوبري جيويت "أعتقد أن الكثير من القادة الجمهوريين ... يفضلون ترك ذلك وراءهم. إنهم لا يرون في ذلك أنه مستقبل الحزب. إنهم يفضلون عدم الحديث عن القضايا التي قد تكون مثيرة للجدل بين الناخبين".

ولكن من جانبها قالت سوزان ماكمانوس، الأستاذة الفخرية بجامعة جنوب فلوريدا، إن دونالد ترامب "يظل شخصا يطلب المرشحون دعمه، خاصة في المناطق الأكثر محافظة".

وإلا أنها أشارت إلى "أننا نرى بشكل متزايد أن عناصر معينة من اللغة أو اللهجة لا تعمل بشكل جيد مع الناخبات. وهن في الغالب ناخبات مترددات".

وقد وصل تأثير دونالد ترامب إلى درجة أن أصواتا قليلة ظهرت للتنافس معه على قيادة الحزب.
ويبدو أن حاكم فلوريدا رون ديسانتيس هو الوحيد القادر على الاقتراب من هذا المنصب. /الخميس/ الماضي، في خطابه في "مؤتمر العمل السياسي المحافظ"، كان ديسانتيس قادرا على التحقق من أنه يتمتع بدعم قوي بين المحافظين.

فقد شهد خطابه تصفيقا مطولا من الحضور في ختام حديثه .. كما تم الترحيب بانتقاداته للرئيس الديمقراطي جو بايدن والقيود التي فرضتها الحكومة الفيدرالية والتي قدم الحاكم نفسه في مواجهتها كمدافع عن الحريات الفردية.

وجعلت بعض قراراته في فلوريدا، مثل رفضه فرض ارتداء الكمامات لمنع انتشار كوفيد 19 في المدارس، من الشخصيات المفضلة لوسائل الإعلام المحافظة مثل "فوكس نيوز".

وعلى الرغم من أن ديسانتيس ينفي التفكير في الترشح للرئاسة الأمريكية، إلا أن شعبيته يمكن أن تجعله يغير رأيه.

ووفقا لاستطلاع للرأي نشرته جامعة شمال فلوريدا هذا الأسبوع وأجرى بين الجمهوريين في الولاية، فإن الحاكم حصل تقريبا على نفس النتائج مع دونالد ترامب باعتباره المرشح الأوفر حظا للانتخابات الرئاسية.

"بصفته محافظا، يتمتع ديسانتيس بإدراك جيد جدا للقضايا الاقتصادية التي تؤثر على السلطات المحلية والشركات المحلية. وهو قادر على التحدث عن الاقتصاد بطريقة أكثر منطقية للناس. وفي هذا الوقت الحالي، فإن الاقتصاد هو مشكلة كبيرة " حسبما لاحظت قالت سوزان ماكمانوس، الأستاذة الفخرية بجامعة جنوب فلوريدا.

في إشارة إلى نفوذ ديسانتيس المتزايد، تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" عن التوترات بين كلا من ترامب وديسانتيس، حيث رفض الحاكم القول علنا أنه لن يترشح في عام 2024 إذا خاض الرئيس السابق في السباق.

لكن دونالد ترامب، الذي ساهم بشكل كبير في صعود مسيرة ديسانتيس المهنية، يطالب أنصاره بالولاء الراسخ.