السبت 22 يونيو 2024

«البحوث الإسلامية»: الأزهر الشريف مؤسسة علمية عالمية ذات دعوة ورسالة

الدكتور نظير عياد

دين ودنيا1-3-2022 | 18:01

دار الهلال

 قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد، إن الأزهر الشريف مؤسسة علمية عالمية ذات دعوة ورسالة، وتاريخ وحضارة، وهو كذلك منبر الريادة الوطنية، وضمير الأمة الذي يشعر بآلامها ويعبر عن طموحاتها، ويُدافع عن حقوقها، ويبحث عن متطلباتها، ويجتهد للوصول بها إلى غاياتها.

جاء ذلك خلال كلمته، اليوم، في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بسوهاج، والذي تعقده بالتعاون مع مجمع البحوث الإسلامية تحت عنوان (الأزهر الشريف تاريخ وريادة)، حول دور المؤسسة العريقة وتاريخها الحافل.

وأضاف عياد أن الأزهر الشريف قلعة الدين وحِصن اللغة، ومصدر الأمة الذي يجمع بين التاريخ العريق، والماضي التليد، والحاضر النبيل والساعي للمستقبل المُشرق، منوهًا بأن الأزهر الشريف تاريخ ورسالة إنسانية وحضارة أكبر من معطيات الكلام.

وأوضح أن للأزهر الشريف جهودًا في الداخل والخارج متنوعة ومتعددة تجاوز بها الجانب العلمي برهن من خلالها على أنه لم يكن معقلًا للعلم والمعرفة فحسب بل تعددت أنشطته وإسهاماته وتنوعت أدواره شيئا فشيئا.

وأكد أنه بجانب الريادة العلمية والقبلة المعرفية للأزهر، له أدوار إيجابية تسهم في البناء الحضاري، وتدفع إلى الرقي الأخلاقي، وتؤدي للبناء المثمر الفعال في كل جوانب الحياة، مما نتج عنه أن صار منبعا للوطنية ومنهجًا للوسطية، وقبلة للدفاع عن قضايا الأمة، ومشكلات العالم.

ولفت إلى أن الأزهر يعمل على معالجة مشكلات الواقع، ونشر قيم الحب والمودة والتعاون بين الإنسان وأخيه الإنسان، والرجوع بالإنسان إلى إنسانيته؛ فكان التواصل والحوار مع أتباع الشرائع السماوية والمذاهب الوضعية، والانفتاح على المؤسسات العلمية والبحثية والدولية؛ بهدف العودة بالعالم إلى ما ينبغي أن يكون عليه قياما بالأمانة.

وأشار إلى أن الأزهر يقوم بذلك من خلال أسلوب علمي يلتزم به ومنهج دعوي يقوم عليه معتمدا في ذلك على أصوله التي يقوم عليها وينطلق منها، وباحثًا عن غاياته وأهدافه التي يعمل من أجلها.
وتابع أن الأزهر عمد إلى تصحيح المفاهيم وتنقية الفكر ومعالجة الغلو والتطرف الفكري، والتركيز على ردِّ المجتمع إلى صوابه من خلال بيان دور الأسرة، والتركيز على قضايا الوقت ومشكلات الساعة، والعمل على إبراز عظمة الشريعة تجاهها من خلال الدعوة إلى التجديد فيها، وفتح باب النقاش حولها وصولًا للرأي السديد والحلول القويمة الذي تتناسب مع العصر، ولا يهدر رأيًا أو يعارض أصلًا.

من جهته.. قال الدكتور محمد عبد المالك نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، إن الأزهر على مر تاريخه يعد منبرا للعلم والمعرفة، حيث تخرج بأروقته العلماء، ودرس في قاعاته الزعماء والرؤساء، ويلجأ إليه الجميع في الداخل والخارج، كما يجمع بين كلياته علوم الدين من الشريعة والعقيدة واللغة، وكذلك علوم الدنيا من الطب والصيدلة والهندسة وغيرها التخصصات الحديثة.

وأضاف أن الأزهر ينشر الإسلام في جميع دول العالم بوسطيته المعروفة البعيدة كل البعد عن الإفراط والجمود، كما يعمل على التجديد في العلوم الشرعية من خلال مؤتمراته وندواته ومؤلفات علمائه ومفكريه. 

وبدوره.. أوضح الدكتور عبد الفتاح العواري مدير مركز الإمام الأشعري وعميد كلية أصول الدين السابق، أن المرأة كانت ولا تزال محل العناية والرعاية في شريعة الإسلام، ونظرة مجردة في كتاب الله وسنة رسوله - صلی الله عليه وسلم - واجتهادات الفقهاء، تُظهر مدى المكانة التي تبوأتها المرأة.

وأضاف أن الأزهر الشريف خلال تلك المرحلة الدقيقة من تاريخ الأمة الإسلامية والعربية قام على تفنيد كافة الآراء التي تحاول أن تسلب المرأة حقوقها، وتصدى لكافة الأفكار التی تتبناها التنظيمات الإجرامية التي انتهكت الأعراض واستباحت الحرمات.

من جانبه.. أشار الدكتور علي عبد الموجود نور الدين عميد الكلية ورئيس المؤتمر إلى أنه من أهم أهداف ومحاور المؤتمر العلمي الدولي الأول هو الكشف عن أثر الأزهر الشريف في الحضارة الإسلامية، مع الاهتمام بإبراز الدور المحوري للأزهر في نشر العلوم الشرعية والعربية والإنسانية، ودور علمائه في الإصلاح والتجديد، والتقريب بين المذاهب.

ولفت إلى أن المؤتمر يهدف أيضًا إلى الكشف عن تأثير الأزهر الشريف في الحضارة الإنسانية وتأثره بها، إضافة لإبراز دور الأزهر في دعم التعايش السلمي بين الشعوب والتقريب بين الحضارات، وبيان أثر العلوم التي تدرس بالأزهر في بناء فكر إسلامي معتدل، ودعم التوجه الإصلاحي للأزهر الشريف في مواجهة التيارات الفكرية المنحرفة.

ومن جهتها.. أكدت الدكتورة فاطمة محمد المهدي وكيلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج ومقرر المؤتمر، أن عنوان المؤتمر يجسد واقعا نعيشه، فتاريخ الأزهر كتبت ولازالت تكتب فيه الكتب والمؤلفات، كما أن ريادته يقر بها القاصي والداني بمشارق الأرض ومغاربها.

وأضافت أن المؤتمر جاء امتنانا ووفاءً لهذه المؤسسة العريقة التي تتبنى الوسطية والاعتدال، مشيرة إلى أن البحوث المشاركة بالفعل والمجازة من قبل اللجنة العلمية بلغت 46 بحثُا وورقة علمية غطت البحوث جميع محاور المؤتمر، مؤكدة دور الأزهر الشريف جامعا وجامعة في نشر المنهج الوسطي المعتدل، البعيد كل البعد عن التعصب والتطرف والغلو.

الاكثر قراءة