الجمعة 3 مايو 2024

كم من أبتر سيظهر مجدداً؟

مقالات27-2-2022 | 13:21

"إن شانئك هو الأبتر" قرآن يتلى مادامت السماء والأرض يتعبد بها قربة لله تعالى، فقد نزلت انتصاراً لحبيب الله وصفيّه وخاتم رسله وأنبيائه، وبقيت بقاء الزمن علامة على رد جهالة أراد مطلقها أن ينتقص قدر سيد ولد آدم محمد بن عبد الله النبى الأمى الذى أدّبه ربه فأحسن خلقه، فكان يدعو على من ظلمه ملتمسا له رحمات الله حتى بات رحمة منشودة وشفاعة مرجوة يوم ينقطع عن كل منا ماله وسلطانه ونبقى محاصرين فى عبارة "نفسى نفسى" يوم لا ينفع مال أو بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

 

وكان سبب نزول هذه الآية كما قال ترجمان القرآن ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة إنها نزلت فى العاص ابن وائل الذى كان إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: دعوه، فإنه رجل أبتر لا عقب له (أى لا ولد له)، فإذا هلك انقطع ذكره، فأنزل الله هذه السورة.


ويدور الزمان دورته ليخرج شخص أبتر جديد يحاول إهانة النبى بإنكار معراجه إلى السموات العلا وبعد أن أمهله الله مرة واثنتين وعشرا نزع الله عنه الستر لتظهر عورة عقله وقبح تجرؤه على سيد الخلق والذى عرف بين قومه بالصادق الأمين ليأتى شخص ليس له نصيب من الفضل فى الدنيا ليعرف به أو يترحم عليه عقب وفاته ليخبرنا أن ما أخبر به الصادق الأمين وذكره القرآن الكريم ما هو إلا وهم ونسج خيال.

 

ومن العجيب أن كفار مكة كانوا يدركون صدق محمد بن عبد الله فى دعوته لكنه الكبر الذى استبد بهم خوفا على مال أو سلطة فى أيديهم فدفعه للتكذيب لكن ما الذى يمكن أن يدفع برجل ليحذو حذوهم سوى الجهل المركب وهو الشخص الذى يرى أنه يعلم بيد أنه لا يعلم شيئا بل انخدع بعقله الذى لا يكاد يميز بين الطيب والخبيث ليخرج مثل هذا الكلام الذى لا يزن جناح بعوضة فى ميزان المنطق أو العقل أو حتى اللياقة ليقدم نفسه على أنه الأكثر نضجا والأكثر جرأة على نقد ما يسميه تراثنا الذى نعرفه نحن بالعقيدة التى يدرك جميعنا أن العقل قاصر قد لا يدرك أبعادها أحيانا وذلك سلوك قديم انتهجه أمثال منكر المعراج عبر الزمن لكن الزمن بترهم وبقى سيد الخلق حاضرا رغم أنفوهم.

 

إن البحث عن قيمة أو ريادة ليس طريقها إنكار وجود الشمس أو دوران الأرض فذلك يسمى "خبل مشلتت" فى أروع صور التزام الأدب كما أن دين الله علم إن أراد أحد أن يبحر فيه فلابد أن يتعلم قوانين الإبحارفيه أولا وأن شكوكه أو هواجسه التى قتلت بحثا ليس لها طريق إلا التعلم وساعتها سيكون لمناقشته طريق يثمر سواء الإقرار بخطأ أو التمسك بإنكار نقبله فى إطار قاعدة عريضة هى "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" غير ذلك تتحول المسالة إلى تبنى بطولة وهمية فى ساحة جنون بل وبناء متطرفين جدد يتصارعون فيأكل بعضهم بعضا.

 

ومن المهم هنا أن نذكر شيئا وهو أن التعاطى مع محاولات هؤلاء - وهى محاولات باقية وستتكرر فى زمننا هذا أو أزمان مقبلة - يجب ألا يتجاوز التصنيف وإعطاء علامة على منهج ورغبة دفينة فى الاسترزاق من الطعن فى الدين ليس اكثر ولا أقل فقد نسى كثيرون أن الله نزل هذا الذكر وهو له حافظ ليس أحد سواه فلا يتخيل أبتر جديد أنه قادر على ما عجز عنه سابقوه غاية ما هنالك أن الله يشهد الناس على أنفسكم ويشهدكم على ضحالة عقولكم التى تصورت أن عملها فى إنكار الغيبيات شرف أو درجة من الفهم لا ينال شرفها سواكم.. لا يا سادة لقد سبقكم فى هذيانكم هذا فى الزمان مبتورين كثيرون قطع الله ذكرهم لكنكم لم تلتفتوا إلى فشهلم فى ما تسعون إلى تحقيقه.

 

لست هنا جهة محاكمة ولم أنزعج كثيرا من محاولة فلان أو محاولة علان للطعن فى عقيدة الناس فهى محاولات باقية بقاء الزمن والكيس الفطن من يحرص على عدم تدوين اسمه فى سجل المبتورين المفضوحين على رؤوس الأشهاد.

Dr.Randa
Dr.Radwa