الأربعاء 27 نوفمبر 2024

دراما الرعب الإجرامى القاتل !

  • 6-7-2017 | 19:04

طباعة

بقلم – مى محمود

ظلت «دراما الرعب» عصية على المنتجين المصريين ليس فقط لأنها دخيلة على الثقافة المصرية وتعتمد دائماً على الاقتباس من الأفلام الأجنبية التى لا تتناسب مع طبيعة الشخصية المصرية التى ارتبطت بالحدوتة المصرية المستوحاة من الخلفيات التاريخية والثقافية والأساطير والموروثات الشعبية إنما أيضآ لما تتطلبه من مواصفات خاصة يدعمها إخراج واع بمتطلبات دراما الرعب ونص مكتوب بحرفية عالية وتقنيات وإمكانيات تكنولوجية تتطلب ميزانيات ضخمة.

أغلب الأعمال التى تم تصنيفها فى قائمة دراما الرعب تخلو من أحداث الرعب الحقيقية التى تصدم المشاهد وتصيبه بالخوف والذعر وشتى الانفعالات العصبية والنفسية الحادة التى قد تجعل القلوب الضعيفة تتوقف عن النبض !

مسلسل «ساحرة الجنوب»" خذل الجمهور، خصوصاً المراهقين عشاق دخول بيت الرعب فى الملاهى ومن لا ينامون إلا بعد مشاهدة أفلام رعب أجنبية فقد خلت أحداث المسلسل من مشاهد الترقب الموحى بالخوف والرعب رغم الاستعانة بالموسيقى الموحية والإضاءة الخافتة والصراخ المفتعل ..وحتى السينما لم تنجح فى تقديم أفلام رعب حقيقية حيث اتسمت بالسذاجة وضعف الإخراج والتمثيل مثلما حدث فى فيلمى " أنياب " و" الزار " للمخرج الراحل محمد شبل.

والسؤال الذى يطرحه الجمهور الآن هل مقالب رامز جلال وهانى رمزى تنتمى ـ من قريب أو بعيد ـ لدراما الرعب الحقيقية؟

كلما عاد رمضان يفاجئنا رامز جلال بمقلب رعب قاتل وسافل فى آن واحد رافعاً شعار " إبرز تنجز " مهدداً ضيوفه من مشاهير الفن والرياضة وغيرهم بكلماته المستفزة " أنا فى الشر تاريخى طويل وطول ما أنا عايش فوق الدنيا هتشوفوا الويل " !

مقلب رمضان هذا العام بعنوان " رامز تحت الأرض "مستعيناً بالإعلامى الشهير نيشان وجعله كوبرى لخداع الضيوف الذين يلتقى بهم فى واحة نيشان وبعد 20 دقيقة من حوار جاد يتخلله تناول القهوة وقراءة الفنجان يطلب من ضيف كل حلقة تصوير برومو فى الصحراء.

نيشان الذى فقد مصداقيته وحب واحترام عشاقه نجح بامتياز فى الإيقاع بضحاياه فى مصيدة رامز حيث تبدأ رحلة التعذيب والإيذاء النفسى والعصبى الممنهج بركوب الضحية سيارة الموت التى سرعان ما تغوص فى تلال الكثبان الرملية المتحركة وبعد طول لحظات معاناة وبهدلة ورعب وذعر يخرج رامز فجأة من جحر السحلية يهاجم الضحية التى تصاب بالذهول عندما يكشف عن شخصيته، طالباً مسامحته وتهنئة الجماهير بحلول الشهر الكريم فى مشهد ساخر يستخف بالعقول والمشاعر والأحاسيس ويصيب الضيف والمشاهد بالغضب والاشمئزاز !

البرنامج الذى يقدمه رامز من أبو ظبى جوهرة آسيا وعاصمة الأحلام ملىء بفواصل " التبيت تيبيت " كناية عن الشتائم البذيئة التى تنطلق من أفواه الضحايا بعفوية، تعكس مستواهم التربوى والثقافى ومدى ثباتهم الانفعالى والهدف انبساط الناس المشتاقين للشماتة فحتماً سوف يفرحون فى الضحية بدافع الحقد والحسد والانتقام لما يتقاضونه من أجور خيالية !

( على نفس الدرب يسير هانى رمزى فيقدم لنا هذا العام برنامج " هانى هز الجبل " متجاهلاً ثقل دمه وظله، فنرى الضيف سجين سيارة مسرعة بجنون تستقر على حافة جبل ثم نراها معلقة بين السماء والأرض بينما يصرخ الضيف ويستغيث بهانى الذى يحاوره فى مشهد هزلى مقزز مقلدآ صوت امرأة خليجية تهدده بالإصابة بالشلل والحول فلن يسمح للونش بإنزال السيارة على الأرض ما لم يسامحه من قلبه ويبارك فعلته الآثمة والهدف أيضاً إرضاء الناس ومثلما يقول : الناس بتحب تشوف الفنان بيتأذى وبتفرح وتنبسط!

بالتأكيد لست ناقدة فنية لكننى أعتقد أن كليهما شرير وعدوانى وما يقدمانه من مقالب إنما تجسد أحط أنواع دراما الرعب الإجرامى القاتل والسافل، بما يتطلب انتفاض رجال الدين والرقابة والإعلام أخلاقياً وإنسانياً لتجريم هذه النوعية من البرامج ومحاكمة من يقدمونها بتهمة الشروع فى القتل مع سبق الإصرار والترصد !

    الاكثر قراءة