صدر حديثًا عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع بعُمان، ديوان شعر بعنوان "صفونا مع الدهر".. يليله مختارات من العودة من النبع الحالم" للشاعرة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي.
تفتح الشاعرة دكتورة سلمى الخضراء الجيوسي نافذتها الشعرية الوسيعة لتطل على الكون، مدخرة برؤيا مستقبلية حالمة عاشقة، يشدها حنين للبلاد وتفاصيل أحلامها المشتهاة، البدايات، أوائل أسئلة الدهشة التي ظلت تصاحب سيرتها الإبداعية المكتظة بالعطايا المعرفية نقداً وترجمة وبحثاً مكيناً، قدمت خلالها للمكتبة العربية والعالمية، عبر مشروعها الفذ PROTA الكثير من الفضائل الثقافية تعريفاً بالمشهد الثقافي الفلسطيني والعربي على خارطة الإبداع الكوني ومساهمة في الثقافة الإنسانية، لتردفه بمشروعها "رابطة الشرق والغرب" مقدمة الثقافة العربية والإسلامية بما هي جديرة به.
في ديوانها "صفونا مع الدهر- يليه مختارات من العودة من النبع الحالم" تقدم الخضراء سلمى حصاد بيدرها الشعري، الذي حفظته نقياً باهياً في خابية القلب، لتطلقه في زمن الرمل واليباب والمحل، قصائد عشق وفرح وأمل، وينابيع صفاء وبهاء وضوء، مؤسسة لحداثة تخصها، وضعت أسسها الشعرية العام 1960 في ديوانها: "العودة من النبع الحالم". إذ قدمت فيه تجريباً يخصها مازجة بين الفصحى والدارجة الفلسطينية موظفة التراث بجرأة لافتة: "صفد يا عالية وبراس تلة".
وظلت فلسطين الفكرة والذاكرة والهوية حاضرة في كل تطوافها. فلسطين الجمال والخير والعناد المقدس، وظل خيط ذهب الحنين مشدوداً كقوس النار في الروح، مستدعية قرطبة الدالة على بلادنا التي تعانق سماؤها التي يزرب دم نخيلها وزيتونها المضيء في قيامة الفعل الفلسطيني...
إن الخضراء سلمى وهي تطلق حدائقها الجمالية في الوطن المحتل فهي تغرس في التراب السماوي جذراً شعرياً لاهباً وهاجاً ينتصر للحياة وللجمال على اشتداد الفرح وامتداد الحلم.
من يكتب يقاوم، ومن يقاوم ينتصر... فطوبى للثابتين.
وللخضراء سلمى تلويحة المداد والبلاد.