الإثنين 1 يوليو 2024

وهم العمر!

6-7-2017 | 18:33

كتبت : مروة لطفى

لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة في انتظار رسائلكم على عنوان المجلة أو عبر البريد الإلكتروني                                                         [email protected]

ما أخبثكم يا معشر الرجال تتحدثون عن كيد النساء وتتغافلون عما دفعنا للمكائد، فمن جراء غش أحدكم أضعت 30 سنة من عمري وأنا نائمة في بحر الوهم.. نعم.. الوهم.. فكم من سنوات قضيتها وأنا أتنغم بعشق وإخلاص زوجي!.. لاكتشف وزوجي على فراش الموت أنني عشت أكبر أكذوبة في حياتي.. بدأت أوهامي وأنا في منتصف العقد الثاني من العمر حين   التقيته في عيد ميلاد إحدى صديقاتي.. محاسب بشركة خاصة يكبرني بعشر سنوات.. ونظرة، فكلمة، فابتسامة حدث تناغم بيننا أسفر عن زواج وولد وبنت.. ومن أجلهما لم أعمل وتفرغت لرعاية بيتي وتوفير متطلبات كل أفراده، فلم أبخل على أي منهم بجهد أو مال.. حتى أنني أعطيت زوجي ميراثي عن والداي ليترك عمله ويدخل مشروعا خاصا.. وبالفعل، حالفه النجاح وأصبح من رجال الأعمال المميزين.. فكنت أفتخر دوماً بحكاية كفاحنا ووقوف كل منا إلى جانب الآخر بينما يؤكد هو كلامي ويقبل يدي أمام أصدقائه ومعارفه قائلاً "هذه السيدة الفاضلة سبب نجاحي".. على هذا الحال مضت سنوات العمر حتى أصيب زوجي بأزمة قلبية مفاجئة، وعلى أثرها نقل للعناية المركزة لأذهب إليه ووالدانا مسرعين وليتني ما ذهبت!.. فقد اعترف بزواجه من أخرى منذ تسع سنوات وإنجابه طفلا يبلغ سبع أعوام والكارثة أنه أوصى أبنائي على أخيهم الصغير!.. وما أن سمعت اعترافه حتى وقعت مغشياً علي.. وعندما أفقت وجدت ابنتي تبكي وتخبرني برحيل أبيها.. مات زوجي وتركني للحسرة والتساؤلات!.. ماذا فعلت كي يخونني؟!.. والمصيبة أن ابنتي ورثت الغدر من والدها، فهي تصر على تنفيذ وصيته ومراعاة أخيها!.. وهنا خيرتها بيني وبين من تطلق عليه أخيها.. وقد وافقني في الرأي شقيقها الذي وقف إلى جانبي وقرر اعتبار ما سمعه من أبيه كأن لم يكن.. أكاد أنفجر من شدة القهر والحزن ولا أعرف سبيلا للخروج من حالتي.. ماذا أفعل حتى لا أصاب بالجنون؟!..

ع . ح "التجمع"

 

رغم إدراكي التام لحجم جرحك ومقدار معاناتك جراء زوج أسكنتيه قلبك وملكتيه عمرك فما كان منه إلا أن طعنك من الخلف بخنجر الخيانة لكن جرحك هذا لا يمنحك الحق في قطع صلة رحم وحرمان ابنتك من تنفيذ وصية أبيها خاصة أن هذا الصغير ليس له ذنب في ما ارتكبه والده معك.. فقد ألمني وصف ابنتك بالغدر لمجرد أنها ترغب في رعاية أخيها الذي لم يتخطى العاشرة من العمر.. فموقفها منه لا ينم عن برها لوالده بعد رحيله فحسب بل مراعاة للمولى عز وجل حيث أوصانا بصلة الرحم.. ضعي مشاعرك جانباً وفكري وفقاً لما يمليه عليكِ ضميرك وتذكري أن الوقوف في محطة الماضي لن يجني سوى مزيد من الألم على موقف لن يتغير خاصة بعد وفاة المتسبب فيه.