عقدت شركة نوفو نورديسك مصر، مؤتمرًا صحفيًا بمناسبة اليوم العالمي للسمنة، تحت عنوان «السمنة مرض العصر»، وبحضور نخبة من الأطباء والمتخصصين في مجال السمنة، وتطرق المؤتمر إلى الدراسات الحديثة عن المرض باعتباره عبئًا صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا على المجتمع المصري، كما تضمن عرضًا عن انتشار وأسباب زيادة الوزن والسمنة بين المراهقين في مصر، وتأثير السمنة على صحة المرأة، وكيفية التوعية بهدف القضاء على زيادة الوزن والسمنة والأمراض المصاحبة المرتبطة بها في مصر.
وتم خلال المؤتمر إلقاء الضوء على الجهود المبذولة من جانب نوفو نورديسك مصر، والتزامها برعاية مرضى السمنة، وسبل مكافحة المرض، من خلال قيامها بتوعية أكثر من 10,000 شخص يعاني من مرض السمنة في عام 2021، وعرض خطتها للشهر الحالي الهادفة إلى توعية 5,000 آخرين، مع العمل على رفع التوعية ليصل العدد إلى 20,000 شخص في نهاية عام 2022.
وقالت أستاذ دكتورة رشا طريف رئيس وحدة الغدد الصماء والسمنة جامعة عين شمس، أن هناك دراسات سابقة في مصر أشارت إلى أن السمنة مشكلة صحية هامة بدأت في الانتشار بين أطفال المدارس، كما أنها تمثل حالة مرضية خطيرة في مرحلة الطفولة والمراهقة، وفقًا لما أسفرت عنه بعض الدراسات، بأنه كان هناك أكثر من ثلث الأطفال والمراهقين الذين شملتهم تلك الأبحاث يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، بالإضافة إلى توقعات بوجود ما يقرب من مليوني مراهق يعانون من السمنة المفرطة خلال السنوات الثلاث المقبلة، مما يؤدى إلى مشاكل صحية مزمنة في المستقبل، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر من النوع الثاني، وارتفاع بالدهون الثلاثية الضارة وترسبها على الكبد.
وأضافت «طريف»، أن معدل انتشار السمنة بين الأطفال في العالم بلغ 185 مليون طفل، ومن المتوقع تزايد الأعداد لتصل إلى 254 مليون طفل بحلول عام 2030، وهذه الإحصائيات وفقًا لاتحاد السمنة العالمي لعام 2020، مع الأخذ في الاعتبار أن النسب مرتفعة بشكل ملحوظ للأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي إيجابي من مرض السمنة.
وصرحت أستاذ دكتور إيناس شلتوت، أستاذ الباطنة العامة والسكر والسمنة بكلية الطب جامعة القاهرة، أن زيادة الوزن أو السمنة تزيد من خطر الإصابة بالسكري وأمراض الشريان التاجي لدى النساء، كما أن النساء اللواتي يعانين من السمنة أكثر عرضة للإصابة بآلام أسفل الظهر والركبة وهشاشة العظام، كما تؤثر سلبيًا على الخصوبة، فضلًا عن أن النساء اللواتي يعانين من السمنة أكثر عرضة للإصابة بأنواع سرطانات مختلفة، منها سرطان بطانة الرحم وعنق الرحم والثدي وسرطان المبايض.
وأضافت أن أحدث الإحصائيات تؤكد أن هناك ارتباطًا بين السمنة والاكتئاب لدى النساء، وان 26 % من النساء غير الحوامل اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و39 سنة يعانين من زيادة الوزن و29% يعانين من السمنة، والتي تسبب أيضا تكيس المبايض (PCOS). وحملة 100 مليون صحة أعلنت عن 49.5% من السيدات المصريات اللواتي يعانين من مرض السمنة مما يعرضهن لأخطار الأمراض المزمنة المسبق ذكرها.
ومن جانبه أكد أ.د. ابراهيم الابراشي، أستاذ الباطنة والسكري والغدد الصماء بكلية الطب جامعة القاهرة، أن هناك العديد من الأمراض المصاحبة والتي تسببها السمنة ومنها أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع 2 وانقطاع النفس أثناء النوم، و قد أشارت أحدث الدراسات التي أجريت في مصر أن تكلفة علاج الأمراض المصاحبة للسمنة 62 مليار جنية مصري في عام 2020 و أن نسبة الوفيات نتيجة السمنة 19% مما يمثل تهديدًا رئيسيًا لصحة الإنسان ونموه و طبقًا للإحصائيات العالمية تتسبب السمنة في وفاة ما يقدر بنحو 41 مليون شخص كل عام.
وأضاف أ .د عمرو عبد المنعم استاذ التخدير والرعاية المركزة الجراحية بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة ان السمنة قد تنشأ من عدم اتباع اسلوب حياة منضبط في مواعيد تناول الطعام و عدم كفاية النوم ليلا وايضا الاكثار من تناول النشويات والسكريات والدهون مع قلة تناول الالياف بالإضافة الي عدم ممارسة النشاط الحركي المناسب للحفاظ علي مستوي الحرق في الجسم لافتا الي ان مصر حددت اهدافا وطنية للأمراض غير السارية لعام ٢٠٢١ بهدف حماية المصريين من معدلات الاصابة بالأمراض المرتبطة بالسمنة من خلال اجراء الفحوصات الاستقصائية للكشف المبكر وايضا وضع الخطة العلاجية من خلال مبدأ تناول طعاما افضل صحيا والاكثار من النشاط الحركي وتهدف الخطة أيضا الي دعوة مقدمي الرعاية الصحية الي التركيز علي الامراض التي تنشأ من السمنة وليس فقط تحديد مستوي السمنة بدون وضع الاستراتيجية المناسبة لمكافحة وعلاج هذه الامراض.
وكشف د. أيمن حسن المدير العام و رئيس مجلس إدارة نوفو نورديسك مصر خلال المؤتمر عن جهودها لتطوير واكتشاف خيارات علاجية مبتكرة تساعد المصابين بأمراض مزمنة، بما تمتلكه من عوامل الخبرة والمهارة والابتكار، للمساعدة في فهم وإدارة مرض السمنة باعتبار الشركة صاحبة باع طويل كأحد الرواد على مستوى العالم في علاج مرض السكري وغيره من الأمراض المزمنة، ومنها السمنة التي تعتبر أحد الأمراض المزمنة التي تتطلب إدارة على المدى الطويل، لأنها مرض معقد ومتعدد العوامل ويتأثر بعوامل عديدة فسيولوجية، ونفسية، وبيئية، ووراثية، وعوامل متعلقة بالاقتصاد الاجتماعي، وهو ما أدى الى تعريف السمنة باعتبارها تخزين الدهون الزائدة وهو ما يؤدى لضعف في الصحة وهو التعريف المُتفق عليه من قِبل منظمة الصحة العالمية والجمعية الطبية الأمريكية و الأوروبية.