قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن الأمم المتحدة ولدت من رحم الحرب بغرض إنهاء الحرب، مشيرا إلى أن ذلك لم يتحقق اليوم.
وأكد على ضرورة "ألا نستسلم أبدا"، داعيا إلى "أن نعطي السلام فرصة أخرى"، وأعلن الأمين العام تعيين السوداني أمين عوض، منسقا للأمم المتحدة معنيا بالأزمة الأوكرانية، بهدف تعزيز الاستجابة الأممية في أوكرانيا.
وقال الأمين العام، وفقا لبيان وزعه اليوم /السبت/ المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة، إن أمين عوض سيقود تنسيق جميع جهودنا، بما في ذلك استجابتنا الإنسانية، على جانبي خط التماس، داعيا جميع المعنيين بهذا النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي وضمان سلامة وحرية تنقل موظفي الأمم المتحدة، وغيرهم من العاملين في المجال الإنساني.
وتحدث الأمين العام إلى الصحفيين مباشرة بعد انتهاء جلسة مجلس الأمن التي فشلت في اعتماد قرار "يدين بأشد العبارات العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا"، بعد استخدام روسيا حق النقض (الفيتو)، فيما امتنعت الصين والهند والإمارات العربية المتحدة عن التصويت.
وشدد الأمين العام في كلمته على ضرورة عودة الجنود إلى ثكناتهم والقادة إلى مسار الحوار والسلام، وعلى الرغم من التحديات المتزايدة أشار الأمين العام إلى أن الأمم المتحدة تعمل على توسيع نطاق تقديم الدعم المنقذ للحياة في أوكرانيا، بما في ذلك في الجزء الشرقي من البلاد، على جانبي خط التماس، مشيرا إلى أن الاحتياجات الإنسانية تتنامى وترتفع كل ساعة، والمدنيون يموتون".
وأشار أنطونيو جوتيريش إلى التقارير التي تفيد "بفرار ما لا يقل عن 100 ألف أوكراني من منازلهم - مع عبور العديد منهم إلى البلدان المجاورة، مما يؤكد الطبيعة الإقليمية لهذه الأزمة المتنامية"، وقال إنه "من المهم أن نتذكر أن الأمم المتحدة ليست الغرفة التي ورائي فقط" في إشارة منه إلى قاعة مجلس الأمن.
وأضاف أن الأمم المتحدة "تمثلها عشرات الآلاف من النساء والرجال حول العالم، وتطعم الجياع وتطعم الأطفال وتعزز التنمية، إنها تحمي المدنيين في عمليات حفظ السلام، وتتوسط في النزاعات، وتدعم اللاجئين والمهاجرين، وتنهض بحقوق الإنسان، وتتضامن وتنجز وتمنح شريان الأمل".
وأشار المسؤول الأممي الأرفع إلى أن ميثاق الأمم المتحدة واجه تحديات في الماضي، "لكنه وقف بحزم إلى جانب السلام والأمن والتنمية والعدل والقانون الدولي وحقوق الإنسان".
وقال إن قيم الميثاق سادت، مرة بعد أخرى، عندما اجتمع المجتمع الدولي معا في تضامن، "سوف تنتصر بغض النظر عما حدث اليوم. يجب أن نفعل كل ما في وسعنا حتى تتنصر هذه القيم في أوكرانيا وتسود من أجل البشرية جمعاء".
من ناحية أخرى، أصدرت أكثر من خمسين دولة من بينها الكويت، ألبانيا، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا وأوكرانيا، بيانا مشتركا، قرأته للصحفيين السفيرة الأمريكية ليندا توماس-غرينفيلد، عقب جلسة التصويت على مشروع القرار.
وذكر البيان أن مشروع القرار كان يهدف "لمحاسبة روسيا على عدوانها على أوكرانيا، وحماية المدنيين، بمن فيهم الأطفال، والدعوة إلى تسهيل تقديم مساعدات إنسانية سريعة وآمنة ودون عوائق لمن هم بحاجة إليها".
وأضاف البيان أن القرار كان يتعلق بما إذا كانت الدول الأعضاء في مجلس الأمن - المكلفة بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين - تؤمن بالتمسك بميثاق الأمم المتحدة.
وأشار البيان : "نعتقد أن لدينا مسؤولية خاصة للوقوف في وجه هذا الانتهاك لميثاق الأمم المتحدة لأن روسيا عضو دائم في مجلس الأمن والمسؤول عن ذلك، إن من يقفون منا هنا اليوم ما زالوا يؤمنون بواجب مجلس الأمن الجليل وأسمى مقاصده - منع الصراع وتجنب ويلات الحرب".
واتهمت الدول 52 في بيانها، روسيا بإساءة "استخدام سلطتها لاستخدام حق النقض ضد قرارنا القوي، لكن روسيا لا تستطيع نقض أصواتنا، لا يمكن لروسيا أن تستخدم حق النقض ضد الشعب الأوكراني، لا يمكن لروسيا أن تستخدم حق النقض ضد شعبها الذي يحتج على هذه الحرب في الشوارع، لا يمكن لروسيا أن تستخدم حق النقض ضد ميثاق الأمم المتحدة، لا تستطيع روسيا، ولن تستخدم، حق النقض ضد المساءلة".
وقدم البيان شكرا للدول الأعضاء التي وقعت على مشروع هذا القرار بصفتها راعية له "لوقوفها إلى جانب أوكرانيا وميثاق الأمم المتحدة اليوم"، ووعدت السفيرة الأمريكية برفع "هذه المسألة إلى الجمعية العامة، حيث لا ينطبق الفيتو الروسي، وستواصل دول العالم تحميل روسيا المسؤولية".